الفصل 33

4.3K 152 3
                                    

رحلة العودة إلى اليونان بدت طويلة جدا.... كان صبر أليسيا على وشك النفاذ لم تستطع أن ترتاح كل ما تفكر فيه هو أن عليها أن تضم طفلها إلى صدرها في أقرب وقت.....

راقبها أليكس وهو يدرك تماما أنها في عالم آخر... أنها تحن إلى طفلها.... وقد مرت بالكثير.... لكن لن يسمح بأن يمر ما فعلته كما لو كان لا شيء...

إنه ينوي محاسبتها على إخفاء الحقيقة عنه وعدم ثقتها به وتضحيتها الفارغة ....

سينتظر إلى أن تهدأ الأمور ويتأكد أن أليسيا والطفل على ما يرام.....

استفاق من شروده عندما همس له أندروس: أنت تريد إبقاء ما حدث سرا؟! لن تخبرها شيئا؟!

تنهد بعمق وأجاب: لم يكن من المفترض أن نقتله...

زفر أندروس بنفاذ صبر وأجاب: كان ينوي قتلنا حتى أنه رفض التفاوض أساسا قال أن أليسيا وافقت على تسليمه نفسها.... وهو لن يتنازل عن حقه..... أعلم أنك رغبت في تمزيقه عندما قال ذلك...

كره تذكر الحديث الذي دار بينه وبين توماس....
لقد كان لقاؤهما مباشرة بعد عودته من منزل أليسيا وقد كان في مزاج جيد.... لأنها أخبرته أنها ستمنحه نفسها..... لكن وجود أليكس في انتظاره لم يرق له..... وعندما أخبره أنه سيمنحه المال مقابل تركهم وشأنهم ، رفض عرضه قطعا وقال أن أليسيا ستكون ملكه حينها أدرك أليكس وأندروس أنه ما من حل آخر....

خاصة أنه كان ينوي قتلهما لكنهما كانا أسرع منه.... ولحسن حظهما خرجا من ذلك المكان على قيد الحياة.... كانت معجزة بحق.....

ابتسم أندروس بحزن قائلا: أتعلم... إنها المرة الأولى التي أشعر فيها بالخوف.... ظننت أننا سنموت فعلا.... في السابق لم أكن أهتم.... لكن للتفكير في أن جينا وطفلي سيعيشان من دوني... لقد كان مرعبا....

أومأ برأسه وأجاب: هذا بالضبط ما قصدته.... حياتنا لم تعد ملكا لنا فحسب.... لذلك... ستكون تلك آخر خطيئة نرتكبها.....

فهم قصده وعلق قائلا: خطيئتنا المشتركة..... آمل أن تكون بداية حياة جديدة....

أخيرا وبعد رحلة بدت لأليسيا كما لو أنها سنوات طويلة... ترجلت من السيارة أخيرا.... وركضت مقتحمة المنزل....لم تهتم لأحد....

واتجهت مباشرة إلى غرفتها.....هناك حيث طفلها الرضيع.... وقد تمكنت من سماع بكائه في الممر....

قلبها كان يتسابق.... هانا بدت مندهشة وهي تراها... في حين أخذت منها أليسيا الطفل... وضمته إليها مطلقة العنان لدموعها....

وهانا نفسها بكت تأثرا لذلك.... لقد خشيت ألا تعود
أليسيا أبدا.... الطفل كان يفتقد حضن أمه وقد عاد إليها أخيرا.....

جلست هناك ترضع طفلها... وشعور عظيم بالامتنان داخلها.... إنها حقا سعيدة لرؤيته مجددا... لقد ظنت أنها ستموت دون أن تراه....

زهرة الانتقامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن