بداية الألم ..

185 8 3
                                    

المال ..

هو سر نقطة قوة بعض العاهات، الذى لولا المال لم نستمع عن امثالهم يومًا..

دلف هو بخطوات بطيئة وهو ينظر الي هذه الجثة بلا روح امامه، لكنه شعر بحركتها أخيرًا .
:- أي ياحلوة، كل ده عشان تفوقِ أنا قولت إنك موتِ بجد ؟!

صوته البغيض جعل كل ذره بجسدها ترتعش بقسوة، وهي تتذكر ما حدث لها علي يديه، لم تستطيع فعل أى شيء سوا الصريخ، لا تعرف اين ذهبت حروفها !؟

تركها هو تصرخ قليلًا وسط تلذذه بصوتها المبحوح، وهو يستند علي باب هذه الغرفه ويغمض عينيه مستمتع وكأنه يستمع إلى أحد افضل الحانه..

تحرك في اتجاهه بعد وقت لكِ لا يضيع وقته أكثر من ذلك ..

:- هتفضلي تصوتِ، عبيطه هيجيلك صداع كده ..

نطق عبارته بسخرية، لِـيقترب منها رويدًا رويدًا، وهي تتراجع للخلف بذعر حقيقي، لِـمسك خصلاتها بحركة مفاجأة دون مقدمات..
:- خافي أنا بحب الخوف خصوصًا من البسكوت الي زيك

استقام من جلسته بجانبها وهو يتطلع عليها بسخرية ..
:- بنسبه للصريخ لو فاكره ان اخوكِ هيسمعك مثلا تبقي غلطانه، هو دلوقت قاعد بيعيط علي موتك..

استمع إلى طرقات بسيطة على الباب، لِـيأذن للطارق بالدخول
:- أسف يا ديـسـم باشا، بس حضرتك عندك محاضره كمان نص ساعة..

:- طيب اطلع أنت وجهز العربية..

لِـيخرج الحارس الخاص به، ويُكمل ديسم حديثة إلى هذة المسكينة..

:- كان نفسى اقعد معاكِ اكتر من كده بس تتعوض، سلام ياقطة

خرج بعد ان القي هذه القنبله بوجهه وتركها تذهب من دوامه إلى أخره اعمق ..

              ★★★★

ذكريات تضرُب عقله بقوة، اصوات صريخ، وجه شقيقة وهى تستغيث به، كل ماحدث منذ دفنها كل ذلك كان يأتى بصوره مشوشه في علقه، ولكن كان استنجٓدها به هو اللحظه الفاصلة، لكى يستيقظ من هذة الغيبوبة القصيرة ..

تهٓدجت أنفاسه من شدة  التشويش الذى لا يفارق عقله، لِـيفرق عينيه بصعوبة من شدة الإضاءة..

:- حمدلله على سلامتك يا استاذ معتصم ..

نظر هو فى اتجاه هذه الغريبة الذى تجلس امامه..
:-أنتِ مين !؟

:- انا اسمى درة، اسفه جدًا أنا إلىٰ خبطك بالعربية ..

لم يعطيها أى اهتمام، لكنه حاول الاعتدال جالسًا ولكن آلم راسه عارض هذه الحركة، ليعود كما كان..

حاولت درة مساعدته ولكنه عارض تدخلها
:- طب أنا هنادي الدكتور، عشان شكلك تعبان جدًا ..

خرجت هى لتستدعي أحد الأطباء، لِـيريح هو رأسه إلىٰ الخلف وهو يستعيد احداث حُلمه الذى يتردد فى عقله بين الثانية والاخره ..

:- لا ده أنت بقيت تمام أوى..

فاق من صِراع عقله على صوت الطبيب..
:- ينفع اخرج امته يادكتور

لِـيعدل الطبيب من وضع نظارته الطبية
:- مستعجل كده ليه!؟
مش تشوف إذًا كنت حابب تعمل محضر ولالا!؟

رد معتصم بإقتضاب:-
ملهوش لازمة، انا إلى كنت غلطان ..

:- تمام على راحتك، علىٰ العموم تقدر تخرج وقت ما تحب، وتقدر تستلم كل متعلقتك إلى كانت معاك وقت الحادثة..

لم ينتظر أكثر من ذلك، استقام ليذهب من هذا المكان...

خرج من الغرفة ولم تتركة ذكرياته، بدأت تتزاحم مره اخره عندما مر من ذلك الممر واللعنة، كأن العالم بالكامل يجتمع على تذكرها، فاهذا هو نفس المشفى الذى تلقت روفيدا مصرعها بها، تذكر انه لم يستلم الى الان شهادة وفاتها، لم يستلم الا تصريح الدفن ..

ذهب إلىٰ صالة الاستقبال لكي يستلم متعلقاته وبعد اخذها..
:- لا يافندم للاسف مفيش ورق لحاله بالاسم ده، تقدر تروح السِجل المِدني ممكن تلاقي الشهادة هناك ...

                ★★★★

جانب أخر، جانب أكثر حُزًن ويأس، يالها من ايام صعبه، فقدت فلذة كبدها مُنذ أيامًا معدودة، والان لا تعرف اين ذهب  ذلك الذى لم يبقى لها إلا هو بعد ربها ..

:- لسه مفيش اخبار عنهم يازهرة !؟

تطلعت عليها زهرة بتعب
:- لسه مش عارفة اوصل لِـحاجة، بس متقلقيش يا خالتي بإذن الله هيرجع بسرعة ..

القت جُملتها وخرجت هى خارج البناية بالكامل لكي تراه ميرال الذى تنتظرها بالخارج، لِـ تستمع إلىٰ الحديث الذى يدور بالخارج بين ميرال وقريبها البغيض نوح ...
:- بقيتي ضيف تقيل يا ميرال، مش كده مش كل يوم تكوني موجودة هنا، اذا كان أنتِ ولا إلى اسمها زهرة دى !؟

:- والله محدش طلب رأي حضرتك ولا عاوزين رأيك، احنا هنا عشان ام روفيدا ومعتصم زى ولدتنا بلظبط، أنت بقى حاشر نفسك وسطنا ليه معرفش، ياريت تاخد بعضك وتمشي ومتدخلش ف حاجة متخصكش

قالت جُملتها ثم سحبت يد ميرال خلفها إلىٰ اعلى ..

في عصمت المعتصم .. زينب سلامةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن