هارا :
عجلة الأيام تمضي على عجل ؛ انقضى اسبوعي الاول في منزل عائلة لي هادئاً نوعاً ما خالياً من الاحداث
اليوم يتحتم علي العودة الى العمل فقد انتهت اجازتي التي حصلت عليها بسبب زواجي
استيقظت باكراً في الصباح وتجهزت على عجل مرتدية ملابسي الرسمية الملائمة للعمل ثم سرحت شعري على شكل ذنبة الفرس ومع رشة من عطري وبعض اللمسات الخفيفة من مستحضرات التجميل اصبحت مستعدة .حملت حقيبة يدي وتكلمت بهدوء لألفت انتباه دونغهي الذي جلس خلف حواسيبه وشرع بعمله منذ بعض الوقت : سأذهب للعمل الان
ابعد سماعاته عن اذنيه متكلماً : كيف ستذهبين الى عملك ؟
تعجبت سؤاله : باستخدام الحافلة كما اعتدت دائماً
حرك رأسه بخفة : يمكنني ايصالك عوضاً عن الذهاب بالحافلة
قطبت حاجبي متعجبة عرضة : أتجيد قيادة السيارات ؟!
تبسم وهو يجيبني بنبرة غلبتها السخرية : بالتأكيد لا يمكنني القيادة ؛ لا يسمح بتسليمي قيادة المركبات خشية ان افقد السيطرة او اصاب بنوبة مفاجئة !
عبست بضيق من سخريته واجبت ببرود : انت من عرض علي ايصالي الى العمل !
بحركة يديه العشوائية حاول شرح الامر : عنيت ان اطلب من سائقي الخاص السيد بيك ان يوصلكِ ويقلك في وقت مغادرتك ، سأجعله يتكفل بأمور مواصلاتك يومياً
حركت رأسي نافية : لا حاجة لذلك ؛ يمكنني تدبر امري ، قد تحتاجه في وقت ما
دونغهي : نادراً ما اغادر المنزل لذلك لست بحاجته كما انني ملزم على تولي مسؤوليتك فاسمحي لي ان اوفر لكِ هذا الأمر البسيط
تلبكت في مكاني بحيرة فلم أجد امامي بُداً من قبول عرضه ؛ ودعته برفق وغادرت المنزل لأجد السيد بيك في انتظاري امام المدخل مما اثار تعجبي عن سرعة وصول الاوامر له !
بدا يومي طويلاً مملاً ؛ لا احد من زملائي يعلم بشأن زواجي واثرت الاحتفاظ بالأمر لنفسي فلا طاقة لي على مواجهة تساؤلات الاخرين حول حياتي الشخصية .
وعند غروب شمس هذا اليوم انهيت تجهيزات اخر حفل زفاف لليوم وعندها كان بوسعي العودة للمنزل بعد يوم عمل طويل
أنت تقرأ
" أَرتَعِشُ شَوقَاً فَضُمْيني~ "
Short Storyانا منذ أحببتك لم اعد ذاتي .. لم اعد ذلك الرجل المنفرد بذاته ؛ الرجل الأناني الذي لا يرى سوى نفسه ولا يهمه سوى ان يعثر على الهدوء والسكينة انا لم اعد نفسي ؛ لم اعد ذلك الشخص الذي يقفل ابوابه بقوة ويوصدها امام اي رياح عابرة تزعجه لم أعد أجيد الفرا...