من الذي غاب عَقله!؟

104 4 0
                                    

بعد مرور أيام ..

أصبح خروجها من هذه الغُرفة شيء طبيعي بالنسبة لها، فَهى تعيش في حالة من الهدوء هذه الأيام، بسبب عدم ظهور ديسم أمامها مُنذ أخر مواجهه بينهم، والذي يريحها أكثر أن لا هو ولا زوجته هذه المرأة الغريبة متواجدين بالقصر من الأساس..

أخذتها أقدامها إلىٰ مكان لم تذهب إليه من قبل، وهو غُرفة المكتب الخاصة بديسم؛ تطلعت هى من حولها ولم تجد أحد بقُربها، لتأخذ القرار بأن تَخطوا إلىٰ هذا المكان، حيث صور لها تفكيرها أن من المُمكن أن يكون هُناك هاتف بالداخل لكي تتواصل مع أى شخص يستطيع إنقاذها ..

كانت تَسير علىٰ أطراف أناملها، حتى لا يشعر بها أحد، دلفت إلىٰ المكتب وأغلقت الباب من خلفها، كانت أول وجهتها ذلك المكتب الضخم الذي يذكرها بمكاتب الوزراء التي كانت ترآها في التلفاز..

 
لم تجد إلا بعض الاوراق الخاصة بالجامعة، حتَّى الأدراج الخاصة بالمكتب كانت مُغلقة بإحكام..

تنهدت بقوة وهى تُعيد خُصلات شعرها للخلف وتستحلف بداخلها أنها لن تخرج من هُنا إلا بالوصول إلىٰ هاتف، أو الوصل إلىٰ أحد الأوراق الذي بامكانها القضاء علىٰ مستقبل ديسم، فَهى لم يعُد لديها ما تخاف عليه لـخسارته..

حَولت مرارًا و تكرارًا فتح الادراج المُغلقة، لكن بدون فائدة؛  ذهبت ببصرها إلىٰ جميع بقاع الغرفة ترآه المكان الذي من المُمكن أن يكون به ما تريد ..

أخذتها أقدامها إلىٰ هذه المكتبة الكبيرة التي تحمل عدد مهول من الكُتب، أصحبت يديها تنبش بكُل الكُتب أمامها دون فائدة أيضًا، فجميعها كُتب تعليمية وبعض الكُتب الأثرية أيضًا..

لم يتبقى أمامها إلا ذلك الصف الأخير وهو مالم تستطيع الوصل له بسبب قامتها القصيرة، قررت هى الاستعانة بأحد المقاعد لكى تصل إلىٰ مُرادها، وبالفعل استطاعت الوصول لـتواصل عمَلية البحث مره أخره؛ ولكن قاطعتها ذلك الكتاب الذي لا يُريد التحرك من موقعة، لـتحاول سحبه إلىٰ الأسفل، ولكنها لم تسطيع إستيعاب الذي يحدث، تحركت المكتبة بصورة سريعة للجانب وكأنها أحد الابواب الألكترونية وليست مُجرد مكتبة..

سقطت روفيدا على أرضية الغُرفة، وهى تنظر أمامها إلىٰ ذلك الباب المفتوح، يظهر على هيئة مكان عميق مُظلم يجب عليها هبوط العديد من الدرجات لكى تصل إلىٰ القاع، أخذتها اقدامها إلىٰ ذلك المكان، وهى تعلم أنها الان في طريقها لتدمير هذه الهالة التي تحيط الديسم ..

يزداد الظلام كُلما هبطت إلىٰ أسفل، ظلت تهبط إلىٰ أن تخطت حوالي الثلاثون درجة من ذلك الدرج ومن هنا؛ بداء يظهر لها شعاع أزرق بسيط، نابع من أحد مصابيح الإنارة، ظلت تسير إلىٰ أن وصلت إلىٰ طاولة كبيرة أمامها تحمل العديد من الأباريق الزجاجة الشفافة، وما بداخلها كان هو الكارثة ...

في عصمت المعتصم .. زينب سلامةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن