انه ثأري .

58 9 12
                                    

وهكذا مرت تلك الاشهر .. 
مرت بسرعة بالنسبة لآمال ، لم تكن ترغب بقدوم اليوم الذي سيذهب به جيون جونغكوك الى تلك المعركة والتي احتمال خسارته اكبر من احتمال فوزه !
بينما جونغكوك كان يعد الأيام وكاد ان يعد اللحظات ليصل الى يوم الأنتقام !
الحماس والطاقة تكاد تظهر من لمعة عيناه 
وهذا الذي يجعلها قلقة عليه للغاية وتتمنى لو وجدت طريقة تمنع فيها ذهاب جونغكوك لمين يونغي .
كانت تتصرف بأنزعاج وموجات مزاجها تقلب رأساً على عقب كلما ذكر اليوم الذي سيذهب فيه !
لم يكن يأبه بخوفها عليه ولم يراعي حتى مشاعرها وهو يضع الخطط مع اصدقائه امامها في هذا المساء
بينما هي تستمع اليه بصمت وهدوء وتكاد تجزم بأنه نسى وجودها هنا !
مندمج بهذا الحديث ومتفاعل حتى بحركات يده
ومضى الوقت وشعرت وتين بأنها لن تستطيع مقاومة رغبتها في النوم اكثر  فأسندت رأسها  الى الخلف  واغمضت عينيها وهي تتثائب  ..
لم تمر سوى دقيقة واحدة حتى شعرت برائحة جونغكوك العطرة وانفاسه قريبة من وجهها
ثم قبل جبينها .. فتحت عينيها عاقدة حاجبيها
فأبتسم لها وكأنه ينظر الى دميته مع مداعبة صغيرة لشعرها وثم قبل وجنتها بعد ان قال
"هل احملكِ الى الغرفة ؟"
ارادت ان تنظر ناحية اصدقائه لكنه مال برأسه امامها واغلق عليها الرؤية قائلاً
"أنا هنا ."
"لا اريد الذهاب الى النوم من دونك ."
"لكنكِ متعبة يا وتين قلبي  ونحن نقاشنا طويل ! ".
قالت بعناد وهي تتثائب سأنتضرك
فرفع رأسها بأنامله وانحنى بعض الشيء
واخذ ينظر اليها بهدف تنويمها 
رمشت وتين عدة رمشات ببطئ بينما هو واصل التحديق نحو عينيها الى العمق حتى شعرت بثقل عام بجسدها وبأنه يسحبها بنظراته وكأنه يملك ترددات وشعاع غير مرئي !
ازداد الظلام والرؤية اصبحت غير واضحة ثم اغمضت عينيها بأستسلام بعد مقاومة بائسة
فزفر جونغكوك قائلاً لم اجد احد قاومَ هذه النظرات كما تفعل هي
ثم حملها ولم يخرج من الغرفة حتى دثرها بغطائها واطفأ لها ضوء الغرفة .
ولم تستيقض الى ان ظهر شعاع الشمس الخفيف واما عن جونغكوك فكان نقاشه طويل بصحبة اصدقاءه كما قال لها !
فعلمت بأنه ذهب اليهم .
حينها دخلت الى المطبخ متأففة وهي تشعر بأهمال جونغكوك لها في الآونة الاخيرة بسبب انشغاله مع اصدقاءه !
اردات ان تشرب الماء فرأت ملاحظة صغيرة على الطاولة
"عزيزتي صباح الخير ، آسف خرجت وانتي نائمة آمل الا يغضبكِ هذا ، لدي عمل طارئ سأعود حينما انهي مهمتي .. تناولي فطوركِ بشهية   .. أحبكِ "
ابتسمت كالحمقاء وهي تعيد قراءة اخر كلمة دون ملل وكادت ان تقبلها !
ثم تناولت فطورها والرسالة أمامها على الطاولة
وانتظرت عودته لوقت طويل لدرجة اختفت ابتسامتها بسبب الانتضار !
مرت فترة الضهيرة وحل المساء وانطفأ النور في السماء .. وجونغكوك لم يعد تآكلت من الداخل بسبب قلقها عليه ولم تعرف كيف تصل اليه كانت تتحرك ذهاباً واياباً في صالة المنزل ثم تنظر عبر النافذة ومن شدة خوفها عليه دمعت عيناها وهي تتخيل اشياء سيئة اصابته ! 
وفجأة تذكرت ذات مرة قال لها
"انتي ان تألمتي انا ايضاً اتألم ."
ودون تفكير توجهت ناحية المطبخ واخرجت السكين
ابتلعت ريقها بخوف مما ستفعله الآن
هي تعلم ان ما ستفعله  غير صحيح ولكنها الطريقة الوحيدة التي ستجعل جونغكوك يشعر بها وكأنها تناديه !
اغمضت عينيها بقوة ووضعت السكين في باطن يدها واغلقت عليها ثم اخذت نفس وسحبت السكين اثناء شدها عليه مما سبب لها شق في باطن يدها وسالت الدماء .. شعرت بلسعة وحرارة وتأوهت متألمة !
وربما بالغت في عمق الجرح !
توجهت ناحية الاسعافات الأولية وهي تشتم جونغكوك .. وهي تشعر بالقهر في داخلها تباً لك هل ستتجاهل ألمي ايضاً !
وقبل ان تكمل ظهر من العدم وادارها من ذراعها سائلاً بقلق وانفاس سريعة
"ماذا حدث ؟!"
شعرت بالسعادة فوراً لظهوره ونسيت تماماً نزف يدها
امسك كف يدها بحذر شديد
"حبيبتي  .. كيف حدث هذا  ؟"
انزلت رأسها وهي تقول
"كانت الطريقة الوحيدة التي ستجعلك تأتي "
شد على فكه وهو يسأل بحذر
"هل تعمدتِ جرح يدكِ  ؟"
"آسفة ." كان على وشك توبيخها ولكن تراجع بعد ان شعر بألم في قلبه تأوه بخفوت وهو يغمض عينيه بقوة .. شعرت وتين بالرعب عليه
" جونغكوك !! "
فهمس لها انا بخير  ثم قال لها معاتباً
" لماذا تتعمدي ايذاء قلبي بهذا الشكل ؟"
سحبها من يدها واخذ علبة الاسعافات الاولية وجلس يمسح الدماء ويقوم بتنضيف الجرح بعناية بينما هي تشعر بالندم من فعلتها ، ماكانت تضن بأنه سيتألم الى هذا الحد !
قال لها اثناء لف الضماد على الجرح
"انا لا اطالبكِ بالكثير .. فقط كوني بخير  ، ارجوكِ  "
" انا فقط اردت رؤيتك يا جونغكوك لقد استيقضت ولم أجدك وانتهى النهار ولم تأتي ألم تفكر بي ؟!" .
قال لها غير مصدقاً
"هل فعلتِ هذا الجرح بيدكِ فقط من اجل رؤيتي ؟ وانا كنت اضن ان هناك شيء هام ..
ما تفعلينه بنفسكِ سخيفاً للغاية يا وتين !"
سحبت يدها بغضب ثم قالت
" سخيف اذاً ! هل اصبحت رؤيتي والبقاء بجانبي امراً سخيفاً ! "
هز رأسه ضاحكاً بسبب ما قالته لقد حوَرت الجملة كما يرغب مزاجها .
سحبها من ذراعها وحاوطها على صدره رغم مقاومتها
" صدقيني مشتاق لكِ ... انا فقط مشغول نحن نبحث عن مكان امن لتبقوا فيه اثناء مواجهة مين يونغي لا نريد ان يعيد الماضي نفسه ! "
دفعته غاضبة
" لكنك تبالغ... تبالغ يا جونغكوك .. تبالغ في كل شيء
اصدقائك لا يفعلون كما تفعل انت !"
"ربما لأنهم لا يفعلون لذا يجب علي ان افعل ! "
فتحت يديها وهي تقول بعصبية
" ليس وكما ان مين يونغي اخطر كائن على وجه الأرض !  "
التفت عنها واقترب من النافذة صمت دام للحظات قليلة ثم قال لها انتي لا تفهمين عالمنا لذا لا تتدخلي يا وتين 
ضحكت بعدم تصديق قائلة
" اذاً لماذا ادخلتني الى هذا العالم يا جيون جونغكوك ؟ حتى اسمي لم تدعه وشأنه ! " 
شعر بالغرابة بسبب سؤالها .. فالفتاة التي جرحت يدها قبل قليل من اجل رؤيته كيف لها ان تعاتبه على ادخالها لحياته !
"كل ما تقولينه الان يعتبر من مواقف البشر الزائدة والغير ضرورية .. انتي تتذمرين وتغضبين بسبب خوفي عليكِ ! انا احاول جاهداً ايجاد مكان مناسب لتكوني في أمان بينما انتي مازلتِ تسألين لماذا ادخلتكِ الى عالمي .. وكأنكِ لا تعرفين انكِ اختيار قلبي  ! ومازلتِ ترفضين اسم وتين  وانا اطلقته عليك لأنك بالفعل وتين لقلبي هل تعلمين ماهو الوتين !! "
ارادت  تصحيح مانطقت به قبل قليل ولكنه اكمل
" وبعد هذا الحب الفائض بما انكِ مازلتِ ترغبي في العودة الى دياركِ فوعدي مازال سائراً . "
سألته والدمعة في عينيها تأبى الخروج
" هل ستعيديني يا جونغكوك هل ستبعدني عنك بعد المعركة وتختار الموت لروحك ؟! "
" لا يوجد شيء احب الى قلبي من تواجدكِ بجانبي دوماً ولكن انتي اهم من عضلة قلبي نفسها لذا رؤيتكِ سعيدة بجانب عائلتك بدياركِ اهم لدي من هذا الكوكب بأكمله ."
"جونغكوك .. ارجوك لا تفعل هذا ، اكتفي بي انا فقط واعدك لا فراق بيننا أعدك بأنني سأنسى حتى اسم امال سأكون شخص جديد معك  .. دعنا نكون معاً دائماً وقم بنسيان ماحدث مع صديقك تايهيونغ اترك يونغي وشأنه يا جونغكوك !
تصلب جسده وهو يسمع ما تقوله ثم صرخ بها انه ثأري  .. انا لن اتركه !
اجفلت  من نبرته المحتدة وبريق عيناه وعادت الى الخلف خطوة واحدة الى الخلف بينما هو قال
"هذه الحياة لن تتسع لنا معاً انا ومين يونغي اما انا على قيدها او هو ."
وتزامناً مع قول اخر كلمة اختفى من امامها
دارت في الصالة بنظرها تبحث عنه
" جونغكوك ان كنت هنا اظهر نفسك ارجوك !  "
كانت خائفة وتشعر بأنها على وشك الانهيار فهي لا ترغب بالعودة لا ترغب بالابتعاد تريد ان تكون خالدة معه الى الأبد ارواحهم ملتحمة لا تريد الأنفصال لا تريد الفراق لا تريد الموت لجونغكوك فهي كادت ان تجن بصيلات عقلها بسبب انشغاله عنها فكيف لها أن تبتعد عنه !!
كان جونغكوك متكئ على الحائط ومكتف ذراعيه وينظر اليها دون ان تراه
كان يستمع الى ندائها كان يرى دموعها ويشعر بخوفها والحيرة التي عليها ويستمع الى ضربات قلبها السريعة
كان يرغب بعناق دافئ وقبلة طويلة كان يرغب بحملها والسفر بها بعيداً حيث لا يوجد أحد ولا أي بشري ولا حتى مخلوقات اخرى  !  
على مرور تلك الأشهر كان هذا اول شجار صغير دار بينهم !
واستمر لمدة يومان فكان جونغكوك عندما يعود يجدها نائمة وهي تتعمد ذلك لم تكن غاضبة ولكنها كانت تشعر بالقهر منه لأنه يستمر في تجاهلها
تشعر بالانزعاج لأنه يستمر بالاختفاء بعد انهاء كلامه وكأن ما ستقوله هي غير مهم !
تركها جونغكوك لمزاجها المضطرب فحاله لم يكن افضل من حالها وجاء يوم المعركة ..
وهي كانت تدرك ان اليوم هو يوم المعركة المنتظرة !
وتعلم ايضاً ان ذهب جونغكوك دون غذاء سيفشل بالتأكيد 
كانت الساعة تقارب 11:15 صباحاً كان يحدق عبر النافذة  وموجات قلقه تكاد تظهر 
اقتربت وتين منه حتى شعر بها وهي تحتضنه من الخلف
"انا خائفة يا جونغكوك "
التفت اليها ليحتضنها وسحب نفس عميق  ..
هنا الراحة والسبات هنا الهدوء والطمأنينة هنا رأس وتين على صدر جونغكوك !
"لا تخافي يا قلبي .. سأمزق من يحاول الاقتراب منك"
"انا خائفة عليك يا احمق ."
ابعد شعرها من على رقبتها وانحنى بمهل قَبل عنقها ثم بدأ يسحب غذائه بكل هدوء  ..  
ليكون جاهزاً ومستعداً لخوض معركة طاحنة مع مين يونغي صاحب القوة الكامنة الذي امتص دماء من توافق معها الفتاة الوحيدة ماتت بين يديه ارتشف اخر قطرة من دمائها بقلب بارد   .
كيف ستكون هذه المواجهة ؟
_ كالثلج والنار .
بقلب احدهم حمم نار وبقلب الاخر بخار الجليد ظاهر .

وهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن