جلس " زيدان " فوق الأريكة ووضع يده فوق رأسه بندم مزق عقله والذي اقدم في لحظة تهور على فعل شيء لم يكن يريده..شعر بأصابع رقيقة تربت فوق خصلات شعره البنية، رفع رأسه يطالعها ببسمة صغيرة، فبادلته ابتسامة واسعة وعينيها المشاغبة ترمقه باستفهام:-جبتلي شيكولاتة ولا لأ؟
مد يده بعد أن أطلق تنهيدة قوية للهواء، وجذبها من جيب سرواله، يلوح لها ملتزمًا الصمت، فاغتاظت وهي تقترب منه تنحني بجذعها العلوي نحوه، تقبله في وجنته قبلة بريئة عفوية:
-بوسة أخوية من اللي قلبك يحبها.
خرجت ضحكة صغيرة منه وهو يقول:
-أي حاجة منك يا مليكة بحبها.
تلونت وجنتيها بحمرة طفيفة وضربته بيدها في كتفه:
-قولتلك متقوليش الكلام ده بتكسف.
هز رأسه بصمت وهو ينقل بصره بعيدًا عنها، فتحركت بجانبه تسأله بقلق:
-مالك شايل طاجن ستك فوق راسك ليه؟
خصها بنظرة تعبر عن استنكاره، فضربته مرة أخرى بكتفه:
-يا زيزو أنا بتكلم معاك بالحب..يعني اقصد بالعشم، أصلك أنت دماغك بتحدف شمال على طول.
اقترب منها قليلاً قائلاً بنبرة يغلب عليها الرجاء:
-طيب وبمناسبة العشم اللي ما بينا، ينفع اطلب منك طلب.
أومأت له بصمت فانطلق يطلب منها بنبرة خافتة متعبة:
-خديني أنام على كتفك شوية.
نظرت له ببلاهة، تحاول استيعاب ما يقوله، فبدا وكأنه مجنون:
-انت كويس...
مدت يدها تستشعر درجة حرارته:
-لا حرارتك زي الفل مالك في إيه!.
-اعتبريني زي أخوكي.
ضغط فوق أسنانه فخرجت حروفه مثقلة وكأن عقله يرفض ما تفوه به، فأكدت هي على حديثه بوجه جامد:
-ما أنت أخويا فعلاً.
-متضغطيش بس وحيات أبوكي على كلامك ده عشان مش مقتنع به.
قالها بحنق وهو يشير نحو إصبعها، حيث يتوسطه حلقة ذهيبة، وتابع ما يقوله بضيق:
-امال دي إيه، خيال، يا بنتي نفسي مرة تعامليني كجوزك أحس بقيمتي.
-قيمة إيه، ده أنت بيستي يا زيدان، أنا كان نفسي في البيست الحلال وربنا حققلي أمنيتي.
جذب زيدان نفس طويل وحاول إخراجه على مهل:
-طيب ما تحققي أمنيتي واخليني أنام فوق كتفك، ده أنتي قلبك حجر يا شيخة.
رمقته بتفكير للحظات ثم اعتدلت بجلستها وهي تشير له كي يضع رأسه فوق كتفها، فنفذ على الفور ولكنه وضع رأسه فوق صدرها وحاوط خصرها بيدها، قائلاً بعناد تلبسه:
-الجدع يبقى يخرجني من هنا.
حاولت تحريك جسدها من قبضته وهي تبعده عنها بضيق وحرج:
-كده عيب ابعد، انت استغليت طيبتي.
-وأنا الصراحة أسوأ حاجة فيا الاستغلال.
قالها وهو يضغط برأسه فوق صدرها، وكأنه يلقي بهمومه الصامتة عليها، وعاد مجددًا للغرق في أحزانه، كيف سيخبر سليم بأمر زواجه من مليكة وخطبته من نهى؟ حتمًا سيصيب بذبحة صدرية.
____________________
أنت تقرأ
رواية منكَ وإليكَ اِهتديتُ
Romance"وما كان الحب سوى هداية للضالين " رواية رومانسية اجتماعية الجزء الثاني من سلسلة "ما بين نبضات القلب وندباته " الجزء الاول "ندبات الفؤاد " الخاص بـ سليم الشعراوي وشمس " والجزء ده خاص بـ " زيدان الشعراوي ومليكة "