Chapter 4

1.3K 109 192
                                    

أمّا هزائمي فلم يرها أحد
لكنها ظلّت كندوبٍ معلقةٍ في قلبي.
- لوي -















خَرج هاري مُسرعاً من غرفة ابنتهِ يتحسس خلفهِ خطوات ليام المهرولة حين تبعهُ مندهاً بأسمهِ ، خفت سرعتهِ قليلاً متقصداً ليصبح الاخر يحذو حذوهِ ويواكبهُ خطواتهِ العجلةِ اثناء تخطيهما لردهات المشفى بأكملها ، واصلت اقدامهما السير ليتعدى بوابة المشفى و يقصدان سيرهما هذه المرة ناحية سيارة ليام التي آتى بها فزعاً بعد سماعهِ ما حدث في المقر

قبل شروع ليام في القيادة بعد ولوجهما لداخل السيارة ، قابل هاري رجاله كيف بدو مترقبون مجيئهِ متأهبين لتلقي اوامرهِ ، ملثمين بالسواد حاملين لاسلحة متعددة بأختلاف انواعها ، تبعث بالرعب و الفزع بقلب من يراهم

اصدر امره لهم وهبو لندائهِ ذاك حين امضت كل مجموعةٍ الى سيارةٍ ، انطلقت السيارة التي يتواجد فيها هاري مسرعةٍ و عقله انشغل في فوضى كبيرة ، ما بين ما حدث في المقر و تركهِ لوحيدتهِ لورا برفقة طبيبها ، هو لم يغب عنه امرٌ مهم حين امر حارسان من رجالهِ في حراسة غرفة طفلتهِ دون ان يفكرا و يبرحا باب غرفتها

انقضت دقائق طويلة و هما في طريقهما الى المقر ، صمت طويل خُيّم في سيارة ليام و لم ينقشع ابدا من قبل اي منهما ، هاري طيلة وقتهِ داخل تلك السيارة يحدق في طريقهِ بنظراتٍ محرقةٍ تكاد تحرق ما حولهِ لو أمكنها فعل ذلك

لم يمضي ذلك الصمت اطول حتى بتره بذاتهِ و نبرتهِ الهادرة بسخطها " من الحثالة اللعينة الذي تجاسر و اقدم على مداهمة مقري؟! "

بطرف عينٍ رمقه ليام و يعيد ثبات تركيزه على القيادة بعد افلاتهِ لتنهيدة ضيقة هاتفا بسؤالهِ " هاري اهدأ قليلاً ، اهناك من يكن لك العداوة و الضيغنة ، شخصاً قابلتهُ في الماضي و قرر الضهور الان و تجاسره بسطوهِ على مقرك لرد اعتبار انتقامه منك؟ "

حملق هاري للحظةٍ فيهِ قبل ان يعاود بصره الحاد المشتعل الى طريقهِ حيث كان يبصر ، ارخى اعصابه المشدودة قليلا و ذهنه يراجع صفحات كتابه البيضاء و كيف كانت تحتوي على نقطة سوداء واحدة ضئيلة ، رغم صغر حجمها الا ان اثرها كان كبيرا جدا في حياة شخصٍ اخر

ارتفعت شفتيهِ بهدوءٍ شديد يجيب ليام " انت تعلم جيداً من اكون ليام ، عاشرتني منذ سنين و تدرك تماما أني لَم اتعرض لأحداً سابقاً ، تعرف طبيعة عملي الاخر و ما يتطلب بمد العون الى رجال القانون ، كيف لك ان تطرح سؤالاً كهذا في وجهي وتخبرني بأستطراد اشخاصا استحقو ان يتعفنو في تلك السجون! "

صمتٌ ساد بينهما لبرهةٍ و استطرد ذهن هاري تلك النقطة السوداء في احدى صفحات حياتهِ ، شعور مظلم انتهك دواخله و ضيقاً تمكن من زفيرهِ ثم تابع بنبرة غلفها آحساس الندم على ما اقترفهُ " استثناء تلك الليلة انا لم اقترف جرماً بحق احدهم. "

My Child's Doctor |Larry Stylinson|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن