الفصل الأول

3.4K 91 7
                                    

طلقني!

كلمة وصلت إلى مسامعه كرصاصة إخترقت قلبه مزقته إلى أشلاء صغيرة.
اوجعته!
دمرته!
حرقته حي
هزت كيان جسده بأكمله!
لم يكن يتخيل بأن الأمر سيكون هكذا!

اغمض عينيه يتمنى لو كان في حلم مزعج وسيفتحها خلال ثانية وينتهي الأمر به في أحضان زوجته، حبيبة، من حارب الدنيا من أجل الحصول عليها وكسب حبها،والدة طفله ذو الستة أشهر فقط،طفله المدلل الذي انتظراه سويا أكثر من سنتين،مدللته الصغيرة التي حاربت شقيقها الذي رفض زواجها منه والسبب بأنه يكبرها بعشر أعوام!
زوجته التي أتمت الخامسه والعشرون أمس!
"سندس" الفتاة المدلله التي كسب حبها أثناء عملهما سويا في إحدى شركات الإتصالات،أحبها حب عظيم وأقسم بأنها ستكون الوحيدة في حياته ولكن أخلف القسم!

استيقظ من أفكاره على صوت نحيبها وهي تعيد نفس الكلمة مرة أخرى

_طلقني!!

لم يتمالك نفسه هذه المرة فأسرع ناحيتها ليتوقف أمامها مباشرة لينصدم من شكلها الذي بدأت عليه!

وجهها شاحب وعينيها بدأت تنتفخ بشكل مبالغ فيه من كثرة البكاء،جسدها ينتفض بشدة وهي تحمل بين يديها ابنها الذي ينام مطمئناً في أحضانها،شفتيها أصبحت بيضاء وعينيها تطالعه بنظرات قاسيه،لائمه.

لم ينتظر ثانية واحدة ليقترب أكثر يحاول ضمها لأحضانه وأخبارها بأنه أسف على ذلك!
أسف على خيانته لها وآسف على كسر قلبها الذي أحبه حب عظيم!

ولكن رأها تبتعد عنه،إبتلع ريقه يحاول التحدث ولكن الكلمات ضاعت منه،كيف يتحدث وهو خائن بنظرها الأن!

أرغم نفسه على التحدث قائلا :
_ حبيبتي ارجوكي اسمعيني وبعدها اعملي اي حاجه تحبيها!

أخذ نفسها يعلو ويهبط بشكل لا تطيق سماع صوته
ابتعدت أكثر حتى إلتصقت بالحائط،حاولت المقاومة وعدم الإنهيار أمامه،ولكنها لم تستطع!
اخفضت جسدها تجلس على الأرضية الباردة لتسري قشعريرة قوية تجتاح جسدها بأكمله ولكنها سرعان ما فقدت الإحساس بذلك، طالعته بنظرات منكسره تناوله الصغير الذي بدأ يبكي فيديها لم تقويان على إحتضانه أكثر فحالتها أصبحت مزريه للغاية.
بسرعة إلتقط طفله بكل حنيه ليتجه يضعه في سريره بهدوء ومن ثم عاد إليها ليجدها تبكي بصوت منخفض وهي تضع رأسها بين قدميها، جلس بجانبها يغمض عينيه فالموقف موجع للغاية.
عم الصمت المكان بعد أن سكت صوت ( أدم ) طفلهم الصغير وهو يغط بنوم عميق لا يدري ما يحدث حوله.
و هي ( سندس ) الفتاة السمراء المغرية هكذا يسميها حبيها وزوجها ( علي ) إلتزمت الصمت فجاءة وكفت عن البكاء،دارت وجهها ناحيته لتجده يطالعها بنظرات خجله!
نهضت من مكانها تبتعد عنه لتهتف بقوة لا تدري كيف اكتسبتها وهي تمسح دموعها :
_ عايزة اشوفها!!

خيانة دمرت حياتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن