فُرصة

4K 189 35
                                    


مرت الليالي سريعاً .. دقائق وساعات لتُصبح أيام وأسابيع وشهور .. وقطيع القمر الأحمر يتدارك خسارته في أخر هجوم لهم

لقد تداركوا الضرر بأول الأسابيع وأصبحوا أقوى من ذي قبل مع عزيمتهم للثأر التي لن تتنوى عن قلوبهم ، مادام دِماء قطيعهم ذهبت سُداً !

ولكن حتى لو كانو أقوياء .. فلازال يلزمهم العقل
يحتاجون لإستراتيجيه للهجوم .. ومعرفة من هم اعدائهم .

_

كان الوقت في الصباح .. السماء زرقاء وتُزينها الغيوم بكل سلام .. كان خارج منزل القطيع يعم بالازعاج والحيوية ، النسوة تدرب في منطقه اليسار والرجال في اليمين .

والكل منهم يبدو أنه يتدرب بجّد وبلا تكاسل أبدًا ، وفي خضم كُل هذا .. كانت تنظر لهم من النافذة .

كل صباح يكررون نفس الروتين ، يتدربون حتى المغرب وبعدها يذهب الجميع .. تنهدت بهم ، فمنذ الحادثه لم تخرج من الغرفه إلا نادراً وهذا ما جعلها تختنق !

شهقت عندما أحست بأصابعه الباردة تحاوط خِصرها النحيل ، ورأسه يستند على كتفها يراقب معها النافذة بهدوء .

سألاً لها : لماذا ترتفع نبضات قلبك كلما أقتربت منك..

همست بتوتر من قربه : لأنك تجفلني دائماً !

همهم لها بلا رد .. مُتأملاً جهود قطيعه من النافذة ، ورأسه لا يزال مستند على كتفها ، مستمتعاً بتوترها منه .

استجمعت شجاعتها قائلة : لماذا تبدو تدريبات الرجال دائمًا أصعب من النساء ؟

إتسعت ابتسامته لانها بدئت بالحديث معه ، وكم كان سعيداً ! رد قائلاً : النساء تحمي المنازل ونحن نحمي الحدود
هن يحمون منازلنا ونحن نحميهن..

لم تنطق بعدها .. آثرت الصمت بهدوء ، إلتفت بعيناه لها .. وشاهد شرودها وهي تنظر للخارج بعيناها الخضراوتان بضيق ، شدد على خصرها أكثر حتى نظرت له وفاقت من شرودها..

قائلا : هل تُريدين الخروج ؟
لمعت عيناها ونظرت له بلا تصديق .. إلتفت له لتقابله وجهاً لوجه ، أمسكت بقميصه بأمل قائله : هل حقاً ستجعلني أخرج ؟

لم يكن يسمع ماتقوله .. كان تائهاً بعيناها
في كل مره ينظر لها يشعر بأنها المره الأولى ..
عيناها الخضروتان شعرها الأسود الذي بات أطول من ذي قبل .. حُمرة وجنتيها البيضاء .. أنفها وشفتيها ..
كل شيء بها يهلكه !

|| رفيقتي ملكي ||حيث تعيش القصص. اكتشف الآن