١٧

53 12 1
                                    

عزيزي، ابني الحبيب، لم أنسى عيدميلادك؛ فقط لم أجد الوقت لشراء هدية لطيفة تليقُ بك. لطالما أسعدتني و حاولت مواساتي.. لكني لم استطع فعل شيء لك، لم استطع حمايتك، هل اعتذاري الآن سيُغيّر شيئًا؟ هل يمكنك أن تُسامحني؟ و نعود أسرًة جميلة كما كنا؟
بُني، لنبدأ من جديد! أعدُك أني سوف أكون بجانبك الآن! لن أدعكَ تنام وحيدًا مرة أخرى.. عزيزي، أرجوك.
فكّر في الأمر، و راعي لمشاعر والدتك الحزينة أيضًا.. التي تفتقدُك جدًا.
~












تنهيدة عميقة أطلقها، مسترخيًا على ذات الكرسي، يُحدق بالسقف، ليهمس قائلًا:
-لم أعُد بحاجة إليك..










=*باستغراب شديد نظر إليه*ماذا قلت؟










-*انتبه و التفت*ها؟ لم أقل شيئًا، كنتُ أُحادث نفسي..














=*رفع حاجبه باستنكار، ثم اقترب و جلس على الكرسي المقابل*اذًا لنبدأ. هل قررت؟














-*اعتدل في جلسته*هل يمكنني أن أسألك هذه المرة؟
















=*نظر إليه*فلتُجبني أولًا.















-*ضيّق عينيه بإنزعاج*أيّ قرار!؟
















=العمل. هل ستستقيل؟
















-*تنهد بضيق، و نظر بعيدًا*ليس بعد.. أفكّر في الأمر..














=ماذا ستفعل بعد أن تستقيل؟ هل لديك وظيفة أخرى؟















-لن أعمل. سوف أبقى في غرفتي لبعض الوقت، أجهدني العمل كثيرًا في الآونة الأخيرة.. لذا أفكّر في البقاء مع نفسي..















=*بامتعاض نظر إليه*لقد حصلت على هذه الوظيفة قبل شهر و حسب، و قبلها كنت تقضي كل وقتك مع 'نفسك'!! مالذي تريد فعله مع نفسك أكثر؟ لماذا تتوقف في كل مرة؟
















-*تنهد من جديد، و تمتم هامسًا*لن تفهمني.














=*رفع حاجبيه بدهشة*اوه، اذًا ساعدني على فهمك!














-*صمت*













=*تنهد بخفوت، وضع ما كان بيده على الطاولة بجواره، و انحنى للأمام قليلًا متكئًا بمرفقيه على رُكبتيه صمتَ لثوان، ثم تكلم*لا يجب على الطبيب أن يتحدث لمريضٍ عن نفسه، لكن...
















حِوار عَشوائي 'حيث تعيش القصص. اكتشف الآن