١٨

56 13 14
                                    

الوقت، هو الشيء الوحيد الذي لا حيلة لبشريّ عليه، لا يمكنك إعادته، لا يمكنك إيقافه، و أيضًا لن تستطيع تخطيه، و لكن بالطبع، يمكنك إضاعته، و لطالما أضعنا الكثير من الوقت، و أفلتت من بين أيدينا دقائق ثمينة برغبتنا، و باستسلام بائس. مرّت علينا أوقات كان من المفترض استغلالها، كان من المفترض أن لا نكون أنانيين بشأنها، لن تعود، و ما تظنه أنه ملك لك، و لك حقٌ فيه، لن يكون، لن يكون لك شيء للأبد؛ لأنك لا أنت، و لا أي شخص، و لا أيّ شيء، كتب عليه الخلود، فلكل شيء وقته المحدد، و لك أن تستغله، أو أن يضيع، و تندم عليه.. للأبد ربما.



~








-*وقف عند الشرفة يُحدق بالمنظر المُهيب الذي تُطِلُ عليه*واو، هذا زقاقٌ قذر..













امتعض، و هو يحدق بالزقاق الضيق الذي يفصل بين البناية التي يعيش فيها، و البناية الشاهقة الأخرى التي تقابله.. على الرغم من أنه معتاد على رؤية هذا المنظر، لكنه يمتعض في كل مرة يقف فيها عند الشرفة.









-*سرح في القشور و الطحالب و الأنابيب على البناية الأخرى، متكئًا بمرفقيه على سور الشرفة*ألم يكن من الأفضل لو أصبحتُ طُحلُبًا لزجًا؟











=ما الفرق بينك و بينه الآن؟







-*التفت خلفه بتقطيبة منزعجٍ بجدية، يشعر بالإهانة فعليًا*مالذي قلته للتو؟









=*ابتسم بلطف*سمعتني.









-*حدق فيه بغيظ و التفت عائدًا لوضعيته السابقة متحدثًا باستياء*على الأقل يشعر بالبرودة، و أنا لا.

















=*هز رأسه بيأس و اتجه ناحية الأريكة ليجلس عليها قائلًا بتنهيدة*اذًا لم دعوتني لمنزلك اليوم؟ ليس للتنظيف صح؟*قالها و عيناه تجوبان أرجاء المكان و علب الطعام الفارغة و المناديل و أشياء غريبة متناثرة بفوضى في المكان* لأنني لن افعل. كيف تعيش هكذا؟















-*لا يزال مُديرًا ظهره لرفيقه و يحدق في الفراغ* لا اعلم، لم يكن لدي رغبة في الخروج و الذهاب لمكتبك، لذا قررت أن نقيم الجلسة هنا اليوم..













=*بتمتمة*هذه بيئة مريضة، لا عجب أنك منهكٌ و شاحب دائمًا*تنهد*اذًا هلّا بدأنا؟ ألن تُعد لي كوب قهوة؟











-*التفت أخيرًا، و سار ناحية المطبخ الصغير الذي كان في حال يرثى لها كحال بقية المنزل، فتح الثلاجة و أخرج عُلبة عصير، ثم جلب كأسين نظيفين و اتجه ناحية الصالة الصغيرة و أبعد بقدمه بعض العلب من على الطاولة، ثم وضع الكأسين و علبة العصير و ابتسم*لا أملك قهوة..هل تحب عصير البرتقال؟














حِوار عَشوائي 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن