غُرُوبٌ مُنْسَاب "

11 2 0
                                    

.
|| مارسيليا ، فرنسا وقت الغروب ||



أدركت سولين في تلك اللحظة تماما أنها في ورطة، ليس النوع الذي يتم حله عندما تخبر أخيها هنري، لا، بل النوع الذي يحفر لك قبرًا قبل أن تفكر بالرمش حتى.
لقد ساءت الأمور تماما،. محتجزة في تلك الغرفة الضيقة، رائحة المعادن و الأتربة تخترق أنفها، الضوء الوحيد من النافذة ذات القضبان بالأعلى يونس وجودها.
إنها في غاية العلو، ناهيك عن القضبان، لن تستطيع إزاتها بأي حال، حتى لو فعلت بمعجزة ما فغالبًا ستسقط على رأسها أو ربما يخترق سيخ حديدي جمجمتها،.
صوت المطرقة حين تلتحم مع الحديد بالخارج تفقدها عقلها.
حاولت سولين عدم النظر للجانب الآخر من الغرفة.
حيث تقبع عدة جماجم وعظام بشرية
متجمعة معًا، وبالطبع ليست لجثة واحدة نظرًا لعددها
هنري لا يعلم أين هي ، لا يوجد فرصه لمجيئه أو لن يستطيع تخمين أنها أغضبت أكبر تاجر ومهرب في فرنسا كلها
جوشوا ألكوف
أو أنها بصقت بوجه ابنه ووريثه
أوبن ألكوف، الأوضاع بغاية السوء بالفعل
ابتسمت سولين و أبعدت خصلة من شعرها الأشقر عن وجهها، العرق يغطي بشرتها القمحية
و عيناها البنية تبدو سوداء من شدة الظلام
لقد مر أسبوع الآن، منذ تم احتجازها،. تنتظر وتنتظر مصيرها، الذي تعلمه نوعًا ما
السيد جوشوا بجانب كونه التاجر والمهرب فهو أيضا لديه بعض الأعمال الجانبية أو كما يطلق عليها، هوايات
لقد رأتهم قبل زج الحراس لها بتلك الغرفة وهي تتصنع فقدان الوعي.
يبدو أن جوشوا ألكوف يحب التحنيط كثيرًا، ليس الأرانب أو الثعابين أو الغربان بل البشر
أجمل البشر الذين قد تراهم عيناك ينظرون لك بعينين فارغتين من أي حياة بلا حراك أو شعور
ربما قد يكون مصيرها مثلهم
لكنها ليست نهاية جيدة لسولين
إن لم يقتلها السيد جوشوا فحتما هنري سيفعل
خاصه بعدما جعلت أكبر تاجر للعبيد و المخدرات عدوًا لها
طريقة جيدة لبدء اليوم أليس كذلك؟



           

                          .......




"ماذا تعني بذلك"

استفسر نيكولاي عاقدًا حاجبيه
ينظر لهنري بشعور الملل الذي لطالما انتابه

"أعني أنها اختفت لا أثر لا لقد بحثت بكل بقاع مارسيليا  ذهبت لكل  بائع لكل شخص تعرفه سولين،. لا أثر لها تماما كأنها تبخرت"

نظر نيكولاي لصديقه هنري ، إيماءات التوتر تسيطر عليه، لقد مر أسبوع منذ اختفت أخت صديقه ، ظل يطمئنه أن هذا معتاد منها
كانت سولين دائمة الحركة، كثيرة المشاكل  تدخل العراكات في الشوارع، تحرر العبيد فوق السفن القادمة، تنتحل شخصية وسيطة لتجار المخدرات ثم  تبرحهم ضربا وتسرق ما يحملونه، ذات مرة قد أبرحت أحد الضباط ضربا حتى لم يظهر من وجهه شئ غير الدم،
لولا تدخل هنري بالطبع،  مزاجها لا يطاق، حتى نيكولاي لا يقدر على تحمله
منذ اختفاء والدهما وهي على هذه الحال،. تفتعل الشجارات ، تسرق و تخرب التجارة، نيكولاي بنفسه لم يسلم منها، قد طلبت منه أن يضمها لمنظمته، لتساعده  على القتل المأجور الذي يسترزق منه ولكنه رفض بالطبع ليس لأجل صديقه هنري فقط،. لكن سولين لم تكن قاتله، حتى لو تظاهرت بعكس ذلك
قد تخرب و تكسر عظام الرجال و المهربين
لكنها لا تقتلهم أبدًا
رفع نيكولاي عينيه لهنري

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 12 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

رَجْفَة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن