خذلان الفُؤاد

6.2K 255 3
                                    


أركض بين الأشجار بلا توقف ، تجرحني الأغصان عند إحتكاكي بها .. ولكن لا شيء يوقفني عن الركض ، لطالما كنت أسرع ذئبه بالقطيع..

وهذا ما يفسر عدم قدرتهم على أمساكي إلى الان
على الرغم أنهم خلفي بمسافه بسيطة!

ولكن رغم سُرعة ذئبتي لقد تمكن منا التعب ، لم أعد أستطيع الهروب أكثر .. لقد كنا نركض لساعات ، ولا يبدو أنهم مصممين على تركي.

بدأت سرعتي تتباطئ وبدأت ألهث بتعب..
أشعر بالدوران ولكن حقيقة أنني سأقتل فور توقفي تحثني على الإستمرار!

لا زلتُ صغيرة على الموت حتى وإن كنت روجز !
تسللت إلى أنفي تلك الرائحة البهيّة .. قلبي بدأ ينبض بإضطراب وتوتر ، ذئبتي هائجة مره أخرى ولا أستطيع تهدِئتها.

رمشت بعيناي بخوف عندما دوت أصوات صراخ وأنيَّن الذئاب التي كانت تُلاحقني!

توقفت مُسرعه وأنا أنظر للخلف وأجّد مصاص دماء يتربص بهم ، لا زلت أشتم رائحته فأين هو؟
هل تأذى ؟

هربت مسرعه عندما لاحظت تغلب الذئبين على مصاص الدماء وسقوطه للأرض صريعاً بعد أن ألحق بهم بعض الأذى..

ركضت بكل ما أملك من قوة لأن هذة هي فرصتي الوحيدة للهروب ولن تتكرر!

كانت رائحتة تشتّد وهذا ما يؤذي ذئبتي ولكنها لم تكن لتتركني بهذا الوقت العصيب الذي نمر بهِ معاً.

وصلت إلى بُحيرة جميلة وسط الغابة من ما أعطاها منظر خلابّ وسط الأشجار التي تحاوطها من جميع الجِهات..

لا يضويّها غير ضوء القمر الهادئ

إرتجف قلبي عندما رأيت ذلك الذئب البُني جالساً فوق صخرة بكل هدوء ينظر إلي بنظرات عجَّز فؤادي عن تفسيرها..

وضوء القمر المسلط عليه ، لم يكن يزيدهُ إلا هلاكاً على قلبي.

وقف أخيراً وهو يتقدم إلي ببطئ ، حتى توقف أمامي وعيناه لم تكف عن إطلاق نظراته التي تُهلكني.

همست عبر التخاطر : ما الذي تفعلهُ هنا ؟

إقترب مني أكثر لكنني تراجعت متجاهِله ألم الرابطة بيننا ، فما فعلهُ بيَّ لا يغفرهُ مرور الزمان أو النسيّان!

رأيت ألمهُ الواضح من فعلتي من عيناه ..

تألمت وكأنَ عيناة كانت تُعاتبني لما فعلت .
فـ لطالما كانت لُغة العيون أقوى من لغة اللِسان !

أقترب مني وهذة المره لم أتراجع ، وقال :
كنت خائفاً من أن يُلقى القبض عليكِ !

همست مُتألمه : ألست أنت من تسبب بهذا كله ويليام..

ويليام غاضباً : ولكنني لا أريد موتكِ .. لا أريد فُقدانك!

نظرت إليه قليلاً حتى أتسعت عيناي وقلت :
هل أنت من أستدرج المصاص الدماء إليهم؟

نظر إلي ولم يعلق حرفاً على كلامي ، استأنفت قائلة : أنت تعلم بأن لا مصاص دماء يقترب من منطقه قطيع القمر الأحمر ، فلا بُد من أن شخصاً جعله يقترب ويليام!

كان لا يزال لا يرد على ما قلت أو يُبرر ، وهذا ما يجعلني أتأكد أنهُ الفاعل.

تراجعت للوراء بذهول هامسه بلا تصديق : هل أذيت أفراد قطيعك ؟

إقترب قائلاً بعمق : تعلمين أنني لن أدع أحدًا يؤذيك مادي..

وهُنا تحولت عيناي للون البنفسج ، فرغم كوني بجسد ذئبتي لكنني كنت أنا المُتحكمه ..

تساقطت الدموع من عيناي بُحزن همست ذئبتي بنبرتها الناعِمه والعميقة : كان يجب عليك التفكير بهذا مُنذ زمنٍ طويل..

همست ذئبتي بكلماتِها بألمٍ كبير ينهُش فؤادِها جاعلاً ويليام يشعر بألمها بسبب الرابطه ، ومن ثمَ إلتفت راكضه إلى الامكان هرباً منه ...

تاركتاً ويليام خلفها يشعر بأضعاف ألمها .

_

وإذا إلتقينا والعيون روامقٌ
صَمتِ اللّسانُ وطرفُها يتكلَّمُ
تشكو فأفهَمُ ما تقولُ بطرفِها
ويردَّ طرفي مثلَ ذاكَ فتفهمُ

_

ماذا برأيكم فعل وليام لمادلين لجعلها مخذوله لهذه الدرجه؟

عذراً على قصر البارت .

|| رفيقتي ملكي ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن