¦| الراوي نارسيس|¦
. الفراغ ،ليس إلا مجرد نظير للضياع ملتحفٌ بسجن الخوف ،تتأصل الجذور بعروقنا إلى أن تمتزج مع الجسد والروح، فتكوِّن الكيان الذي نراه، نعيش باحثين عن مهرب، وهل يوجد حتى؟ ربما تلك السبعون عامًا لن تكفي لنعرف
لا تلتفت! ليس من الضروري أَن تفعل، فقط استمر وإلا لن ينتهي الطريق أبدًا، أبدًا
-لم تلك الندوب؟
_لأنك توقفت
هكذا أُجبت، لكن لما نفس النقطة بكل مرة؟ لم طريقي وعرٌ ممتد، تآكلت قدماي وألتحمت بالتراب ،الآن أخبرني
-لكن هذا ليس ظلي وتلك ليست شياطيني
-اصمت إنه السَّجان
-هذا يدعو للراحة
سجني قلبٌ آثم، يتوارى بجسدي
-لم التمادي؟ سيُمسي رمادًا.
أرجف من ثقل إثمي
فيصبو ناطقًا:لجامٌ أم اعتلال
سقيمٌ أم ولهانٌ
كقمرٍ من زمرد
وعَبرةٍ من رمال
أتيت لشفاء
ما استأصل وجدانٍ
ما بقى ضباب
واعتزل ضياءاستكتر ولهًا
واختبأ من عودٍكقرطاسٍ
متيمٍ بحروفٍ
حفرت في جذور
فأنا العاصي
أنا الراجي
أنا الفاني
أنا الخاطي فوق قيود أنفاسي
.في كل مَرةٍ ومُرَّة.فتلك نفسي الخطَّاءة وأنا مستل رأسها، توارى الضباب عن عيناي، لأعي على صوت سورينا بذاك الصباح البهي.
"آرين مفقودة"
إن كان شعور واحد يصف حالتي الآن فهو الهلع، اقتنصتني أعين سورينا، لقد ألتقطت ما بخلدي.
"حرك جسدك، لنبحث مع العم بينتهارد"
تبرق السماء باللون الأزرق الخالص، ملطخة ببعض الغيوم، والشمس لا ترحم الأعين، مهرولين تحت كنفها لبيت العم، ليس بمقدوري تخيل شعوره الآن.
"أأنت بخير؟ تبدو غريبًا"
"أهي الكلمة المناسبة حقًا؟"
ابتسمت بثقل
"إنه يتصرف بغرابه"" من؟ "
" أنا، الآخر"
رفعت حاجبيها، يبدو القلق متجليًا على سيمائها، هل أبوح بحقيقة تحدثه معي؟
"ولمن أتحدث الآن؟"
"الوسيم بالطبع ألا ترين؟"
ابتسمتْ، هكذا أفضل
وصلنا لمنزل العم، المكان بحالة فوضى، أدوات الحرثِ ملقاةٌ هنا وهناك، تقدم منا بأعين استوطنها الخوف ،بغاية التعب والقلق، قلبه ينبض متسابقًا مع أنفاسه ليُشكلا لحنًا يثير الذعر.
"ألم تأتي إليكما أأنتما متيقنان؟"
" أجل عمي، فقط اهدأ ربما كانت تتنزه وضلت طريقها"
"ليومين!"
نظرتْ لي سورينا، الآن أنا هالع تمامًا، بعد محاولة تهدئة العم اقترحنا عليه أن يرتاح بينما نبحث رفقة والدي وبعض رجال الجزيرة،
مشطنا كل ركن وكل زاوية كل صخرة، ذهبنا قرب الشجرة العجوز وحتى البحر، ومررنا بالضواحي، لقد أُرهقنا تمامًا، تبقى مكان واحد الآن.