الألفا الدموي

7.1K 274 46
                                    

: لا تؤذي نفسك مره أخرى ..

قالها لي بنبرة بدت قلقله ، عيناة مازلت بلونها الأحمر القاتم الذي يرعبني

وصوته لم يكن هادئ مثلما كان .. بل بدى أعمِّق وأقوى .

حاولت سحب قدمي من بين يداة ، لكنه شد عليها رافضاً تركي ، ليسبب بذلك إنكماش ملامحي بألم طفيف..

همست بقليل من الإرتباك : لا بأس سأداويها بنفسي .

ولكنني لم أجد رداً لما قلت غير تجاهله المطلق لي ، وكأنني لم أوجه له الكلام منذ ثواني معدودة !

مر الوقت ببطئ شديد
تأملت محيّاه بشرود .. لم يكن يبدو عليه هاله قاتل يسفك الدماء بدمٍ بارد ،

يبدو مسالماً وهو هادئ ..

عيناة زرقاء كزرقه البحر
جميلة، لكن عميقه ..
أنفهُ شامخ للأمام ، وفكهُ حاد
خصلات شعره قصيرة وسوداء ، مناكبهُ عريضه وقويه .

كان يبدو رجلاً بمعنى الكلمة .. ولكن رغم ذلك لم يثير إعجابي رغم جماله الأخاذ ، فهو قاتل !

والرجل الذي يحبسني رغماً عني، قبل كل ذلك ..

شتت نظري عنه بهدوء ، مر الوقت ببطئ وهاهو ينتهي من تضميد جراح قدمي وتعقيمها ، رأيته يشرد بفكره لثواني قبل أن ينتصب بطوله واقفاً .

رفعت نظري إليه .. ثم دنى إليّ

إمتدت يده لتمسك عنقي من الخلف وهو يقربني إليه بهدوء وهمس لجانب أذني بتحذير :
لا أريد رؤية محاولات هروبكِ مره أخرى

فحتى لو توفيتي وأصبحتي رمادًا أسفل الثرى

سأجدكِ وأبعثُكِ للحياة مرة أخرى !

إبتعد قليلاً حتى أصبح مرمى عيناة بمرمى عيّناي .. ينظر إلي بعمق وحُمره عيناة إشتدت عُمقاً

وعيناي عجزت عن بث ما أشعر به من "خوف وإرتباك ورعب "

نظر لي نظرة أخيره يتأكد بها من مدى إستعابي لتهديدة ، وعندها فقط خرج بكل هدوء وكأنه لم يبث لتوه الرهبه والخوف لقلبي !

|| رفيقتي ملكي ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن