الفصل الخامس

410 99 31
                                    

هارا :

مضى يومين على تلك الحادثة واليوم عدت للعمل بعد اجازة قصيرة أخذتها بسبب ما اصاب دونغهي
بدأت يومي بنشاط وقد انزاح هم ثقيل عن صدري منذ ان حصلت على صفح دونغهي وبعدما عرفت انه لم يغضب مني

لكن نشاطي ذاك بدأ يخبو رويداً رويداً بعد وصولي للعمل ؛ الأجواء تبدو غريبة نوعاً ما وجميع زملائي يرمقونني بنظراتٍ غريبة لم أفهم معناها !
خروجي لأحد الاحتفالات التي كنت اعمل على تنسيقها كان متنفساً منتظراً من ذلك الشعور الغريب الذي يتلبسني من المحيطين بي
شغلت نفسي بتوزيع الزهور وتنظيم المقاعد للحضور ، الزينة جميعاً اصبحت منظمة كما يجب ، والطعام الذي اوصيت به اصبح جاهزاً فأشرفت على توزيعه بشكل منظم عند قسم العشاء

كل شيء كان مثالياً عدا فريقي في العمل الذي بدا مريباً حتى طفح بي الكيل عند عودتي للشركة من جديد لأتساءل بفضول : ما الذي يحدث هنا ؛ لماذا ترمقونني بتلك النظرات المريبة ؟!

حل الصمت قصير قبل ان يأتيني الرد اخيراً من احدى الفتيات : هل الاشاعة المتداولة حول قبولك الزواج برجل مريض من اجل ثروة عائلته صحيحه ؟

قطبت حاجبي بذهول ولجمت كلماتي صدمة مما اسمعه فلم يتوانى شخص اخر من التعليق : بكل تأكيد ؛ وهل هناك فتاة عاقلة سترضى الزواج من رجل مجنون سوى لثرائه ؟!

باستنكار نفيت : هذا ليس صحيحاً ؛ من أين اتيتم بهذا الهراء ؟؟

صوت لا اعلم من اين كان مداه وصلني : لا تحاولي خداعنا ؛ لم اعلم انكِ صائدة ثروات قذرة بذلك القدر !

الأصوات خافتة بدأت تحوم حولي من حيث لا أدري تلقي بتعليقات لاذعة تتهمني زوراً دون ان اجد فرصة لأبرر نفسي

" تريد ان تصبح ثرية بلا ادنى شك "

" الجشع يفعل اكثر من ذلك "

" هل يساوي المال حياتها التي ستفنيها مع مختل ؟ "

" أليس ذلك قذراً ؛ استغلال رجل مريض من اجل أطماعك !"

نفيت بقوة رغم انحباس العالم بأكمله في حلقي يخنقني : توقفوا عن قول هذا الهراء الذي بلا معنى !!!

تفرق الجميع من حولي فسارعت بخطواتي الغاضبة نحو مكتبي ؛ حملت حقيبتي بيدان مرتجفتين وغادرت الشركة بأسرع ما يمكنني
لا استطيع مجابهة كل هذه القسوة في نفوس الاخرين ؛ لا احد يفهمني او يشعر بي فكيف يمكنهم اطلاق الاحكام جزافاً دون ان يستمعوا الي !!

وحال وصولي الى المنزل اختبأت تحت ملاءات سريري وحاولت إغلاق أذناي عن العالم أجمع
صوت دونغهي أخذ يتساءل فوق رأسي : هل انتِ بخير ؛ أهناك ما يزعجك ؟

" أَرتَعِشُ شَوقَاً فَضُمْيني~ " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن