الفصل الثامن

498 93 108
                                    

هارا :

حدقت فيه بعينين متسعتين وبدا كما لو انني فقدت كل حروفي لتوي فلم أقوى على النطق في حين حك مؤخرة عنقة بخجل وابتسامة خفيفة تعبث بشفتيه دون ان تلامس عينيه نظراتي
وجدتني اتراجع بقلب منقبض لأخلق اكبر مسافة ممكنة بيننا ؛ لا اعلم ما هي تعابير ملامحي الحالية ولا اعرف سوى انني ارغب بأن تنشق الأرض وتبتلعني !
اشعر برغبة بالاختفاء حالاً ولا افهم سبب ذلك ...!!

صوته داهم السكون وهو يسأل متردداً : هارا ....

لم اجبه ؛ هربت من امامه بسرعة واغلقت باب المرحاض على نفسي باحكام خشية ان اواجهه !
لم افكر ان تتطور العلاقة بيننا هكذا من قبل ؛ لم اتصور ان يحاول دونغهي الاقتراب مني او خلق اي تلامس حميمي بيننا !

لكن لماذا ؟؟
ألست زوجته ؟!
كيف لم احسب لهذا الأمر حساباً من قبل !
لماذا لم افكر بمشاعره الخاصة وانا اتقرب منه بلا اي حواجز وكأنه ليس انساناً ولا يملك اي مشاعر من شأنها ان تتطور بحماقة افعالي ؟!

ما الذي يجب علي ان افعله !!!!

لا اعلم كيف لجأت الى فراشي ؛ ولا اي وجه علي ان اقابله به سوى الهروب ؛ تجنبت اي حوار بيننا رغم احساسي بنظراته التي كانت تتعقبني متسائلة محتارة .
وكذلك فعلت في الصباح الباكر عندما سارعت في المغادرة الى العمل دون ان افتح اي حوار معه

اشعر بأن رأسي يدور بي وداخلي فوهة عظيمة لا اعلم ما فيها من شعور او افكار
لم أرغب يوماً بإيذاء دونغهي او التقليل من شأنه ؛ وكلما فعلته مؤخراً كان لرد دينه لانه اكثر من وقف الى جانبي في اوقاتي الصعبة
لكن الحب .. المشاعر .. علاقة من نوع مختلف .. هل استطيع فعل ذلك ؟
هل يمكنني الوقوع في الحب بعد جرحي الذي لازال نازفاً ؟!
وكيف يمكنني ان امنحه نفسي ؛ ان اتمادى معه بينما لا ينبض قلبي له !

دونغهي اقرب لصديق لي ، شقيق اصغر ربما .. لا اظن انني نظرت اليه كرجل من قبل !
هل يستطيع شخص مثلي ان يمنحه هذا النوع من المشاعر الثمينة وانا الجريحة التي فقدت الحب وتخلى عنها الشعور ؟!

كل ما اعرف طعمه هو شعور الخيانة ، الخذلان والوحدة ، هذا ما تشبع قلبي به من شعور في الآونة الأخيرة فكيف استقبل مشاعره وكيف اردها له ؟!

دونغهي :

عدة ايام قليلة مضت منذ تلك الليلة التي شعرت فيها انني اطوف في سماء حب شهية حتى كان سقوطي منها مدوياً !
بعدما تأنقت من اجلي بذلك الشكل الفاتن ، بعد ان فعلت كل ما بوسعها لتحتفل معي ومن اجلي ظننت انها ربما بدأت تشعر بي ولعل شيئاً من حبي تسرب الى قلبها بعدوى مشاعر جميلة ..

" أَرتَعِشُ شَوقَاً فَضُمْيني~ " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن