معركة

51 7 4
                                    


وما هي الا دقيقة واحدة حتى أضائت عروق مين يونغي وسارت هذه الاضاءة على امتداد عروقه في سائر انحاء جسده ... وكانت اضاءة قوية حيث تؤكد مدى قوة هذا الجسد !
وفي هذا الوقت كانت امال تتأمل الشعاع الذي وصلها من تحت فتحة الباب !!
فتحت فاهها مستغربة ومندهشة في نفس الوقت
وهي تهمس يا للروعة !
ومن جمال اللون الذي كان يصلها كانت على وشك الخروج دون شعور وكأن احدهم يقوم بتحريكها مغناطيسياً !
الا ان في اللحظة الاخيرة وهي على وشك فتح الباب اختفى الشعاع فجأة وهنا شعرت بدوران بسيط وعدم فهم فعادت الى الجلوس سريعاً واغمضت عينيها حتى لا ترى هذا النور عندما يتوغل مجدداً .. وهمست
"لا اريد خسارة جونغكوك .. لن انصاغ لأي أوامر من هذا المخلوق .. لا يجب عليه رؤيتي
لا اريد ان يموت جونغكوك بيدي كما مات تايهيونغ بيده !!"
استجمع يونغي قوته وقال بنبرة هادئة ومسترخية تماماً
"من يريد الموت اولاً ؟!"
تحرك نامجون خطوة الى الأمام لبدء المعركة الا ان جونغكوك اعاده من ساعده وهو يقف امامه
وكأنه متأكد  لو ان اي احد نزل ضده  سيموت بلا شك علم هذا من الطاقة الهائلة التي خرجت منه قبل قليل !
لذا المعركة منتهية بالفعل منذ البداية ..
واراد جونغكوك ان يبدأ هو النزال اولاً لأنه لا يرغب بمشاهدة احد اصدقاءه يموت من جديد الروح لا ترغب بهذا ! لذلك هو يرحب بفكرة موته أولاً .
رفع يده جونغكوك واشار لمين يونغ بأصبعتيه السبابة والوسطى آمراً
"تعال الى هنا .."
ركض يونغي بسرعة قسوة نحو جونغكوك وعندما وصل ناحيته قفز جونغكوك ليضربه ضربة تجعل مين يونغي يعود الى الخلف بعض الشيء دون ان يسقط
كان ذلك اشبه بالاصطدام !
تخدرت يد جونغكوك  قليلاً بفعل الضربة القوية وكأن دمائه انتفضت  بينما يونغي اعتدل واخذ يضحك وهو ينفض الغبار من على البنطال !
ثم قال دعوني اخبركم بسر يا اصدقاء !
نظر ناحية نامجون قائلاً
"اين حبيبتك الشقراء ؟"
اطلق شتيمة نامجون وهو يضغط على قبضة يده و من السرعة التي ركض بها نحو يونغي من يراه يقول ان هذا الفتى اختفى من هذه بقعة الأرض وظهر على تلك البقعة !
الا ان يونغي لم يكن اقل سرعة منه اعاد رأسه الى الخلف وفشل نامجون في ضربه
ولم يبادر يونغي بضربه كان يسد ضربات نامجون لا اكثر
وهكذا بعد عدة محاولات فاشلة نفث يونغي بملل تزامناً مع توجيه ضربة قاسية نحو معدة نامجون !
سقط نامجون على الأرض وهو يتأوه بألم حارق
هنا ركض شخص اخر من الواقفين نحو يونغي وشخصان نحو نامجون 
ولم يستطع اي منهم لمس يونغي من شدة سرعة وتركيزه على الحركات بدقة لا يخطئ كان يتحرك ويصد ضربات الجميع بسلاسة وكأنه يتراقص لا يتقاتل !
حتى قفز قفزة عالية ووقف فوق احد الأعمدة قائلاً
"كانت رقصة ممتعة يا رفاق ولكن دعونا لا نكررها "
اراد ان يقفز جونغكوك نحوه ولكن يونغي صرخ توفف ! واكمل
"لا تقاطع مين يونغي عندما يتحدث هذه نصيحة ونصائح مين يونغي تزن ارواحاً ."
قام بتعديل شعره ثم اكمل
"يا رفاق لما لا تذهبوا الى انصافكم من الفتيات فحياتهن في خطر .. ولتكن هذه النصيحة مجاناً  " 
تبادلوا النظرات بين بعضهم البعض الا جونغكوك نظر ناحية الباب المغلق وهنا اطلق النفس براحة وكأن العبئ اختفى ! وقال بداخله محدثاً وتين
" هذه المرة الاولى التي ينفع عنادك بها ! "
ثم التفت ناحية اصدقائه
كان كل واحد منهم منخطف اللون شاحب البشرة بينما يونغي يضحك ساخراً
"بالعلامة البيضاء الفتيات في منزل مطلي بلون الاخضر ."
هنا لم يضييع نامجون المزيد من الوقت اختفى في ارضه وثم لحقه شخص اخر تلو الاخر حتى لم يتبقى سوى جيون جونغكوك .. فحدثه يونغي وهو معلق على الاعمدة
"الن تذهب الى فتاتك؟"
ضحك جونغكوك وهو ينزع قميصه لتظهر عضلات صدره والوشوم المميزة قام برمي القمص الأسود على الارض غير مكترثاً به قائلاً لمين يونغي بنبرة مهينة ومستفزة
"انت هي فتاتي .. هيا انزل ولا تخف ."
تكفهرت ملامح مين يونغي على وقع هذه الكلمات وثم ما لبث ثواني حتى استعاد قناعه الساخر مجدداً فضحك وهو يعيد رأسه الى الخلف
ثم هبط من فوق الأعمدة على الأرض 
خطوات حذرة خطوة تليها الاخرى حتى توقف امام جيون جونغكوك تماماً ولا يفصل بينهما سوى سانتيمترات معدودة 
كان قتال من نوع اخر قتال نظرات وكانت سترد اي بشري طريحاً بكل تأكيد  ! 
اختفت سخرية مين يونغي وظهرت لمعة من الجدية في عينيه  
ثم قال وهو يحدق بتلك الزاوية التي تحمل ذكرى غير مرحب بها
"جيون جونغكوك .. لدي فضول حول ما فعله صديقك بعد ان وصله خبر وفاة فتاته !"
اعاد نظره نحو جونغكوك بعد ان يأس من حصوله على رد .. ثم زفر النفس بصوت مسموع
وهو يتلذذ بهذه الذكرى ... 
"سمعت ان روحه قد خرجت من جسده وهو مستلقي بأحضانك هل هذا صحيح ؟
وسمعت ايضاً ويا للبؤس انك مازلت تسمع صوت ضحكته في احدى زوايا عقلك !  "
حاول جونغكوك الثبات وعدم الضعف امام هذا المخلوق .. ولكن صدره العاري كان يفضحه
يعلو ويهبط بغضب كاشف حرارة دمه كاشف قلبه الملتهب !!
كان الامر يتطلب كلمة اخرى من يونغي حتى يشد جونغكوك على قبضة يده لتصبح كصخرة وثم يلكم بها وجه يونغي الساخر  !!
هذه الضربة اوقعت يونغي ارضاً !!
وجعلت بعض الدماء تخرج من زاوية شفته السفلى
تربع مين يونغي على الارض ولم ينهض ثم اخذ يضحك وهو يمسح هذه الدماء قائلاً
"أهذا كل ما لديك يا فتى !! "
وهنا بدأت المعركة .. اندلعت حرب بينهما في مستودع صغير !
كان كل منهما يسد الضربات بأحترافية هائلة ..
و في لحظة تشوش من قبل جونغكوك قد حصل على ضربة اسفل صدره انه مين يونغي المتمرس ويعلم اين يضرب !
ترنح جونغكوك في وقفته وثم بزق الدماء !
وكانت هذه الفرصة التي جعلت مين يونغي يسيطر على جونغكوك تماماً
وكانت لكمة واحدة مدروسة بالمسافات والاميال بدقة على صدر جونغكوك وعلى ناحية اليسار قليلاً على القلب مباشرةً  
كانت هذه الضربة التي جعلت جونغكوك يحدق نحو الفراغ تزامناً مع سماع صوت صفير في اذنه اليسرى غير هذا فالعالم حوله اصبح ضباب وهادئ سكون تام !
وكان مين يونغي ينتضر سقوطه من اجل ان يضربه ضربة اخيرة نحو عنقه لتكون هي الحاسمة !
ولكن هذا لم يحدث..
فجونغوك بعد ان اختفى الصفير من رأسه نعست عيناه بعض الشيء وتلقائياً نظر ناحية الباب المغلق امامه الذي يوجد خلفه فتاته !
ارجوك لا تأخذ عائلتي مني للمرة الثانية !
صدى هذا الصوت كان هو السبب الذي جعل جونغكوك يصمد في هذه اللحظة ولم يسقط ارضاً ..
احكم قبضة يداه بكل ما لديه من قوة وطاقة على وشك النفاذ .. وجعل عروقه تضيئ ورغم هذه الاضاءة القوية الا انها كانت لا شيء بالنسبة لمين يونغي
فأخذ يضحك على خصمه بهسترية !!
ولكن هذه الاضاءة التي لم تنل اعجابه جعلت جونغكوك يستعيد تركيزه من جديد ويهمس
"لست انا من يسقط بهذه السهولة يا مين يونغي ."

"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
وهم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن