Chapter 15

1.2K 85 304
                                    

لم يدقق!

'مالذي افتعلتهُ داخل فؤادي ليهواك الى هذا الحد' -هاري-

يسير خطواتهُ في مكانٍ خالي ، يجهل طريقهُ و ما حولهِ ، بخطواتٍ ثابته و خضرتيهِ تحدق فيما حولهِ ، نظراتٌ متحيرةٌ ارتفعت الى ملامحهِ من تواجده لوحدهِ ، لا احد معهُ ، يرغب في النداء الى احدهم الا انه لا يستطيع لشعوره بثقل لسانه الشديد و عجزه عن النطق

اكتفى بسيره المجهول حتى انبلج طريقاً جديدا اليه امامهِ من العدم ليسير حذوهِ و خلالهِ ، بيوت و طرق مؤلفة بدأت تتباين لناظرهِ و تعلو الدهشة ملامحهِ و يستغرب من وجوده في الحي القديم سبق و ان عاش فيه قبل انتقاله مع عائلة السيد سميث

استوقفت خطواته مذهونا امام منزل كبير قد عاش فيهِ في الماضي ، شعور الضيق لازمهُ فجأة و حزن دفين لاح لمعة عينيه الخضراء ، ابتلع ريقهُ بمرارة مقررا التقدم اكثر

وضع يدهِ حول مقبض الدار و ارتجفت جوارحهِ ما ان قام بأدراتهِ و اختراق رائحة دفئ ممتزجاً بالسكينة قد ايقضت مشاعر افتقدها ، مسألة تواجده هنا توغلت الى ذهنه بأستفهامٍ يرغب بأجابة لها

ولج الى الداخل و نظراتهِ اخذت تتفحص ما حولهِ لم يترك زاوية داخل اسوار منزله القديم الا و قد تفحصهُ بخضرتيهِ الحزينة ، ذكرياته المرتبطة بهِ لا تزال قابعةٍ في احدى زوايا ذهنهِ و وجدانهِ

صوت خطواتٍ ترددت الى مسامعهِ جذبت مرج عينيه الاخضر ناحيتهِ لتهتز بخفةٍ حين لمح من تعرفت عليها حدقتيهِ تخرج من غرفة الطبخ متوجهتاً الى الاعلى لتخطو خطواتهِ بلا تردد خلفها يتبعها بنبضات قلب مرتجفة بألم و لسانهِ لا يزال ثقيل لينطق في محاولة لشدّ انتباهها إليه

استمر في تتبع خطواتهِ حتى توقف امام غرفة علم لمن تعود تلك الغرفة ، طرقت باب الغرفة بهدوءٍ ليفتح فورا و يخرج ذلك الجسد العائد لطفلٍ في التاسعة يجر لعبتهِ خلفهِ و يتعرف على هويتهِ فوراً

" امي هل عاد أبي؟ "

" اخبرني انهُ على ابواب وصولهِ الى هنا عزيزي! "

لم تلبث بأنهاء حديثها حتى صدر صوت فتح الباب الخارجي و يجذب انتباههما امام انظار المتسمر في مكانهِ لتهرول نسختهِ المصغرة منهُ مخترقتاً جسدهُ تحت صدمتهِ كأن قدماه قد شلت في مكانها حتى استعاد زمام نفسهِ بتقدم تلك المرأة محدقاً بتمعن متلهف الى تفاصيل ملامحها الفاتنة

تمر من جانبهِ و صدوح قهقاتها الخفيفة تطرق اذنيهِ مرسلاً شعور ضيق الى قلبهِ المتوجع لهذه اللحظة ، تتبعها بحدقتيه كحال قدميه اللتان اخذتا تخطو خلفها ، يتبعها بهدوءٍ حتى استوقف خطواتهِ اعلى السلم يرنو بنظراتهِ تجاه نفسهِ الصغيرة يعانق جسدا لرجل في مقتبل الأربعينات من عمرهِ لم يكن سوى اباهُ

My Child's Doctor |Larry Stylinson|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن