(1) -هل هذه مزحة ؟!...-

445 32 19
                                    

خرجا يودعان بعضهما لاخر مرة ، حمل هو حقيبته و وقف عتبة الباب ينظر اليها . بينما هي تشدد بقبضتها على أطراف ثوبها تنظر مدعية الحماس والسعادة..  

"لم يتأخر الوقت البعد ..لازال بامكانكِ تغيير رأيك ".

-"كلا ..فلتذهب انت وحقق حلمك ..وانا سألحقك المرة القادمة.. ".

 وضع حقيبته أرضا ورفع ذراعيه يمسكها من كتفيها " أنتي ستأتين في كل الأحوال ..لذالك سأنتظر و لنذهب المرة القادمة معا ".

 أنزلت رأسها الى الأرض " أنا أعلم كم يعني لك هذا الأمر ..لا بأس ،لا تقلق بشأني سأكون بخير ، فلتذهب و تشع كالنجوم في السماء عندها ستجدني أتبع ضوءك لأتي و أشع بجانبك ..".

  فتح عينيه على وسعهما وكله ثقة وإصرار " إن كنتُ سأنير السماء كالنجوم ، فلن أشع بشكل جيد إلا وأنت بجانبي ..لذالك لاتدفعيني بعيدا ولتتوقفي عن عنادك هذا ، سألغي هذه الرحلة الآن و أبقى هنا ".

فإذا به يفاجئ بها تتراجع للخلف .. تطأطئ  و تمتم بصوت هادئ جاد " توقف .. توقف ...".

في حركة غير متوقعة رفعت رأسها تنظر اليه بتلك النظرات الباردة، وقد اختفى منهما ذاك البريق الذي لطالما ميزهما لتردف " إذا كنت ستكون هكذا ..فلننفصل فقط ..لقد تعبت منك ومن عنادك البائس هذا ".

 -إنتصب مكانه غير مدرك لوضعه " ماهذا .. هل تمزحين ..ام انك تمثلين تركي فقط لتجعليني أسافر ".

 -إنسابت على ثغرها تلك الإبتسامة الجانبية مستهزئة " أمثل تركك... أ تظنني بهذه السخافة ؟؟ ...أمثل !! ههه .. نحن لا نمثل دراما هنا ، لذالك إليك عني الان ".

 وهمت لتغادر و شرارات الغضب تتطاير منها  لكنه امسكها من ذراعها يستوقفها "لما اذن؟؟! ، لابد وأن هناك سبب  ".

نظرت الى السماء زافرة كل مابصدرها من هواء ، أغمضت عينيها تستجمع شتاتها ثم استدارت " فلتستفق !!.. ألم تفهم حد الآن ..لقد كنت استغلك فقط .. انا منجمة ذهب (باحثة عن المال) ، ومادمت ترفض السفر لتحقق تلك الشهرة الغبية فأنا لا حاجة لي بك بعد الآن ..".

 و مشت مبتعدة عنه تخفي إرتعاش جسدها الشاحب دون ذرف أي دموع .. " ليس اليوم ..ليس اليوم ، أمامي الحياة كلها للبكاء لكن لن أبكيَ اليوم ...".

 ~~~~~ بعد سنتين ~~~~

- صارخا " مين ها ايتها الكسولة ، كم مرة علي تذكيرك أن فترة الاستراحة قد انقضت ..فلتتحركي لتنظفي الممر التاسع بسرعة ".

تمتمت بهمس تحت ثيابها ~ لما هذا العجوز دائما ما يزعجني ،ألا يرى أحدا غيري ~ ثم صرخت تنادي  "ري جونق ..عزيزتي .. ".

-"مستحيل فلتقومي به بنفسك انت لن تخدعيني مجددا " .

-"أرجوكي إنه عرض شين وو ، أنت تعلمين أني لن أفوته .. ".

no more sorryحيث تعيش القصص. اكتشف الآن