الفصل الثاني 💁🏻‍♀️🤍

399 31 9
                                    

أول شيء ستتعلمه عن البشر أنهم لا يلتزمون بالمواعيد التي يعطونها للآخرين، إن 'ريوانة' تقف أمام منزل 'مريم' منذ مدة طويلة، فَمن الواضح أن مريم نسيت الوقت المُتفق عليه..
بدأت ريوانة أن تفقد الأمل في مجيء مريم وقبل أن ترحل وجدت مريم تفتح بوابة منزلهم وتخرج منها، و قبل أن تبدأ بالكلام صاحت 'ريوانة' قائلة :
- لا أُصدق عَيناي، لقد أتيتِ أخيرًا..
ثم تسائلت بنبرة أعلى:
- ألم تتركِ لي أمس شيء صغير لأعرف به الوقت وقلتِ عندما تصل إلي الثالثة سنتقابل؟
نظرت لها مريم بلامبالاة فَهي لم تتعود أن يرفع أحد صوته عليها، حتى أتت تلك الحورية التي ستُفقدها عقلها لا محالة..
عندما أردفت ريوانة جملتها الأخيرة تذكرت مريم ليلة أمس عندما عادت إلى مكان مُقابلتهم مُجددًا و أخذت معاها ساعة صغيرة! فَعندما جلست وحدها بعد ذهاب ريوانة، تفاقمت الأفكار داخل عقلها، فَكيف ستستطيع حورية بحر أن تصعد وتعيش على الأرض؟ ثم لاح في عقلها عندما قالت لها سنتقابل الساعة الثالثة عصرًا كيف ستعلم تلك العروس الوقت إذًا؟
وجدت أن الحل الوحيد حتى تهدأ تلك الأفكار أن تذهب إلى ريوانة مُجددًا!
وقفت في نفس المكان وقامت بِمُناداة ريوانة بصوتٍ مُرتفع حتى تسمعها:
- ريوانة، ريوانة أنا مريم لو سامعاني اطلعي هقولك حاجة ضروري..
كانت تتلفت حولها كل ثانية لِتتأكد من خلو المكان، فَإذا رأى أحد ما تفعله الآن سيتأكد أنها لديها خلل ما في عقلها!
ظهرت ريوانة في الماء بإبتسامة واسعة بعد دقيقتين من وقوف مريم  ثم تسائلت:
- ما الذي حدث يا مريم؟ اشتقتِ لي أليس كذلك؟
ثم تابعت وهي تُحرك شعرها في غرور:
- أنا أعلم ذلك فَجميع من يعرفني يُحبني ولا يستطيع الإبتعاد عني، فَأنا ولدت جميلة ومحبوبة ليس هذا ذنبي..
كانت تُتابع مريم حديثها وهي مُكتفة الأيدي، ثم تحدثت بإستنكار:
- أنا مش عارفة عملت إيه في حياتي علشان يحصل فيا كدا بجد..ريوانة أنا لسه عرفاكِ من ساعة أكيد ملحقتيش توحشيني!
ثم تحدثت بنبرة تميل إلى السخرية:
- وبعدين ايه كمية الغرور ده يا ماما، مفيش حد بيشكر في نفسه على فكرة لازم الناس هي إلي تقول عليكِ جميلة مش انتِ!
لم تتغير نبرة الغرور الممتزجة باللا مبالاة الخاصة بِ ريوانة وأردفت:
-أولًا أنا لست أمك أنا ريوانة لا أعلم كم سأُعيد لكِ هذا الاسم..
ثم تابعت حديثها بتساؤل:
- ثانيًا لماذا علي أن أنتظر شخصًا ما ليمدحني؟ أنا جميلة وسأقول دائمًا أنني جميلة ومن لا يُريد أن يسمع فَعليه أن يذهب ولكنني لن أُغير نظرتي لنفسي أو حديثي المُتباهي أبدًا!
عجزت مريم عن الرد عليها فَهي تبدو إلى حدٍ ما مُحقة في حديثها..أردفت مريم وهي تُنهي هذا النقاش الذي ليس له فائدة:
- طيب حصل خير خلاص، أنا جيت علشان أسألك على كذا حاجة كدا وأسيب حاجة عندك وهمشي..
نظرت ريوانة لها وأردفت بنبرة تعكس فضولها:
- ما هي هذه 'الحاجة'؟
فتحت مريم يدها المُمسكة بالساعة ورفعتها أمام أنظار ريوانة، ثم وضعتها في مكان بعيد عن المياه قليلًا حتى لا تُفسَد، ثم أردفت وهي تُشير إليها:
- دي ساعة؛ إلي بنعرف بيها الوقت وهي دي إلي هتعرفي منها إن الساعة بقت تلاتة..الصبح مش بليل ماشي؟
نظرت لها ريوانة بإمتنان فَهي كانت مُحرجة أن تصعد وتسألها، ثم تابعت وهي تُتمتم شاكرة:
- أشكرك كثيرًا، كنت أريد أن أسألك ولكن يبدو أني نسيت من فرط الحماس.
ابتسمت لها مريم إبتسامة صغيرة:
- مفيش شُكر ولا حاجة، وبصراحة أنا كنت هسألك على كذا حاجة كمان بس مش مشكلة هبقى أسألك بكرا..
وقبل أن تذهب رفعت سبابتها وقالت بتحذير:
- الساعة تلاتة يا ريوانة أوعي تتأخري..
  ''''''"""                              
عادت مريم من ذكريات أمس ثم نظرت لِريوانة بإحراج، فَهي كانت تُحذرها من التأخير ثم أصبحت هي المُتأخرة!
- اسفة يا ريوانة بس أنا كنت مفكراكِ مش هتيجي وأنا عادتي إني بتأخر، عادي يعني..
وعلى عكس المتوقع هدأت ريوانة وسامحتها سريعًا، ثم تحدثت وعلى شفتيها إبتسامة صغيرة:
- حسنًا لا تعتذري إنكِ صديقتي ولا يوجد بين الأصدقاء إعتذار.
ابتسمت لها مريم، فَهي تشعر أنها بدأت أن تُحب تلك الريوانة، وتخشى أن تعتاد وجودها، ولكنها ستستمتع بوجودها حتى لو كان وجودها لن يدم كثيرًا!
ولكن تحولت تلك الإبتسامة سريعًا إلى فمٍ مفتوح ونظرات إنبهار عندما رأت ما ترتديه تلك الحورية الجميلة..فَكانت ترتدي فُستانًا رقيقًا يُناسب جسدها الصغير، ولونه الأبيض الذي يتماشى مع لون بشرتها بشدة..ثم نظرت إلى شعرها والذي فشلت هي في تحديد لونه حتى الآن، فَليلة أمس كان لونه أحمر قاتم، ولكن الآن لونه برتقالي فاتح اللون! بالتأكيد ستسألها عنه ذات يوم.. وقررت ريوانة تركه منسابًا على ظهرها، لقد بدت جميلة حقًا ولكنها إذا ذهبت هكذا لن تسلم من ألسن أشباه الرجال المتواجدين في كل بقعة في الطريق! ومن الممكن أن تذهب معها ريوانة ولكنها لن تعود مُجددًا!
تسائلت مريم وهي تُشير إلى هيئة ريوانة بيدها:
- جبتي اللبس ده منين يا ريوانة؟
دارت ريوانة حول نفسها وهي تقول بسعادة:
- إنه التراب السحري يا مريم لقد أخبرتك أمس، ألم يُعجبك مظهري؟
تنهدت مريم تنهيدة مُطولة ثم أجابت:
- مظهرك ايه بس إلي مش عاجبني انتِ مش شايفة مظهري أنا؟
ثم تابعت وهي تدور حول ريوانة:
- كل الحكاية إني مستغربة حاجات كتير بتحصل وأكبرهم انتِ بصراحة، المهم شعرك ده هيتلم معلش علشان أعرف أرجعك لأهلك في البحر سليمة.
وضعت ريوانة يدها على شعرها وهي تتسائل:
- وما علاقة هذا بِشعري إذًا؟
تحدثت مريم بتوسل وهي تنظر في هاتفها لتستعلم عن الوقت:
- ريوانة لو سمحتِ اسمعي الكلام على طول علشان الدرس هيبدأ وإحنا لسه واقفين، معاكِ حاجة لشعرك ولا أديكي؟
حركت رأسها بالنفي، فَفتحت مريم حقيبتها تبحث فيها عن أي ربطة للشعر، وهي تدعو أن تجدها فَهي توقفت عن وضعهم في حقيبتها منذ إرتدائها للحجاب، وبعد قلبها للحقيبة وبعثرة محتوياتها وجدت ضالتها أخيرًا..
فَوقفت وراء ريوانة وقامت بجمع شعرها في هيئة كعكة، مُبعثرة قليلًا ولكنها تفي بالغرض.
ثم وقفت بعيد قليلًا وهي تنظر لها، ثم أردفت:
- كدا تمام شوية، يلا بقا علشان نلحق الدرس وفي الطريق هتشوفي كل إلي انتِ عايزاه.
صفقت بيديها في سعادة، ثم قالت بنبرة مُتحمسة:
- أتمنى أن تكون جولة ممتعة، أنا حقًا مُتشوقة لرؤية هذا العالم..

أتمنى يكون البارت عجبكم..🤍
حاولت أخليه طويل شوية بس مفيش وقت بصراحة 🤷‍♀️
هستنى رأيكم وريفيوهاتكم والكوميكس علشان أتحمس وأكتب البارت التالت🤍
#يُتبع
#منةالله_محمود
#تدمير_ذاتي

تدمير ذاتي Where stories live. Discover now