هارا :
لا اعلم كيف استسلمت للنوم ؛ ولا كيف قضيت تلك الليلة احاول تقبل واقعي الجديد الذي فرض علي !
استيقظت صباحاً بقلب اصابه الخمول ؛ وجسد انهكته الخيبات ، واذا ما كان علي وصف عيناي فهي اكثرني خراباً ..
لفرط ما بكيت ؛ لكثرة ما اعتصرت فيها من أسى ، وشدة ما كتمت فيها من حسرات !نظرت حولي في تلك الغرفة الواسعة عندما لاحظت عدم وجود دونغهي بجانبي على السرير
كثرة حركته ليلاً التي شعرت بها أكدت لي انه لم يجد للنوم سبيلاً أيضاً ، واني لأخشى انه ادرك نشيج بكائي الصامت رغم محاولاتي لكتم صوت نحيبي ..هذا المكان اصبح منزلي منذ اليوم اذاً ؛ غرفة واسعة الجوانب يقتصر اثاثها على سرير واسع ومكتب ضخم يحمل عدداً من الحواسيب استطيع التخمين انها ما يستخدمها لعمله ، فهو مبرمج في النهاية .
غرفة ملابس صغيرة تقبع في احد زوايا الغرفة ؛ وبجانبها المرحاض ، واريكة متوسطة الحجم مع منضدة امامها تقع مقابل السريرفتح باب المرحاض فجأة مما أفزع نظراتي لوهلة لتقع عليه وهو يغادره بملابس النوم المهملة خاصته
وحالما لاحظ استيقاظي ابعد نظراته عني فكانت لي حصة من تأمل ملامحه التي غفلت عنها في الأمس لشدة مصابيشعر مجعد كثيف داكن اللون غجري الهيئة ؛ وجه حاد نحيل ، وعينين داكنتين بسهولة تفقد مسارها خلف نظاراته الطبية الغليظة .
ملامح بسيطة وبريئة ؛ لكنها حادة في الوقت ذاته رغم انها تحكي عن مدى سكون صاحبها المسالم !عدلت خصلات شعري واعدتها للخلف في حين تكلم هو بهدوء : يمكنك استخدام المرحاض اذا كنت تريدين ذلك وسيصل الفطور بعد قليل
رفعت كلا حاجبي بتعجب : هل سنتناول فطورنا هنا ؟
حرك رأسه موافقاً فآثرت الصمت وانا اتجه نحو المرحاض ؛ تركت الماء الدافئ ينساب على جسدي بهدوء لعله يزيل تلك الرتابة التي اكاد تسبب الصدأ لقلبي
لكنني وجدت دموعي تجاري قطرات الماء التي بللت خصلات شعري ؛ ورغماً عني ضممت جسدي بذراعي ابكي ..
أنت تقرأ
" أَرتَعِشُ شَوقَاً فَضُمْيني~ "
Nouvellesانا منذ أحببتك لم اعد ذاتي .. لم اعد ذلك الرجل المنفرد بذاته ؛ الرجل الأناني الذي لا يرى سوى نفسه ولا يهمه سوى ان يعثر على الهدوء والسكينة انا لم اعد نفسي ؛ لم اعد ذلك الشخص الذي يقفل ابوابه بقوة ويوصدها امام اي رياح عابرة تزعجه لم أعد أجيد الفرا...