الفصل الثالث

38.4K 1.7K 120
                                    

الفصل الثالث..

بعد مرور يومين...

توقفت "فرح" قبل أن تدخل لـغرفة "ماجد" لدقائق حاولت فيهم تنظيم وتيرة أنفاسها المتسارعة من فرط حالتها المضطربة، حيث شعرت وكأنها تقف على أعتاب طريق وعر لا تجيد العودة وتخشى التقدم خطوة للأمام، ولكن أيًا يكن مقدار المعاناة النفسية التي ستشعر بها بعد أن تُقدم ما حصلت عليه لـ "ماجد" سيكون أهون من فضيحة  تلاحق شرفها وخاصةً مع اقتراب موعد زفافها.

أخرجت "هاتفها" من جيب سروالها ودققت النظر به، تمرر بأصابعها صور "مليكة" الخاصة والتي استطاعت الحصول عليها في سرية تامة.
للحظة انتابها الندم لِمَ ستفعله ولكنها تراجعت وفكرت بأنانية، لذا فعلت وضعية التسجيل ووضعت الهاتف بجيب سروالها مرة أخرى ودخلت للغرفة في ثبات تام.
                                 **
رفع "ماجد" أنظاره بعيدًا عن الأوراق التي كان يطالعها بتركيز، وما أن رأى "فرح" تدخل للغرفة بهدوء، تجهمت ملامحه ونهض واقفًا في غيظ:

-لسه بدري يا دكتورة.

رمشت بأهدابها للحظات وقد داهمها القلق من رد فعله الهجومي، فقالت بصوت حاولت إخراجه طبيعي بقدر الإمكان:

-لما طلبتني جيت على طول.

رفع أحد حاجبيه من نبرتها الباردة، فدق بأصابعه فوق مكتبه عدة مرات قبل أن يعود قائلاً بنبرة تحمل بين طياتها التهديد:

-منفذتيش اتفاقنا ليه يا فرح؟

هزت رأسها بإيجاب وتحركت للأمام خطوتين في ثقة، بينما رفعت أصابعها تشير لرقم اثنين وابتسامة نصر تحلق فوق شفتيها:

-نفذته من يومين.

لمع وميض الشر بعينيه وثبت بصره عليها يطالعها من أعلاها لأسفلها في استهزاء:

-ومجتيش اديتيني الصور ليه زي ما أنا طلبت منك يا حلوة.

-هنغير تغير بسيط في الاتفاق قبل ما تاخد الصور.

قالتها في هدوء بينما كان الضجيج يغزو عقله، فهتف ساخرًا:

-اتفاق! اتفاق إيه، أنا طلبت منك حاجة ونفذتيها مفيش اتفاقات ما بينا.

جزت فوق أسنانها قبل أن تجيب بنبرة حاسمة:

-لا فيه، هتاخد الصور بمقابل.

عقد ذراعيه أمامه مستنكرًا قولها، ولكنه أشار إليها في استكمال حديثها، فاندفعت تتفوه بما تريده بكل جرأة:

-من بعد ما تاخد الصور متحاولش تقرب مني تاني أبدًا، وكمان تحولني أكون تحت إشراف دكتور تاني.

اقترب منها يختصر المسافة بينهما بغرور، تراجعت بخوف من لمساته التي باتت تتجرأ  بوقاحة فوق منحنيات جسدها، فهمست بصوت خافت ترجوه ألا يستكمل ما يفعله:

 رواية منكَ وإليكَ اِهتديتُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن