الفصل الثامن والأخير :
"لم يكن الأمر سهلاً عليها ولكنها استطاعت أن تنزع حبه أخيراً من أعماقها ورمي ذكرياتها في قعر المحيط"
تمكنت من أن تتغلب على ذاتها بقوة بعد أن طردت شبح صورته الباقيه من حياتها.
لقد تفوقت على نفسها بإلقاء تلك المساحة الصغيرة من حبه جانباً على قارعة الطريق والسير في حياة جديدة متمسكه بيد إنسان استطاع بحبه الكبير لها أن ينتزعها من وحدتها المتوحده في ذكريات حب فاشل مع انسان ليس جديراً به.
تنهدت بسعادة ورضا تام وهي ترى إنعكاس صورتها بفستان أبيض رقيق من خلف المرآة الصغيرة، تبدو بأنها عروس للمرة الأولى في حياتها،الفرح يتوهج من لؤلؤتيها وهي ترى نفسها عروس رقيقة تزف للمرة الثانية في حياتها.
جلست على طرف سريرها تنتظر قدوم الضيوف على أحر من الجمر،بدأت تستعيد ذكريات عاشتها قبل شهر عندما وافقت على الزواج من "أيمن"،ابتسمت بخجل وهي تتذكر ردة فعله في وقتها،تتذكر جيداً بأنه نهض من مكانه بسعادة عامرة يحتضن شقيقها عثمان وكأنه مسه شيء من الجنون فجاءة.
سعادة أهلها وقتها لم توصف في كلمات بل اكتفت والدتها بالبكاء على فرحة ابنتها التي ضحك لها القدر من جديد وعوض الله كان أكبر!
إنسان خلوق مدحه كل من يعرفه،يرعى ابنته أفضل رعايه بعد وفاة زوجته،كان شرطه الوحيد لها بأن تكن ( حلا) كأنها قطعة من روحها ولا تميز في المعاملة بينها وبين ابنها ( آدم )،وافقت بصدر رحب طبعاً وعاهدته بأن تكن لها الأم التي تتمناها!
تمت الخطبه بينهما لتتعرف عليه وعلى اهله عن قرب
مرت الأيام وفي كل يوم يمر عليهما تشعر بأنها لم تخطئ عندما وافقت عليه!أخرجها من شرودها ذلك صوت الباب الخارجي يدق
ليدق قلبها معه بقوة،نهضت تتسترق النظرات من خلف باب غرفتها لتتسمر مكانها من الصدمه وهي ترى (علي ) يدخل كالإعصار بعد أن فتح له عثمان الباب ظنا منه بأنه العريس وأهله!بينما دلف هو بجنون يصرخ بأسمها أن تخرج ليراها
لم يصدق نفسه عندما علم بزواجها من أحد المعارف وعلى من!؟ على رفيق دربه وصديقه ( أيمن )!!
كيف لهذه الحياة أن تجرحه بهذا الشكل الكبير!
كادت دموعه تنزل من مقلتيها عندما سمع عثمان يصرخ به بجنون قائلاً :
_ سندس مبقتش لا حبيبتك ولا مراتك يا علي،الليلة هتكون على ذمة راجل تاني،راجل شهم وبيحبها ومستعد يعمل علشانها المستحيل!كاد يصرخ ويصرخ حتى يجعل صوته يصل آخر الشارع ولكن صوته لم يساعده بالخروج الآن وهو يرى أيمن يدلف برفقة أهله وابنته والكاتب الشرعي لإتمام عقد الزواج!
وقعت عينيه على عيني صديقه ليتقدم منه أيمن يهتف له بقوة :
_ إيه إلي جابك هنا يا علي؟بحقد أجابه :
_ كده تغدرني وهتتجوز من مراتي !؟