" بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير "
شتان ما بين هذه الجملة التي يسمعها الآن وبين ما سمعها قبل عدة سنوات قليلة!
فقط يجلس يطالع الحضور المكون القليل وكأنه مغيب عن الوعي،جسد بدون روح.
وقف والد العروس الريفي المخضرم يبارك لعريس ابنته بصدر رحب،في حين أطلقت والدة العروس الزغاريد بصوت هز أرجاء البيت الصغير فرح وسعادة، أخيراً كأي أم فرحت برؤية ابنتها الوحيدة عروس جميلة،هي لا تنكر بأنها استغربت كثيراً من هذا الزواج السريع، وعريس ابنتها الذي جاءهم من غايب علم الله فجاءة إلى البلد يطلب ابنتها ( ماريا ) لتتم الأمور بسرعة ويوافق زوجها عليه بعد أن استغرق يومين كاملين في المدينة بالسؤال عنه، اخبروهم بأنه كان متزوج وطلق زوجته قبل يوم واحد فقط!!
بالبداية والدتها رفضت وبشدة كون العريس (مطلق) ولكن رغبة ابنتها المستميتة به جعلتها ترضخ للأمر الواقع.
زواج سريع لم يكن بالحسبان للعائلة الصغيرة وفرحة كبيرة دبت بأوصال ماريا بعدما تم كتب الكتاب وأنتهى الأمر وأصبحت له وهو لها.
جلس "علي" بهدوء على إحدى المقاعد بعد أن سلم على الحضور، أغمض عينيه يتذكر ذلك اليوم وبالتحديد قبل عدة أيام قليلة عندما جاءت سندس وعثمان إلى بيته .
فلاش بااااك :
أمسك يد زوجته يخاطبها بأن تبقى معه ولا تتركه،كاد يركع لها لتغفر له خطيئته تلك ولكن في لحظات جنونية خرجت عليهم ماريا تحمل سكين حاد تضعها على رقبتها تهتف وكأنه مسها الجنون :
_ علي، لو سبتني انا وإلي ببطني هقتل نفسي دلوقتي وأخليكم تروحو كلكم بداهية!طالعها الجميع بخوف وقلق كبير!
أفلت "علي" يد سندس بهدوء لتعلم الأخيرة بأنه اختار مع من سيكون.
ابتعدت عنه بقلب مكسور تهتف :
_ مفيش داعي تقتلي نفسك يا ماريا، علي اختارك وخلاص.إلتفت علي ناحيتها مجيب برفض واضح :
_ لا لا انا عايزك انتي ووقطعت حديثه ذلك ماريا التي أخذت تقترب منه بجنون تصرخ وهي ما زالت تحمل السكين في يدها :
_ قرر دلوقت عايزني انا ولا هي؟للوهلة الأولى كان سيلفظ اسم زوجته ولكن عقله جعله يتريث قليلاً،فهناك جريمة ستحدث لو أخطأ في قراره.
وما بين عيون سندس التي تنتظر وسكين ماريا الحاد الذي يلمع في وجهه هتف بقلة حيله وهو يبعد عينيه عن عيني سندس:
_ ماريا!!شعرت بأن قلبها سقط من مكانه، أغمضت عينيها قليلاً تحاول الصمود ولكن جسدها أخذ يرتجف بشدة من هول الصدمة!!
كيف يمكن لعاشق أن يكسر حبيبه بهذه الطريقة؟!
خيانته لها لم تكن أشد عليها من هذا الموقف الأن!