المَايُوت "

259 15 22
                                    

"فقط استمع وتوقف عن الحركة كالكلاب"

خاطبت سورينا أخيها نارسيس الذي نظر لها من بين رموشه مغلقًا عيناه بملل "

تنهدت سورينا وجمعت الهواء برئتيها، ثم نفخته بقوة بوجه نارسيس، و بدأت القراءة.

    

وليكن ! هوراشيو لقد مُتُّ ، وستحيا ، حَدِّث بالحق عني وعن قضيتي كل من شكَّ ولم يقتنع

هوراشيو :لا وربك! ، إنني من قدامى الرومان أكثر مني دنمركيًا ، في هذه الكأس قليلًا بعد

هاملت :يمينًا برجولتك ،اعطني الكأس، أفلتها والله لآخذنها ، آه يا هوراشيو الكريم، مُجَرَّحًا سيطل اسمي بعدي إن بقيت الأمور هكذا مجهولة. ،فإن كُنت احتويتني يومًا في قلبك غَيِّب النفس عن هناءتها رَدَحًا ، وفي عالم الجور هذا استل أنفاسك ألمًا لتروي قصتي.

ما ضوضاء الحرب هذه؟

دخل أوسرك قائلًا : هذا فرتنبراس الفتيّ ،. وقد عاد مظفرًا من بولندا يُطلق القذائف تحيةً. لسفراء إنجلترا.

هاملت :إنني أموت يا هوراشيو، والسم الزعاف يعلو على النفس مني بصياحه، ، فلن أعيش لأسمع الأنباء من إنجلترا. غير أني أتنبأ أن خلافة العرش ستستقر على فرتنبراس،. وأنا أهبه صوتي المُحتضر ، فاروِ له عما جرى، كبيرة وصغيرة ، ليعرف دوافعي، صمت وسكون

لفظ هاملت آخر أنفاسه.

هوراشيو :ها هو قلب كبير قد تصدع، طالب مساؤك يا أميري الحبيب، وحملتك إلى راحتك الأبدية أسراب من الملائكة يرتلون!

دخل فرتنبراس والسفراء الإنجليز.

فرتنبراس :أين هذا المشهد؟

هوراشيو : ما الذي تروم مشاهدته؟ أويلًا وعجبًا عُجابًا! كُف عن بحثك إذن

فرتنبراس : إنه الصيد يصرخ بالقتل والدمار، أيها الموت المصعر الخد كِبرًا ، أي وليمة ستولم في حجرتك السرمدية ، حتى أصبت برمية واحدة هذا العديد من الأمراء وسفكت الدم كله

السفير الأول : ما أفظع المشهد! ، وأمورنا وصلت من إنجلترا متأخرة،. والأذن التي يجب أن تصغي إلينا فقدت حسها.
لقد جئنا لنخبره أننا صدعنا لأمره، وأن روزنكرانتز وغلدنسترن هما الآن في عداد الموتى ، من يشكر لنا ما فعلنا!

هوراشيو :لا شفتاه، لو أن فيهما قدرة الحياة على الشكر لكما. فهو لم يصدر قط أمرًا بموتهما غير أنكم إذ قدمتم وهذه المقتلة الرهيبة بين أيدينا. أنتم من حروبكم البولندية، وانتم من بلاد الإنجليز ، أصدروا أمرًا بوضع هذه الأجساد على منصة رفيعة أمام أعين الملأ ، ودعوني أحدث العالم الذي مازال في جهله. كيف وقعت الأحداث هذه، ولتسمعون حينئذٍ عن أحداث ملأها الفجور والقتل، عن أحكام هي وليدة الصدف ، ومجازر عفوية، وجرائم قتل بالحيلة ومفتعل الحجج، وفي العقبى أغراض أُسئ فهمها ، حلت برؤوس مبتكريها، كل هذا بوسعي أن أروي حقيقته

رَجْفَة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن