الفصل الواحد والثلاثون...
ابتعدت مليكة كالمذعورة تهمس بحرج شديد:
-يالهوي اتفضحت، متفتحش.
نهرها بضيق متعجبًا من انتفاضتها غير المبررة:
-انتي مراتي.
امسكت ساعديه تقول برجاء والخجل يكسو ملامحها:
-عشان خاطري هتكسف من اخواتك، والله اقولهم انك ضحكت عليا وجبتني هنا، احنا متفقين مع سليم نكون في حكم المخطوبين، يجي يلاقيني في اوضتك.
رمقها باستخفاف، فزادت طرقات الباب المتتالية، جذبت انتباهه بقولها:
-استخبى فين؟
-تحت السرير.
رمقها بتحدٍ وهو يشير لها بنظرة مستفزة قاسية:
-انزلي تحت السرير.
ومع طرقة حادة هبطت فوق الباب نزلت بذعر أسفله والخجل يغزو ملامحها راقبت خطوات سليم ويزن داخل الغرفة بقلب مرتجف ووجهها يغطيه لون أحمر مشتعل وكأن أشعة الشمس سقطت فوق ملامحها فزادتها توهج وحرارة..ابتلعت لعابها وهي تستمع لحديثهم الذي غلب عليه الاستفهام وكان أكثرها من قبل سليم الذي تقدم وجلس فوق الفراش..
-أنت مبتفتحش ليه على طول؟
لم يجيب زيدان وكانت اوردته تضخ غضب وغيرة من تصرف مليكة الاهوج وقد تفاقم سخطه بسبب نظرة التسلية الذي القاها له يزن، فثار بحنق:
-انت بتبصلي ليه يا ابني انت.
هز كتفيه ببرود ونظر لسليم وهو يردف ببراءة:
-أنا دلوقتي عملت حاجة يا ابية سليم.
حدجه سليم بنظرة قوية متوحشة لتفوهه لقب "ابية" الذي يكرهه، فتراجع يزن مردفًا بمكر:
-اصل أنا مستغرب قافل على نفسه الباب ليه، احنا معندناش حد يقفل على نفسه باب.
زفر زيدان بغيظ وحاول تهدئة نفسه بشتى الطرق، فأردف مستغفرًا بصوت عالي مما جعل سليم يضحك ضحكة صغيرة مردفًا بتسلية:
-مالك يا زيدان متعصب ليه؟
-انتوا عايزين ايه؟
قالها بحقد وهو ينظر لكليهما فرد يزن وهو يتجه صوب الفراش يجلس عليه بجانب سليم الذي افسح له مكان بل واستند بظهره على رأس الفراش بأريحية اغاظت زيدان أكثر:
-أنس قالنا انك تعبان، قولنا ندخل نطمن عليك.
غمغم زيدان بضيق به لمحات من الحرج:
-لا فهم غلط، أنا زي الفل.
حرك سليم رأسه بنفي متصنعًا الاتصال بأحد الاطباء ونبرته كسى عليها الجدية:
-لازم اجبلك دكتور يطمن عليك.
تحرك زيدان نحوه يحاول منعه، ولكن صوت يزن جعله يقف متسمرًا:
أنت تقرأ
رواية منكَ وإليكَ اِهتديتُ
Romance"وما كان الحب سوى هداية للضالين " رواية رومانسية اجتماعية الجزء الثاني من سلسلة "ما بين نبضات القلب وندباته " الجزء الاول "ندبات الفؤاد " الخاص بـ سليم الشعراوي وشمس " والجزء ده خاص بـ " زيدان الشعراوي ومليكة "