موسكو

104 13 10
                                    

كان يتأمل ملامح وجهها وتفاصيلها الصغيرة و ينظر اليها كما لو انها جائزة ثمينة لن يوجد مثلها في هذا الكون كما لو انها اخر بشرية !
لمس وجنتها الدافئة ذات اللون الزهري ..
حتى بدأت تتحرك لتصحو ثم بهدوء فتحت عينيها
وهنا تقابلت نظراتهم
ابتعد عنها اثناء قوله اخذتي قيلولة قصيرة
نهضت مفزعة تنظر حولها ثم ما لبثت حتى سألت بخوف
"اين انا .. ومن انت .. ماذا يحدث ؟!"
توقف جونغكوك بجانب النافذة يتأمل الاجواء الخريفية في الخارج
بينما هي اكملت بعد ان اخذت نفس مرتجف
"اخبرني ماذا يحدث وما هذا المكان ؟! "
دون ان يلتفت اليها قال .. "هذا منزلي ."
شهقت مما سمعته ثم قالت هل قمت بأختطافي !
صرخت بعصبية .." تحدث يا مصيبة ربي ماذا فعلت بي ولماذا كنت نائمة .. اساساً كيف نمت !"
لم يمنحها اي رد لذا تحركت نحو الخارج قائلة
" سأقدم شكوة عليك .. سأجعلك تتعفن في السجون يا لعين لن امرر لك ما فعلته بي ."
ارتدت حذائها على عجلة وفتحت الباب وخرجت من المنزل لم تنتبه آمال اين هي بالضبط حتى تحركت بضع خطوات والتفتت تنظر حولها بعدم فهم قائلة انا رأيت هذا المكان من قبل ضغطت على رأسها وهي تحاول تذكر اين رأت هذا المكان  ؟
اضن .. في احدى الاحلام التي كانت تراودني ! وثم توقفت وسط حديثها وهي تشعر بغرابة ولم تعر اهتمام لجونغكوك وهو يقف بجانبها .. هي غارقة بالتفكير علها تحل هذه المعضلة .. حتى هذه الاجواء الباردة نفسها بالضبط كانت في الحلم !
تأملت هذا المحيط لبرهة ثم التفتت الى المنزل
هو نفسه كانت على وشك الدخول اليه في منامها  !
وعندما عجزت عن الفهم التفت ناحية جونغكوك كان ينظر نحو السماء مبتسماً
فسألته بحذر من جديد .." للمرة الأخيرة .. اين أنا ما هذا المكان ؟"
عدل سؤالها قبل ان يجيب
"... لا يوجد اين انتِ ، انتِ مرتبطة بي من الان ..
نحن في موسكو بعيداً عن كل من يعرفك ، وثم لا تخافي ما زلنا على كوكب الأرض "
ابتسمت ساخرة ثم ضحكت  وتجلهلت سخريته بسؤالها ..
"كيف وصلنا الى هنا بهذه السرعة و .. موسكو ؟! "
عقدت حاجبيها وقالت
" كم ساعة نمت ؟! "
" نمتي حوالي عشر دقائق ."
نبرته الجادة اثارت بداخلها الغضب
فضربت كتفه تزامناً مع قولها
" هل تراني غبية لأصدق هذا ! ايها الحقير اي مخدر وضعته لي ماذا فعلت بي ! "
لم يمسك حتى يدها تركها لغضبها ومر من جانبهم احد الاشخاص ونظر اليها بعدم فهم وهو يقول لنفسه ما بال هذه الفتاة تصرخ مع نفسها ؟
بينما جونغكوك لم يلتفت اليه ركضت آمال نحو هذا الشخص وقالت له ارجوك انقذني من هذا لقد قام بأختطافي لقد اتى بي من بلد اخر الى هنا في عشر دقائق !
انزل يدها وقال لها
" هل انتي مجنونة ام مجنونة عمن تتحدثين ؟ "
عقدت حاجبيها مستغربة
نظرت ناحية جونغكوك فكان مبتسم بطريقة استفزازية
عادت تتحدث مع هذا الشاب من جديد وفي داخلها امل مزيف بأنه يمزح معها او شيء من هذا !
"انظر اليه ها هو يقف هنا على بعد امتار قليلة "
هز رأسه الشاب قبل ان يقول انا لا ارى احد انصحكِ بمراجعة طبيب نفسي في اقرب وقت .
ثم تركها ومضى في طريقه ..
كتف ذراعيه جونغكوك وهو يستند على الحائط يحدق بها وبأنتضارها ان تلتفت وتعود اليه لأنه حلها الوحيد  ..
ولكنها مضت الى اقرب منزل فهي مصرة على فهم ما يحدث معها
رنت جرس الباب ثواني وخرجت فتاة في منتصف العشرين
"لو سمحتِ من يسكن هذا المنزل ؟! "
واشارت ناحية منزل جونغكوك
فهز رأسه ضاحكاً عليها ولما تفعله !
قالت لها الفتاة
"لا اعلم تحديداً هناك شاب يعاود القدوم كل فترة مع مجموعة شبان
غريب الاطوار وانطوائي لا يحدث احد لذا فأنا لا اعلم الكثير عنه .. هل انتي مهتمة بالمنزل ام بالشاب ؟! "
هزت رأسها امال وهي تشعر بالضياع والغربة
"آسفة لقد ازعجت خلوتكِ"
" لا بأس ."
عادت الفتاة الى الداخل واغلقت الباب
بينما امسكت آمال رأسها بعجز مما يحدث معها
وجلست جانباً وهي تحدث نفسها
"انا جننت لا شك في ذلك وما يحدث معي وهم لا غير هل يعقل انني في احد الاحلام ؟ ولكن انا اشعر بجميع المشاعر من الخوف والقلق وحتى لمساته !
كيف يحدث هذا كيف يمكن ان يكون حلم واقعي الى هذه الدرجة ؟! "
جلس بجانبها يستمع الي ما تقوله بهدوء دون ان يحدثها اي كلمة .. بينما هي استمرت في التفكير وبصوت مسموع
"هل انتقلت الى عالم اخر؟ ما هذا الهراء مستحيل ان يحدث هذا هو عالم واحد خلق للبشرية !
على كل حال حينما استيقض وينتهي هذا الكابوس سأرمي جميع الكتب التي بغرفتي ولن اقرأ اي من هذه الامور الخيالية والا سيتلف عقلي !
ثم بعد ان انتهت من حديث نفسها نظرت اليه
كان يتأملها ومن الرجفة التي سارت بداخلها تأكدت ان ما تعيشه الان هو حقيقي وهذه النظرات حقيقة لا وهم ولا هي في الحلم !
فغطت وجهها بيدها واخذت تبكي
"ماذا يحدث معي .. لقد كنت فتاة بسيطة ولديها احلام كنت في وسط عائلتي كنت اسعى خلف دراستي اين انا ومن انت ؟
لماذا لم يراك ذاك الشخص بينما انا اشعر بك ايضاً !"
لمس كتفها وهمس لها لا تبكي !
نظرت اليه من وسط دموعها وهذه الحفرة التي دائماً تقع بها
عيناه ! 
يقال ان هناك وسائل اخرى للغرق غير البحر !
شعرت بالسكينة وحتى نست تماماً سبب بكائها
هل يعقل انه يتعمد النظر اليها بهذه الطريقة هل يملك سحر في عينيه ام ماذا ؟
نهض وسحبها من ذراعها تزامناً مع قوله تعالي
ثم دخل بها الى المنزل
" سأجيب على جميع الأسئلة التي راودت عقلكِ فقط لا تبكي .. رجاءً . "
اوقفها امامه واخذ ينظر اليها بتمعن شديد
فمسحت دموعها وهي تقول دون ان تحيد بنظراتها
"لا تنظر الي بهذه الطريقة لأنني انسى ما ارغب بقوله "
ابتسم ابتسامة جانبية وقال حسناً
هنا شعرت آمال بأنها تحررت وكأنه سحب القيود
واخذ ينظر اليها بصورة طبيعية
" من انت وماذا تريد مني ؟"
"انا جيون جونغكوك .. توقفت عن حساب عمري منذ لا اعلم متى .. وانا لا اريد منكِ اي شيء انا فقط اريدكِ انتي "
نفثت آمال بضجر وهي تقول
" انت تتحدث كشخص معتوه لا يمكن لهذا الجمال ان يتعدى 25 عام .. ارجوك كن صريح معي ..
اخبرني كيف وصلنا الى هنا في هذه الفترة القصيرة من الزمن !
ولماذا تريدني ؟ .. اعدني الى منزلي واعدك .. اعدك لن اتصل على الشرطة لن اخبر احد بما حصل معي فقط اعدني الى منزلي ياجونغكوك !
توقفت عن الكلام وهي تأخذ نفسها
بينما هو قال
" من بين جميع الاشخاص الذي قالوا اسمي كنتي انتي هي الوحيدة التي جعلتني اشعر بجمال حروفه وروعته ."
وقبل ان ترد قال لها
" لا استطيع اعادتك لم يعد لكِ عائلة غيري انا .. انتي هي قوتي انتي هي غذاء جسدي انتي هي اضاءة دمي انتي هي الفتاة التي كان يبحث عنها قلبي افهمي انتي هي وجودي من بعد اليوم ."
وقفت مفزعة قاطعت حديثه بصوت مرتجف ..
" اضاءة دمك .. غذائك ! ... بماذا تهذي  ؟ اي نوع من البشر انت ؟! "
ركز على كل حرف وهو يقول لها
" انا لست بشري .. انا لست من عالمكم "
هزت رأسها بعناد .. انا لا اصدق ما تقوله هيأتك تدل على انك بشري !
نهض بنفاذ صبر ووقف امامها .. فعادت الى الخلف خطوة واحدة ولم يدعها تبتعد اكثر امسك بيدها وقال
" سأريكِ شيء ما .. اتمنى ان يتحمل عقلكِ "
فتح ازرار قميصه وظهرت عضلات صدره
" ماذا تفعل ؟ "
اغمض عينيه وهدأت انفاسه
ولولا نسمات الهواء عبر النافذة التي كانت تجعل خصلات شعره تتراقص
لضنت ان الذي امامها تمثال حجري من شدة ثبوته !
ثم بدأت دمائه تحت عروقه بالاضاءة بصورة بسيطة حتى انارت بوضوح شيئاً فشيئاً وكأن جسده شفاف ارتسمت عروقه تحت جلده بأضاءة مبهرة وبشكل خاطف للأنفاس !
عادت آمال الى الخلف وهي تنظر بدهشة بالغة
وكانت اضاءة عروقه منعكسة في عينيها
هذا الجمال الذي امامها جعلها تتجاهل حتى الصداع الذي داهمها !
وما هي الا لحظات فتح جونغكوك عينيه وتزامناً مع هذا اخذ نفس عميق وكأنه خرج من الاعماق للتو واستند على ركبتيه بمرفقيه كان كشخص يبدو متعب وقواه تضاءلت !
خرجت امال من صدمتها وثم تقدمت نحوه سريعاً وحاولت مساعدته للجلوس ..
مرت بضع دقائق في صمت تام .. هو لم يكن يملك طاقة للحديث وهي كانت في وسط شرودها في ما حدث قبل قليل ما يحدث معها غير قابل للتصديق !
"احتاج الى غذاء .. انا لست بخير ."
التفتت نحو صوته الهامس وتعاطفت معه بشدة لكونه ضعيف الى هذا الحد !
"هل .. هل احظر لك شيء ما ؟ "
ابتسم ابتسامة ساخرة وامسك يدها
ثم اعتدل في جلسته ..
"انا لم اكن انوي على هذا .. ولكن حاجتي ترغمني صدقيني
لم اكن ارغب بفعلها قبل ان تتقبلي الأمر ..
" من فضلك اختصر يا جونغكوك فعلى اي حال انا لا افهم ما تقوله ! "
" انا احتاج دمائك الان . "
سحبت يدها خائفة وعندما رأت الجدية في عينيه نهضت بأرتباك وعدم تصديق ..
"انت احببتني لذا لا يمكنك ايذائي اليس كذلك ؟!"
لعق شفته  ثم قال لها
"سأشعر بك اكثر .. وسأحبك اكثر .. وسأحصل على طاقتي ساعديني في هذا ."
هزت رأسها وهي تبكي " لا اريد الموت !"
"لن أجعلك تموتي لن يحصل هذا يا اميرتي ."
"لن افعل.. اذهب الى الجحيم لن اساعدك من انت حتى اتعاطف معك لن يهمني امرك اعدني الى منزلي انا لا ارغب بهذه الحياة المرعبة ! "
التفتت لتخرج وتهرب من هنا وبلمح البصر كان جونغكوك يقف امامها بالضبط ..
صفعته ثم قالت اياك ان تأتي خلفي ايها المتوحش ايها ..
توقفت رغماً عنها كان قابض على ذراعيها ونظراته في مسار واحد وكأنه يخترق قلبها وعقلها ..
ولم يرمش حتى !
بينما تضاءلت كلمات امال حتى هدأت تماماً وتحولت الى همس متقطع ثم صمتت واخذت ترمش ببطئ وثقل داهم جسدها وفي اقل من دقيقة دخلت في نوم عميق على كتف جونغكوك .
همس لها سيكون كل شيء على مايرام وانتي بجانبي وانا سأكون بخير بجانبك ..
وضعها على سريره وابعد شعرها وانحنى نحو عنقها ليطفئ ضمئه ويحصل على طاقته ..
طبع لها قبلة خفيفة وهو يعتذر منها ثم فتح فمه وظهرت انيابه الحادة .. مرت لحظات وثواني مرت دقيقتان وهو يرتشف من دمائها .. لم يسحب منها كمية كبيرة وانما كان متأنئ في كل قطرة صغيرة بشغف ..
وعندما ابتعد عنها وضع يده فوق اثر انيابه على رقبتها اضاءت شرايين يده فوق عنقها ثم توقف عن النزف
رفع اللحاف الى جسدها وقبل جبينها ثم خرج ..
كان يشعر بطاقة بقوة هائلة وكأنه ارتشف ادرينالين كان يشعر بالحيوية كان يشعر بالحياة وان دمائه منيرة بالطبع !
وقلبه يخفق على غير المعتاد وكأنه احب هذه الدماء التي امتزجت بدمائه كان طعم فاق خياله لم يذق مثله من قبل قط .

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
وهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن