__________
الألماس على خاتمه، كان ينقر الكأس الزجاجي الوحيد أمامه، فيما أحتفى صوت النقر الهش بين عشرات المعلاق والسكاكين حول مائدة الطعام الضخمة
أناس كثر، كلهم ذو قرابة لملكه ولا احد منهم يعنيه في شيء خصوصا الفتاة التي تجلس على يساره، بشعرها الأسود الطويل وبشرتها البيضاء النقية، هو لم يلحظ وجودها قط قبل اليوم
عندما نظر بإتجاه الكرسي الأرفع، كانت العينين السوداء لصاحبه مستقرة عليه بأريحية، وهو قابلها بعقدة حاجبيه المعتادة
كأن هذا القصر بأكمله لا يعجبه، هذا الطعام الذي طهي حسب ذائقته تمامًا وهذه الثياب المخاطة خيطًا خيطًا لتلتئم تفاصيل جسده لم تستهويه ابدًا.
لكن هذا لم يكن حاله من قبل، لم يكن يكترث لما يلقاه من نظرات بغيضة، ولم يكن يكترث إن سرقت الغيوم زرقة السماء، إعتاد النوم طويلًا في أحضان جونغكوك، أن يشغله باللعب وبتسلق كل شجرة حول القصر، بسباق الخيول وتناول التين، بمداعبات الأنف البريئة وبسرقة بعض القبل حين يكون مستغرقًا في نومٍ عميق.
الأن الفراء الأسود يغطي منكبي جونغكوك، عينيه لم تعد لامعة مليئة بالنجوم كما كانت قبل سبعة سنين لكنها لازلت تحمل تجاهه داخلها ذات الحكاية ، إذ لطالما نظر إلى تايهيونغ كأنه الماسة كتلك التي يرتديها، ألماسة تخصه وحده، صقلها منذ أن كان صغيرًا، إنجازه الأكبر.
الماسة تبكي، تتذمر ، تتطالب بالأهتمام وتعيق عمله وتسبب له المشاكل دومًا.
نقر على الزجاج مرة أخيرة بخاتمه قبل أن يمسك بالكأس وبلمحة يلقي به أرضًا، كي يتناثر زجاجه على الأرض وكي يجد الملك واقفًا أمامه خلال ثوانٍ قليلة يحمله عاليًا في الهواء ليحيمي قدميه الحافية من الأذى
دون أن يحتاج الحروف لتبرر فعله عاد ليجلس على كرسيه وتايهيونغ في حضنه قد حقق مراده، يخاطبه بعينيه النائمة ثم ينفصل عن محتضنه ويسند ظهره على طاولة الطعام ثم يرفع قدمه أمامه مخبرًا بالجرح الذي طال قدمه.
عندما قبلها جونغكوك، تايهيونغ أبتسم، إبتسم لما أرضى غروره اللحظي.
" جونغكوك " ينبس بعد أن أنهى طبقه الأول فيصغي الملك له ويلين للأمام ليسمع " أجل عزيزي "
" هل يمكنني أن اصطحب جيمين معي اليوم؟ إنه يقف هناك" وأشار إلى نهاية صف الخدم الواقف في أقصى القاعة مخفض الرأس وأعقب " في الواقع هل بإمكانه مشاركتنا مائدة الطعام ؟ "
" أين؟ " جونغكوك سأل إذ لم تكن يد تايهيونغ قادرة على الأستقرار في إتجاه واحدٍ لضعفها، حين ذلك تايهيونغ صرخ " جيمين !!! " فكاد المعني يجثوا أرضًا مرتعبًا من سماع إسمه يدوي في القاعة ويصمت الجميع