أخر قطرات الغيث

الرابع

أقف على شفا حفرة من حبك خائفة من أن أقع فيك؛ ولم أكن أدري أنني في القاع.
_ عائشه عبد الحميد.
.ابتعدت عنه فهى تعلم هذا الصوت ولكن صوت الكلاب جعلها تتمسك بيدة وتصرخ : غيث ابعدهم ارجوك
- بالفعل ابعدهم ولكنها كانت خائفه فكانت تتشبث بذراعه
- ‏اهدى خلاص مشوا
- ‏احم انا اسفه عاللى حصل دة
- ‏مفيش مشكله بعدين اى اللى خلاكى تخرجى فالوقت دة قالها بغضب
- ‏اجابته وهى تمسح دموعها التى سكنت وجنتها : كنت رايحه اشوف يامن مرجعش من لما خرج
- ‏ولو ازاى تخرجى فالوقت دة ولوحدك شفتى اللى حصل انا شفتك بالصدفه
- ‏اهو اللى حصل بقه
- ‏فين المكان
- ‏عالتله اللى بعد الطاحونه القديمه عارفها قالتها بطفوله وهى تحرك يده
- ‏ابتسم على طفولتها واعاد الحديث : طب يلا هوصلك
تحرك امامها نظرت له بغيظ وتحدثت بخفوت : ملوش هو فى الليدى اذ فيرست بارد هرولت تجرى خلفه لعلها تلحقه فقد كان بالنسبه لها يركض لا يمشى
كانت تنظر له من فترة لأخرى لتتحدث : انا مشفتكش فالبلد قبل كدا
- اه مش بننزل البلد الا عالمواسم
- ‏لى قالتعا بأستفهام
- ‏اخذ تنهيدة اعتقد السؤال دة تسأليه لأبوكى
- ‏اجابته بأستغراب : بابا
-وصلنا قالها غيث
كان يأمن يقف دموعه تتساقط فلا يعلم ما يفعله هل هو خطأ ام لا رغم انه فالثانى والثلاثون الا انه يشعر انه مراهق لا يعلم ماذا يفعل اعاد من شرودة حينما احتضنته عذراء من الخلف
- خوفت عليك
- ‏مسح دموعه وامسك يدها ولفها اليه واحتضنها بألم ظلت تمسد على ظهرة لا تنبث بكلمه سمحت له بالحديث بكل ما بداخله وهو بأحضانها ظل لمدة ١٠دقائق حينما شعر فأنها ستسقط ارضا ابعدها عنه ومسح دموعها
- ‏اى اللى جابك وبابا سمحلك تخرجى ازاى فالوقت دة
- ‏وضعت يدها على وجهه : انا خرجت من غير ما حد يعرف
- ‏اجابها بغضب ؛ انتى اتجننتى ازاى تخرجى لوحدك كدا
- ‏كان غيث يقف بعيدا ينظر لهم حينما سمع صوتهم عالى انا كنت معاها
- ‏جلست ارضا وجلس يامن بجوارها لتسند رأسها على كافه ليشير لغيث : اقعد يا غيث
- بالفعل جلس بجوارة كان الصمت يعم المكان ليقطعه غيث
- ‏مش من حقى ادخل بس لى تعمل كدا اذا انت بتحبها
- ‏ضحك بسخريه انت متعرفش انا عشت اى يا غيث معاها
- ‏بس فالاخر حست بيك يا يامن
- ‏بعد اى بعد ما لم يكمل
- ‏تحدثت عذراء وهى تنظر للامام : انا عارفه قد اى انت موجوع يا يامن بس لى ادى لنفسك فرصه يمكن هى لولا اللى حصل مكنتش عرفت قيمتك اديها عذر انت عارف روما متهورة وطيبه جدا سهل يضحك عليها هى عايزة حد يشاركها جنانها عايز حد شبها دا كان تفكيرة ظنت انك ممكن متفهمهاش
- ‏نظر لها بغضب الفرق بينا ٥سنين يا لوزة ٥سنين بابا وماما الفرق بينهم ١٦ سنه ورغم كدا ماما صممت على بابا حاربت الكل عشانه وبابا محرمهاش من حاجه هو اللى كان بيقلها مش هتعيشى سنك معايا وهى رفضت قالتله كفايه اكون جنبك عارفه لى لانها حبت مفرقش معاه تعيش سنها كل اللى همها تعيش جنبه
- ‏فاهمه يا يامن بس هى تفكيرها كدا بقه بس انت وجعتها بكلامك جرحتها اللى حصل غلطه بس اللى بيحب بيسامح كان طيش
- ‏طيش كان هيكلفها حياتها
- ‏غلطت واعترفت بغلطها مينفعش احنا نجنى عليها
- ‏سكت قليلا ليعاود الحديث هى خلاص اختارت الانسان اللى هتكمل معاه
- ‏خرج عن صمته وتحدث : هتستحمل تشوفها مع انسان تانى لم يأتيه رد ليكمل حديثه هى غلطتت واعترفت بغلطها عرفت ان المشاعر اللى كانت جواها طيش مش مشاعر حقيقيه الحادثه اللى حصلت اكيد غيرتها بس انت حبيتها بكل كيانك صعب تشوفها مع غيرك وصعب تكمل من غيرها انت لعبت بالنار والنار هتحرقك قبل ما تحرقها
- ‏جلسوا وتحدثوا كثيرا لتسرع عذراء : يالهوى أخرنا الفجر هيأذن تحركوا جميعا كان يامن يضع عذراء تحت ذراعيه ويداعبها وغيث يبتسم على طفولتها فقد كانت كفتاه فالسادسه من عمرها
- ‏الله يسامحك يا يامن رجلى وجعتنى من المشى
- ‏لعب له حواجبه
- اى هو اللى وفعلت مثل ما فعل
- ‏اشيلك
- ‏نعم لا طبعا بدأت تجرى ليلحقها ويرفعها لتصرخ عاليا ليدور يلف بها لينفلتوا ضاحكين حتى غيث ضحك كثيرا فقد كانت كالدميه بجسدها الهزيل
- ‏كانت تصرخ لتمد يدها لغيث وتصرخ : غيث خليه ينزلنى ارجوك قالتها بصراخ ليمسك يدها بدون وعى منه ليجذبها من يدة لتنظر له فقد دق قلبها جراء لمسه لها
- ‏بتتحامى فى خطيبك يا لوزة ماشى
- ‏تحدث غيث بغضب مصطنع : مش عجبك يعنى
- ‏ضحك عاليا لا يا سيدى العروسه للعريس والجرى للمتعيس ليجرى من انامهم ليتركهم كان يمسك يدها لتحاول التملص منه لينتبه على نفسه ليتركها
- ‏وصلوا الفيلا كانت روح بأنتظارهم حينما علمت من رهف انها ذهبت لأخيها سمعت صوتهم وقفت فلاول مرة تضربه اقتربوا ثلاثتهم
- ‏كان يامن لا ينظر لها لتفتح ذراعيها لها وهى تتأسف له
- ‏اقترب منها ليحتضنها كانت تبكى اسفه يا حبيبى
- ‏اول مرة تضربينى يا امى
- ‏سامحنى يا حبيبى
- ‏مسح دموعها طب بتعيطى لى
- ‏اهو اللى حصل يا ابن ال.....
- ‏اى ياماما عيب ونظرت لغيث قالتها عذراء