الفصل التاسع

703 91 132
                                    

هارا :

شمس يومي مشرقة وسماءه صافية ؛ الهواء الذي يعبث بخصلات شعري بنعومة عذب بريء تماماً كولادة تلك المشاعر العذبة بداخلي
ايام قليلة مضت توجها الحب وزينتها براءة مشاعرنا فعدنا كطفلين حديثي الولادة لا نرى من الأيام سوى حلوها ..!

اعمل بنشاط وانا احوم في المكان حيث لدي اليوم حفل زفاف في الهواء الطلق اختاره الزوجان في حديقة جميلة قرب بركة مياه صغيرة تسكنها البجعات
هذا هو تماماً نوعي المفضل من حفلات الزفاف لذلك كنت اتنقل بسعادة في المكان اتأكد من التجهيزات كاملة

وفي لحظة سكون بينما كنت اقف عند المذبح اتأكد من تنسيق الزهور التي تمازجت بين الأبيض والوردي حطت على كتفي فراشة صغيرة بألوانها الزاهية
بحذر وببطء نظرت اليها بطرفي مبتسمة ثم سحبت هاتفي بعناية خشية ان تهرب من حركتي والتقطت صورة لنا مبتسمة
وعندما هممت بارسالها لدونغهي طارت الفراشة مبتعدة فعبست بنوعٍ من الاحباط قبل ان اودعها بحركة يدي ..

لسبب ما ذكرتني تلك الفراشة بك عندما استراحت على كتفي ؛ ذكرتني بخفة حبك الذي ادخل السرور الى قلبي كما فعلت هذه الفراشة بغير ادراك منها ..!
لذلك وبدون تردد ارسلت الصورة له انتظر رده بلهفة بعدما ارفقت افكاري برسالة نصية له .

حاولت عبثاً اخفاء ابتسامتي وانا ادس بهاتفي في حقيبتي الصغيرة المعلقة على كتفي ثم مضيت اتابع عملي وفي بالي تدور الكثير من الأفكار
لقد اعترف كلانا بمشاعره للاخر ولكننا نتقدم ببطء في علاقتنا ؛ لا اكره ذلك ولكنني اريد ان اتقدم خطوة اوسع هذا اليوم نحوك ..
ماذا لو حظينا بموعدنا الاول ؟!

بعد الانتهاء من ترتيبات الزفاف حان موعد مغادرتي اخيراً مع غروب الشمس ؛ وعلى عجل اتجهت نحو السيارة حيث كان السيد بيك بانتظاري
صعدت في المقعد الخلفي كالعادة لكنني فوجئت بوجود باقة ورود حمراء فاتنة فالتقطتها انظر اليها بدهشة وتساءلت : من اين اتت باقة الورد هذه ؟!

رد السيد بيك مبتسماً : انها لكِ سيدتي ..

رفعت كلا حاجبي بتعجب والتقطت البطاقة التي كانت عليها فابتسمت باتساع وانا اقرأ ما كتب فيها
" لان الفراشات الجميلة تحط على بتلات الأزهار التي تضاهيها جمالاً هبطت على كتفك  ؛ لكنكِ وردتي انا فلا تتركيها تطيل البقاء وامنحيها هذه الورود بديلاً .."

هذا هو رده على رسالتي النصية الذي جعل قلبي يتراقص طرباً على مقطوعة حروفه اللطيفة ورسم ابتسامة حب وألوان الخجل في ملامحي !
قربت الورود مني لأشتم اريج عطرها الزكي وتنهدت بحب وانا اضمها الى صدري
اشعر الان انك التعويض العادل الذي منحتني اياه الحياة ازاء كل ما قاسيته من ظروف ..
اشعر الان انني وصلت الى جنتي التي تقت لها طويلاً ؛ انت المأوى والوطن الذي حاربت كثيراً لأغنم به ..

" أَرتَعِشُ شَوقَاً فَضُمْيني~ " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن