~~~~~~~
في الشارع الكبير وعلى الجانب الأيسر كان صوت كعبها السماوي يدق على خرسانة الرصيف خطوات شاردة بطيئة ، أخرجت هاتفها من حقيبتها تعيد تشغيله بينما أسندت ما كانت تحمله من كُتبِِ على ذراعها الأخرى ..
" الثّانيةُ ظهرًا .. ". قالت بتعبِِ دون أن تضع أي تعبير على وجهها . لتردف بنفس النبرة الهادئة ..
"أنا متأخرة مجددا ، كم هذا محبط .. هل يجب أن أقابل مين ها الآن ؟؟ لابد و أن تكون قد هدءت. فمن النّظرِ إلى عدد الإتصالات و الرسائل التي تركتها لي دون أن أجيب عليها .. يمكنني تخيُلُ شكلها .. ".
إستمرت في التقدم نحو الأمام دون تحديد أي وجهة .. فقط التّقدم، لايهم إلى أين ستقودها قدماها مادامت ستقودها إلى مكان ما في النهاية .غارقت بين أفكارها فلا تصحو إلاّ لتجد نفسها تقف أمام المتجر الذي أعتادت كلتاهما على العمل به معا ... إلتفت نحو مدخله تتفحصه وقد راحت إبتسامة صغيرة تظهر على وجهها من تحت ذاك الوجه الحزين .
"أكاد لا أصدق أنه قد مضى فعلا أكثر من شهر منذ توقفت عن العمل هنا ولازالت قدماي تقودني بتلقائية إلى هذا المكان مجددا ، حسنا بما أنني أمضيت كل مساء تقريبا من الثلاث سنوات الماضية أركض بإتجاهه . فإن هذا منطقي .." .
و عادت تكمل طريقها محتفظة بنفس الإبتسامة بينما تجمعت بعض القطرات الصغيرة على خط عينيها تضبب عليها مرأى الطريق ..
" آنسة ري جونغ ؟؟! " .
إلتفت إلى مصدر الصوت وقد سيطر التفاجؤ على وجهها بعد أن جففت أعينها في خفة ..
---
"إنتظري يا آنسة أنت لا يمكنك الدخول !! إنتظري إن السيد في إجتم/"
"فلتخرس الآن !! ولتخبرني في أي قاعة هو أو أني سأكتشف الأمر بنفسي !! " قاطعته بنبرة غاضبة مشددة على كل حرف ...
أن تكون السبب في تأذي وربما فقدان أحبائك ليس بشعور يُستهزء به ، فحين تقف مُقيّد الأيدي لا فكرة لديك ..كيف ، أين ، ماذا أو حتى متى .. تتمنى فقط لو بإمكانك إغلاق عينيك لينتهيَ كل شيءِِ مائن تفتحهما مجددا ، ومن ثم المغادرة .. أن ترمي هذا الكتاب وتحرقه ثم تبدأ آخر من جديد بقصة أفضل و أسعد ، كأن شيء لم يحدث ....
الشعور بأنك السبب ، بأنك أنت العلة و الخطأ ، بتأنيب الضميرك لك قبل أن تستوعب حتى ماحدث ... قد يكون أقسى وأسوأ ما يمكن للإنسان الشعور به ، فيُطلِق العنان لغرائزه مُحَوِّلاً كل تلك الأحاسيس و العاواطف إلى ...غضب !! .. غضب بسلوكات وقرارات متهورة ، لاشك في أنك ستندم عليها فيما بعد ، ففي النهاية ما هو الغضب ؟! .. يصرخ ، يخرّب ، يحطّم وحتّى.. - يقتل -. لا تهم نتائجه مادام سيبث بعضا من راحة في روحك ولو لثوان قصيرة ..
![](https://img.wattpad.com/cover/37008723-288-k535622.jpg)
أنت تقرأ
no more sorry
Mystère / Thrillerموزارت,لودفيغ فان بيتهوفن ,كلود ديبوسي ..كلهم أشخاص مشهورون تركوا بصبتهم عبر الضغط على تلك الامفاتيح السوداء والبيضاء ، ليرحلوا ويتركوا التاريخ يُحدّث عنهم . بعد أن جعلهم أساطيرً وأحلام كل من أُسر بين تلك النوتات المتضاربة...وكذالك أنا ..او الاصح كن...