الفصل الثالث عشر

24.8K 1.5K 78
                                    

الفصل الثالث عشر...

-تمام، سلميلي عليهم.

أغلق سليم الاتصال مع والدته، وفور اغلاقه زفر بهدوء مفكرًا في سبب غياب زيدان عن ذلك الاتصال تحديدًا، شاعرًا بحزن طفيف بسبب تجاهل زيدان له فمثل هذا الخبر كان يجيب أن يكون عن طريقه هو وليست والدته، تكاثرت الأسئلة بعقله وأصبح ذهنه منصبًا بكامل طاقته حول زيدان، ولكن انبثق شعاع طفيف من بين ظلمة أفكاره يمهد بتبريرات لزيدان ولكن السؤال الأهم ظل يراوده لِمَ اختار والدته تحديدًا؟
انتبه على لمسات شمس الجالسة بجانبه تركز ببصرها عليه وكأنها ساحرة تخترق دواخله تسلب ما في أعماقه بكل سهولة! رمى لها ابتسامة صغيرة كانت تعلم أنها ليست سوى بسمة مجاملة تمهيدًا لهروب طفولي من حصار بدأت في فرضه حوله.

-مالك يا سولي؟

همست بها بنبرة مبحوحة اثر غفلة هاجمتها دون إرادة منها فقد كانت هي الشعار الرسمي طوال شهور الحمل، حيث استيقظت بأعجوبة بسبب صوت سليم الذي اخترق منامها وهو يحادث والدته بشأن خطبة زيدان، وما زادها تعجب أو ربما أشعل فتيل  الانتباه هو تذمر سليم وانهائه للحديث بأمر لا جدال فيه.

-لو بطلتي تقولي الكلمة دي، صدقيني هرتاح.

رسمت نفس البسمة الصغيرة وهي تعتدل بجسدها نحوه تقترب من عنقه تداعب بأناملها تفاحة آدم صعودًا وهبوطًا في وتيرة بطيئة فألهبت صدره بنيران الاشتياق لها وتحديدًا أنه يحاول الالتزام بكل القواعد الطبية لأجلها فقط وأجل سلامتها.

-لو بطلت اقولها هتندم صدقني.

أخبرته في دلال أصبح يتوق له ولكنه رد بخشونة امتزج بها المزاح:

-محدش هيندم قدك على فكرة!

كان مغزى حديثه وقح فضحكت بصوت عالي وكأنها اكتسبت  نضج وأنوثة أصبحت تدرك مدى طاقتها وتجيد استخدامها ضده.

-بقيت زي أنس لما بتحب تهرب من حاجة..

قطع جملتها وعبس بملامحه الوسيمة مشيرًا نحو نفسه في استهجان اختلط بالعبوس المسيطر على ملامحه:

-لا متوصلش انك تشبهيني بتصرفات أنس، متنسيش أنا مين؟

رباه هل ولد هكذا بتلك العجرفة المتأصلة في ردود افعاله؟!، انها حقًا لا تعلم سر كبريائه ولكنها ودون شعور منها أصبحت تعشقه على هذا المنوال، كتمت تعجبها منه لطالما تعودت على اعتزازه بنفسه وبذكائه وشخصيته الفريدة وردت بمشاكسة:

-سليم باشا الشعراوي صح؟

-بتسألي ولا بتتريقي؟!

رد بسؤال مباشر به لمحة من العتاب الطفيف، فكانت اذكى منه وهي تنسل من حصار سؤاله المباشر بإجابة تضعه في معقل فضولها:

-ليه زعلان من زيدان؟

رمقها بتعجب نجح فيه مردفًا:

-وهزعل منه ليه؟

 رواية منكَ وإليكَ اِهتديتُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن