Chapter 14

1.1K 92 203
                                    

لم يدقق!💙


'لَم يُرهقني شيئاً كَما فعلت أنت وأفكاري'
-لوي-














صباح فجرٍ جديد و اشراق شمسٍ ذهبية تتسلل بخصيلات شعرها الاشقر و تتلمس بدفئها ارضية تلك المشفى و غُرَفِها كملامسة من يسميهم البشر بملائكة الرحمة لمرضاهم

كل شيء عاد الى نصابهِ كعودة ذلك الطبيب الى عملهِ في اليوم التالي بعد تماثلهِ بالشفاء ، هو لملم شتات نفسهِ المبعثرة عقب انهيارها بعد سطوة الحقيقة التي كان غافلاً عنها

توالت خيباتهِ واحدة تلو الاخرى و زاحمت فؤادهِ بمرارة قسوتها لتتركهُ يعاني و تحاصرهُ في زاوية الالم ، يطرقه ذلك الوجع و تتطاير شظاية روحهِ في بئر احزانهِ

بملامح خالية على غير عادة يتفحص مرضاهُ ، عقلهُ و قلبهُ عند طفلهِ الراقد و المحاصر بين زواية تلك الغرفة المشؤمة لذاتهِ الى جانب شقيقتهِ الغائبة عن الوعي كذلك

قلبهُ مرهقٌ بشدّة كما الحال مع لسانهِ الذي تعب من الدعاة و مناجاة الرب لعودة طفلهِ الى أحضانهِ ، كما ان دعائهِ كان يشمل تلك الصغيرة فلا ذنب لها بما يحدث الآن و بمآساتهِ المكربة لحالهِ ، اذ كان هنالك شخص يجب ان يعاقب فهو والدها ، الآب البايلوجي الاخر لقرّة عينيهِ الوحيد

هو تجاهل عدد المرات التي صُدفة بها و التقى بهاري داخل تلك الغرفة و ممرات مكان عملهِ ، في كل مرة يحاول بها ان يتحدث إليهِ يصدُ عنهُ و يعاقبهُ بصمتهِ المزعج و المحرق بالوجع المكنون في فؤاد الآخر

لم تغب عن عينيهِ الخالية ملامح التعب المرسومه بآتقان في تقاسيم وجهه هاري ، لا ينكر ان نبضات قلبهُ نكثت بوعدها و قسمها بأنها ستقف الى جانبهِ و عقلهِ بوهنها و طرقها بألم ليسار صدّره الا انهُ كابرّ و اخفى تلك المشاعر متجاهلا حالهِ المزري و المثير للشفقة

جهاز نداء الطوارئ المعلق في يسار بنطالهِ اصدّر صوتٍ و تنبه لهُ ليخرجهُ من سرحانهِ و الفوضى التي في عقلهِ الى ارض الواقع ، هو انتهى قبل عشر دقائق من تفحص اخر مريض له مدون اسمهِ في سجل مرضاه

انتشل الجهاز و حدق في شاشته الصغيرة ليجد ان النداء يشير الى رقم غرفة طفلهِ هيرمان و شقيقتهِ لورا ، اتسعت عيناهُ بخوفٍ لتمكن فكرة ان شيء سيء قد اصاب طفلهِ

تحرك بسرعةٍ مجنونة الى غرفة طفلهِ و التي كانت تفصلهُ مسافة طابقان و ممر قبل الوصول إليها ، اعتذر مرات عديدة لأصطدامهِ بمن يضهر امامهِ مع استمرارهِ في الجري نحو مقصدهِ ، امتزجت انفاسهِ السريعة مع نبضات قلبهِ المجنونة بأرتعابها حول صغيرهُ و خوفٍ عميق متمكن منهُ ، لا شيء في عقلهِ الآن سوى قطعة فؤادهِ و نور بصرهِ في هذه الحياة

My Child's Doctor |Larry Stylinson|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن