دونغهي :
ساعات النهار تمر طويلة حتى موعد عودة هارا الى المنزل ؛ ولكم أجد الأمر غريباً إلا انني بدأت اعتاد على وجودها حولي اكثر من اللازم !
لم يمض على زفافنا سوى اسبوعين فقط وانا بالفعل بدأت اتعلق بها وأشعر بالسأم في غيابها رغم شح احاديثنا ..!
لكنها أشبه بالمطر الذي يهطل من السماء بسخاء على نهر حياتي الجاف حتى ان هذا النهر ليكاد ينتعش ويحيى ...نظرت الى ساعتي عدة مرات قبل ان اتساءل : كم بقي من الوقت على عودة اوه هارا ميليسا ؟
ردت ميليسا: ليس الكثير ؛ انها مع السيد بيك بالفعل في الطريق
اضافت بنبرتها الجامدة رغم عبثية كلماتها : ارى انك لا تطيق صبراً لعودتها ؛ هل وقعت في الحب بالفعل ؟
رمشت بعيناي ذهولاً قبل ان احك شعري الكثيف مستنكراً : ما الذي تتحدثين عنه !!!
ميليسا : لا تحاول خداعي لي دونغهي ؛ يمكنني ملاحظة ارتفاع وتيرة نبضك بوجودها ، وقع نبضك يختلف عندما تحدثها .
لامست صدري بكفي وتكلمت بشرود : انا ايضاً اشعر بصوت قلبي عندما اكون معها وكأنه لم يكن موجوداً من قبل حتى دخلت حياتي !
شعرت بالدم يتصاعد الى وجنتي وانا اضيف : أهذا ما يدعى بالحب ميليسا ؟
رددت بتتابع : لست خبيرة بالمشاعر فأنا مجرد ذكاء اصطناعي ؛ لكن اذا اردت مني البحث عن أعراض الوقوع في الحب فسأفعل في الحال .
حركت رأسي نافياً : لا حاجة لذلك ؛ اريد الاستمتاع بهذا الشعور أياً كان مرساه ...
بعد وقت وجيز وصلت هارا المنزل اخيراً فكان وجودها في ذات الغرفة عيداً لي وانا الذي كنت اكره ان يشاركني احدٌ مُتنَفسي !
وبشكل غريب ابتسمت لي حالما تقابلت نظراتنا ؛ خلعت سترتها الرمادية الرسمية وبقيت بقميصها الأزرق السماوي الأنيق واقتربت مني مما جعلني اشابك اناملي بتوتر من تصرفاتها الغريبةتكلمت متوجساً : أهناك مشكلة ما ؟
حركت رأسها نافية وتكلمت بلطف يليق بها : لدي ما اطلبه منك
ردي عليها كان بالصمت انتظر مصغياً لما ستطلبه فنزلت كلماتها علي كدلو ماء بارد في وسط الشتاء : اريدك ان ترافقني الى منزل عمي ؛ لقد قامت داهيون بدعوتنا لسهرة صغيرة هناك ولن يحضر سواها هي واخي في القانون وربما نقابل عمي وزوجته .
تراجعت بمقعد مكتبي ذو العجلات للخلف بينما تيبست ملامحي وانا انفي برأسي رافضاً : لا يمكنني مغادرة المنزل ؛ اكره التواجد في اماكن لا اعرفها او في وسط يحوي العديد من الأشخاص
أنت تقرأ
" أَرتَعِشُ شَوقَاً فَضُمْيني~ "
Historia Cortaانا منذ أحببتك لم اعد ذاتي .. لم اعد ذلك الرجل المنفرد بذاته ؛ الرجل الأناني الذي لا يرى سوى نفسه ولا يهمه سوى ان يعثر على الهدوء والسكينة انا لم اعد نفسي ؛ لم اعد ذلك الشخص الذي يقفل ابوابه بقوة ويوصدها امام اي رياح عابرة تزعجه لم أعد أجيد الفرا...