اتفاق

60 10 19
                                    

ابتعد عنها ووضع كف يده على عنقها حتى يتوقف النزف مع اضاءة شراينه الخفيفة حينها شعرت ببرودة تسري في جسدها ثم قبل جبينها شاكراً
كان يشعر بجسده يتجدد
فزفر بأريحية قائلاً
" يا للهول نحن لا شيء من دون من نحب ."
لم تكن آمال تستلطف فكرة ان يتغذى عليها بهذه الطريقة .. كانت تشعر بالقرف من هذا الحب برغم ان الذي امامها شخص فاق الجمال جمالاً ..
لكنه ليس بشري هذا المخلوق ينهي حياتها على المهل مهلٍ !
كانت تنظر للأمر من ناحية مختلة كما لو انه معها وبجانبها فقط من أجل دمائها !
هو معها من اجل ان يحافض على حياته لا أكثر !
التفتت ناحيته وابعدت يده منزعجة
متى ستعيدني الى عائلتي ؟!
عقد حاجبيه مستغرباً من انقلاب مزاجها المفاجئ
ثم قال لها
" انا عائلتكِ "
نهضت بغضب مقابل هدوئه المعتاد
"انت لست عائلتي انت قاتلي ! ."
"ستحبيني ولو بعد حين ."
"لن افعل يا جيون جونغكوك وقبل ان ينبض قلبي لوحش يعيش على دمائي سأقتلعه بيدي افضل لي"
من جديد استطاعت وتين ضربه بالكلمات
حدق بها طويلاً ثم قال بنبرة بدت معاتبة
" انا لست وحش ! "
ثم نهض وقال لها انا لا انهل عليكِ .. لو كنت انا هو سبب وجود احدهم لما ترددت في مساعدته قط وكنت سأبتعد عن كل ما يؤلمه على عكس ما تقومين به انتي البشرية ! من منا الوحش يا ترى ؟
وقبل ان ترد قال لها .. كما ترغبين سأعيدكِ الى عائلتك ودياركِ
فكرت آمال بريبة وقلق عليه في نفس الوقت ان ابتعدت هي عنه هل سيفقد حياته ؟!
الن تراه مجددا ولن تسمع هذا اللحن منه !
كيف سيحصل على قوته وكيف سيتغذى !!
كانت على وشك قول انها تراجعت وترغب في البقاء معه حتى يتم ايجاد حل مناسب لكليهما
ولكنه سبقها وقال
" لدي شرط لأعادتك يا وتين .. ستبقين معي ستة اشهر او مايقارب هذا واتغذى منكِ متى رغبت وعندما تكتمل طاقتي واستعيد قوتي الكامنة حينها اعدك
بأنني سأبتعد عنكِ الى الأبد ولن تريني مجدداً
سألته بشك .." وانت ماذا سيحدث لك حينها ؟ "
زفر نفس وقال" حينها سيكون جسدي مليئ بالقوة وسأكون قادر على مواجهة مين يونغي واخذ الثأر ". سألت مجدداً " وبعد ذلك ماذا سيحصل لك ؟ " .
تضاهر بالتفكير وكأنه لا يعلم ثم قال
"سأبدأ في فقدان طاقتي ثم سأفقد ميزات جسدي واحدة تلو الاخرى حتى سحر عينيَ لن يعد يعمل وسينطفئ سأشعر بحاجة شديدة وملحة للغذاء ولن استطيع اضاءة عروق جسدي سأفقد نفسي رويداً رويداً وسأموت على الأرجح بسبب حاجة قلبي لدماء منكِ ... لا شيء فقط سأختفي عن الوجود كما ترغبي "
قالت بصوت مرتجف .. انا لا ارغب في هذا !
" حددي رغبتك يا وتين من فضلك فأنا ما عدت افهمكِ .. "
" جيون جونغكوك !! "
" ماذا ؟ "
ربما انعقد لسانها بسبب دموعها ولم تستطع قول ما جال في بالها ربما خانتها الابجدية ربما رغبت في البقاء بجانبه دوماً وتقبل حتى اسمها الجديد ولكن صورة عائلتها امامها اوقفتها عن الكلام !
ربما هي تبكي لأنها لا تجيد الأختيار !
ربما دموعها خرجت كحركة دفاع عن قلبها لكي لا يتأذى مما تفكر به الان !
"لماذا تبكين .. قلت لكِ سأحقق مطالبكِ ."
انا ابكي لأنك ستحقق مطلبي ايها الأحمق !
وبدل من هذا عادت للجلوس وقالت
"الن يمكنك العودة معي ؟"
"لماذا اعود مع فتاة لا تحبني ؟"
"وكيف تأكدت ان هذه الفتاة لا تحبك ؟"
"لو كانت تحبني ما كانت ستنعتني بالوحش .. اليس كذلك ! "
لم تجيد كلمات لتنطق بها .. هي فقط داهمها شعور بالندم على كل مرة نعتته فيها بالوحش !
هذه عيناه العميقة تحتوي على ألم كبير ..
امسكت يده وقالت له
" آسفة .. انا لا اجيد معرفة مشاعري .. انا فقط لا ارغب ان يصيبك اي مكروه !
حقاً اريد ان نكون معاً ولكن في نفس الوقت اريد ان اكون مع عائلتي يا جونغكوك .. لا يمكنني ترك عائلتي من أجلك ."
سحب يده قائلاً هذا الذي اقصده انتي مقيدة
الحب لديكِ مقيد بشروط لعينة هذا الحب فقط موجود بين البشر هذا الحب يختلف عن الحب الذي في عالمي .. وانا لا يمكنني مشاركتك لا يمكنني البقاء في مكان واحد لفترة طويلة .. وانتي لا تريدين ترك ديارك .. سأعيدك الى عالمك فقط ساعديني في انتقامي .. وبعدها لا يهمني ما الذي سيحصل لي .
"وانا ماذا عني ؟ .. انا اعتدت على صوتك ماذا افعل ؟"
"أنتم البشر تجيدون النسيان بسرعة .. على عكسنا تماماً .. نحن من المخلوقات التي يقتلها الحنين
اعمارنا ليست فانية مثلا تخيلي انك تحتفضين بصوت احدهم وملامحه في ذاكرتك لدهر او اكثر هل ستجدين العيش ممتع !
لهذا السبب انا مازلت ابكي على صديقي .. ضحكته يا وتين قلبي تتردد في ذهني وكأنها حقيقية طيفه يظهر
ويربك يومي بأكمله .. نحن مختلفون عنكم نحن لا نجيد التخطي نحن نتوقف عند ابتسامة من نحب لدهر نتأملها دون ملل نحن لا نتقيد سوى بمن نحب
حينها يكون هدم الدنيا حلال في نظرنا ان اصاب احدهم من نحب بمكروه . "
كانت  تنظر اليه بطريقة وكأنها تقول ما أجملك حينما تقع في الحب !
نهض قائلاً انا سأعيدك الى ديارك يا وتين اعدك .. وهذا وعد جيون جونغكوك .. ولكن بعد الاخذ بالانتقام . "
كانت على وشك قول انها لا ترغب في الابتعاد عنه ولكنه نظر اليها بنظرات عميقة نظرات جعلتها تنسى ماارادت قوله ثم اختفى في لحظة واحدة .
عقدت حاجبيها مع الم خفيف خلف رأسها
وقشعريرة سارت في جسدها واحدهم قبل كتفها قبلة خفيفة
من خوفها لم تلتفت
همس جونغكوك بجانب اذنها
" سأبقى بجانبك كالضل حتى وان لم تريني "
شعرت بذراعيه تحتضنها
"اعلم انكِ واقعة بحبي ولكنك تجدين صعوبة في الابتعاد عن عائلتكِ ودراستكِ وجميع احلامكِ"
التفتت ناحيته ولكنها لم تره فعقدت حاجبيها اثناء قولها
"اين انت لماذا لا استطيع رؤيتك ؟"
اعاد شعرها الى الخلف قائلاً انا هنا
" اظهر نفسك يا جونغكوك"
"انا ظاهر ."
لكنني لا استطيع رؤيتك !!"
ظهر امامها مبتسماً وقال هل اتفاقنا ساري ؟
وهي تنظر الى عينيه قالت اجل ساري .
رغم انها ستعود الى عالمها قريباً الا انها لم تشعر بالسعادة التي كانت تأملها .. لم تشعر سوى بالحزن
لأنها متيقنة عندما تعود ستكون كما اتخذت قرار موت جيون جونغكوك الشاب الوحيد الذي لفت انتباه قلبها وجميع جوارحها .. الشاب الذي تضيء دمائه كلما اقترب منها .
سارت الحياة بينهم كما كان الاتفاق ..
جعلها تشعر بأن العالم لعبة بين يديها ..
اشعرها بسعادة لم تكن تضن يوماً بأن هناك سعادة تقتحم الانسان الى هذا الحد !
كانت اكثر ما تجده مبهر به هو اضاءة عروقه
لم تكن تستطع منع ابتسامتها بجانبه اعتادت عليه لحد لا تستطيع الابتعاد عنه كانت تشعر بملل مطلق كلما يغادر الى اصدقائه تنتظر عودته بلهفة
لأجل الارتماء بأحضانه
كانت كل ليلة تحتضن جسده وتنام على كتفه
لم تعد تشعر بالخوف منه كانت تشعر بالأمان وبالدفئ الذي كانت تضن انها افتقدته
كانت مرحبة به اكثر مما تضنه وهي التي كانت تطلب منه الارتواء منها لم تعد تحبذ فكرة ان طاقته قليلة بسببها لم تعد تحتمل فكرة انه بحاجة الى الغذاء وهي تمنعه .. كانت تخاف عليه من ابسط الاشياء والمواقف تخاف ان يأتي يوم وتفقد هذه الضحكة  !
واصبح لديها علم بحكاية صديقه المؤلمة وكيف انتهت بالموت بسبب الفتاة التي احبها وتوافق معها
وكبر في عينيها بعد سماع هذه الحقيقة
بالرغم انه يستطيع ارتشاف كل دمها في لحظة واحدة الا انه لم يفعل وهذا دليل على انه يتواجد معها لأنه يحبها بالفعل ويرغب بها بجانبه دائماً والسبب ليس لحاجته الى دمائها !
برغم انه سيأخذ القوة التي تجعله يواجه مين يونغي
وتجعله خصم قوي كافي وحده الا انه لم يفعل ! يخاف عليها من اي اذى يخاف فكرة ان يفقدها الى الابد حتى وان كان سيشعر بها بجسده لن ليفعل .. لن يستطيع التضحية بها هي عالمه بأكمله هي وجوده وهي كيانه .. هي الفتاة المنشودة ، هي فتاته التي لن تتكرر في هذا العالم هي نبضه المتسارع هي عروقه المضيئة ..
اعتادت على الحياة معه اعتادت على عالمه وتكيفت معه وكما قال لها ذات يوم ان الانسان يستطيع النسيان ويعتاد بسرعة اكبر مما تضنينه
وحقاً هذا الذي حدث .. بعد هذه الفترة الطويلة
وكما تعتقد هي ان عائلتها تركوا البحث عنها وتركوا قضية اختفائها بطريقة غامضة !
وهي ارادت ان تكون بجانبه دوماً لم تعد ترغب بالعودة .. لم تعد ترغب في الابتعاد عنه لم تعد ترغب لقد تكيفت معه لدرجة جعلتها تنسى عائلتها ودراستها وجميع احلامها هي لا ترغب بفقدانه من بعد اليوم .
لا ملامة بحبك يا جيون جونغكوك لقد اكتفيت بك عن الجميع واكتشفت انك الحلم الوحيد القابل للتحقق من بين جميع احلامي .

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
وهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن