الفصل السادس

449 103 31
                                    

دونغهي :

نظرت اليها بهدوء قبل ان اجيبها : ماذا لو فقدت اوجاعكِ ورميتِ بحمولة قلبك جانباً ؟

نظرت الي بعينيها الفارغتين متسائلة فتقدمت منها بخطواتٍ متسارعة وسحبتها الى صدري
ضممتها بقوة وتمسكت بها رغم محاولاتها للتفلت مني حتى استكانت هناك بين ذراعي ..

ربت على شعرها المبعثر برفق وهمست قرب اذنها : توقفي عن حبس مشاعركِ بداخلك ، ابكي واصرخي بقدر ما تشاءين فقد بلغتِ من الحزن عتياً ...

لحظات فقط ..
لحظات قبل أن اشعر بقبضتها الصغيرة تتمسك بقميصي وتبعها صوت نحيبها الموجوع
صرخت بكل القهر المكبوت في داخلها ؛ بكت حتى جفت دموعها ، شدت بقبضتها على صدري حتى اوجعتني
لكنني اشعر بها تسربل كل احزانها وهي تصيح بقوة حتى بح صوتها واستنزفت كل طاقتها ودموعها وسقطت نائمة بين ذراعي تكاد شهقاتها تصل عنان السماء لحرقتها ...!

اي حمل هو ذاك الذي كنت تخفينه بداخلك ؟
اي انهار من الدموع تلك التي كنت تحتبسينها بصدرك ؟!
من الذي اذاكِ بهذه القسوة ؟!

حملتها برفق بين ذراعي ووضعتها على السرير ؛ ثم وضعت الغطاء عليها وجلست اتأمل ملامحها الشاحبة بصمت
بلطف وهدوء أبعدت خصلات شعرها السوداء عن عينيها المبللتين بدموعها وداخلي يحترق حتى غدا رماداً

يحزنني ان اراكِ مكسورة الجناح هكذا ..
يؤلمني ان اشهد انهياراتك وانا الذي وقعت في حب ابتسامتك .!
أيمكنك ان تسمعي صوت تبضي يهمس باسمك ويدعو بكل خنوع من اجلك ؟
أتصغين لتضرع قلبي ونجوى روحي وهي تربت على محار عينيكِ لعلها تستعيد بريقها الفاتن ..!

هارا :

أشعة الشمس الذهبية عرفت طريقها الي ولفت عيناي بوهج وشاحها المضيء لأفتح عيناي بفتور
ضوء قوي واجهني وظل ملاك حارس يحميني حتى من تسلط الضوء علي خشية ان يؤذيني !
ضيقت عيناي لأمعن النظر في ملامحه فوجدته يبتسم لي بلين ؛ عينيه تضمني باحضانها ، انامله اخذت تعبث بشعري دون ان ينطق بحرف

ما حدث في الأمس أخذ يتتالى على ذاكرتي فابتلعت غصتي وعوضاً عنها حل شعور بالسكينة في قلبي !
وكأن جسدي يطفو فوق سطح الماء ؛ ما عدت اشعر بثقل روحي الذي أعياني في الايام الماضية !

اعتدلت بجذعي فتراجع عني مبتعداً وهو يسألني باهتمام بالغ : هل انتِ بخير ؛ أتشعرين بالتحسن ؟

تأملت ارتباك نظراته بصمت ؛ تفاصيل ملامحه الوسيمة ، شعره الغجري غير المهندم وشفتيه الرقيقتين وهما تحتبسان الكلام قصراً كأنه يحاول السيطرة على ما يصدر من فمه خشية ان يؤذيني

" أَرتَعِشُ شَوقَاً فَضُمْيني~ " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن