تَكَتُلاتٌ فِي الهَاوِيَة "

41 3 2
                                    

.
                     |الراوي دوينا|

أعتقد الآن أني في بطن الهاوية، أهذا ما يسمونه فقدان المنطق؟
ماذا يعني المنطق في الأصل؟ أفكار موحده بين بني البشر، أو تتابعات من الأفعال الرتيبه إلى أن تجف الجلود و تفنى الحياة من العظام.
أرفض الرضوخ إلى ذاك المنطق  أو على الأقل اتباعه إلى أجل غير مسمى
فكّر معي، ما المتعه في رسم حدودٍ وهميه والتظاهر باتباعها، كيف يختلف ذلك عن إساقه الحيوانات إلى هلاكها بحجة هذا ما يجب أن يحدث!؟
لذلك أحببت هذه اللعبه أو كما يُنظر لتتابع التصرفات هذا
أحببت نمط رؤيتي للمنطق و البشر
أعني، ما اختلاف الأطفال الصغار عن القطط؟ سؤالٌ صار يؤرقني منذ فترة ليست ببعيده
تعلم، حين تقفز القطط من أماكن مرتفعه فهي تكمل طريقها وتستمر باللعب تجاهلًا للمسافه التي قفزت أو ألقيت منها
هل يختلف ذلك لدى الأطفال أم ماذا؟
لما يختلف أصلا  ألسنا جميعًا كائنات حية بنفس الأرض أو الحيز المكاني
لا أقصد التفلسف، لكن لن نعرف بدون تجربة صحيح؟

الهواء يطارد خصلات شعري بينما أقف على علوٍ من الأرض، أنظر لتلك القابعه أمامي، ماذا كان اسمها؟ لينار أو شئ من هذا القبيل
لا تخافي عزيزتي لينار، السماء بالأعلى والأرض للأسفل، ونحن كبشر لنا القدره على الصعود أو النزول بين هذان الحيزان
قد يبدو الجسد كحدودٍ للروح يغلها من الأطراف ويثبتها في خيط ما يسمى بالواقع، لكن الحقيقه نحن لنا القدره على اختيار البقاء هنا او الصعود، ربما سيكون صعودًا نهائيًا ولكن كما تعلم، الفضول او قد يكون الانجذاب للمجهول او الخطر، خطرٌ أم لا، لا يمكننا التحديد.
صغيرتي لينار أخبرتِني عن رغبتك في الطيران، في الارتقاء كما أسميها، وأنا أحب تحقيق الرغبات، لا أؤمن حقًا بفكرة الندم على الرغبات، إن وُجد الندم فهل كانت رغبةً منذ البدايه؟

تبدو الصخور قاسية أسفل قدماي و تحديدًا حيث تقبعين ممتدةً على الأرض، أرى غرابًا من وقتٍ لآخر، أظنهم يتصارعون معي عليكِ يا لينار الحبيبة، قد تكون رغباتي و ذاك الغراب الناظر لنا متفاوتة، أو ربما هو يريد المشاهدة وحسب، ياله من طائرٍ ذكي، أيها الغراب شاهد وتعلّم فحسب.

رَجْفَة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن