Untitled Part 5

5.1K 88 1
                                    

" كنت مغشوشة به يا آدم "
" لقد حذرتك عدة مرات ولكنني لم اشأ التدخل في
حياتك كنت اتمنى ان يتغير عندما يرى طفله الصغير
ولكنه بالعكس "
" هل ستقودين التمارين الرياضية بنفسك يا توشكا ؟"
اضاف آدم
" نعم اعتقد انني بحاجة لبعض التمارين وهذا
سيساعدني كما قلت لك سابقا "
" حسنا ألا تريدين العودة الى المنزل ، اعتقد ان الوقت
تأخر كثيرا "
" نعم ولكن يجب ان ارى ملعب التنس اولا كنت قد طلبت
ان يطلى بالالوان الفاتحة "
" اعتقد انه تمّ ذلك ، لقد رايته البارحة عندما جئت لأراك
ولكنني لم اجدك"
بعد عدة جولات في النادي تأكدت توشكا انه استعاد
عافيته ورونقه الذي كان يتمتع به منذ سنتين
بعد هذا العمل المرهق عادت توشكا الى منزلها لترتاح
قليلا وكي تستعيد نشاطها من جديد من خلال نظرتها
المحببة الدائمة لسباستيان الذي كانت ترى فيه حياتها
الجديدة .
اقتربت منه وهو نائم بهدوء كالملائكة وطبعت قبلة دافئة
على يديه كي لا توقظه ثم توجهت الى غرفتها وكان آدم
ينتظرها على العشاء .
بعد ان استعادت نظافة جسدها من جراء الدهان والغبار
في النادي نزلت الى غرفة الطعام وكان آدم قد بدأ بطعامه .
" الن تنتظر قدومي ؟ يا لك من رجل شره "
" لو اردت ان انتظرك حتى تنتهي من مكياجك وحمامك
ولبسك لأنتظرت العمر كله انتم النساء لا تنتهون من التبرج
بسهولة ، يلزمكم عشر ساعات كي تنتهوا وهذا اذا انتهيتم "
ضحكت توشكا لهذا القرار النهائي بحق النساء ثم سالته :
" هل تريد العمل معي يا آدم في النادي انا بحاجة لك كمدير "
" وعملي يا عزيزتي ماذا افعل به ؟"
"لا شيء فقط ضف عملك الى عملي وهكذا تستطيع
ان تقسم وقتك بيننا "
"سأفكر بالموضوع يا توشكا هيا تناولي طعامك الان
يجب ان تنامي جيدا فغدا يوم حافل ، ولا تنسي ان لديك
جلسة في المحكمة بخصوص معاملات الطلاق والمنزل
وسباستيان "
" ماذا هل حددوا موعدا ؟"
" نعم يا عزيزتي لا تخافي ان الجميع الى جانبك
والمحامي اكد ان سباستيان سيبقى الى جانبك لأنك
تملكين كل شيء والمال الوفير لإعالته كما ان والده رجل
عاطل عن العمل وهو لا يملك شيء سوى خبرته في لعب
البوكر"
ضحكت توشكا ولكن بألم عندما تذكرت ان ناف لا
يساوي شيئا بدونها .
" لقد انخدعت به واعتقدت انه يعمل بجهد كي يؤمن لنا
الحياة الكريمة ولكن بالعكس كان يعمل بجهد كي يدمر
حياتنا انه اناني ورجل مريض بلعب البوكر "
" هذا الحق ما قلته يا توشكا دعينا الان منه وحدثيني
عن النادي هيا قولي ماذا يحتاج بعد ؟"
" لا شيء سوى ليديك كمدير "
"وانا موافق يا عزيزتي وهكذا اكون قريبا منك خلال
النهار "
"هل تخاف حقا علينا يا آدم ؟"
" نعم يا صغيرتي لانك الوحيدة الباقية في عائلتنا وانت
تعلمين كم نحن مرتبطان ببعض اليس كذلك ؟"
" كنت اتمنى ببعض الاحيان لو انك كنت زوجي "
ضحك آدم لانه هو ايضا كان يتمنى ان تكون زوجته
بسبب الاحترام والحب بينهما "
" الم تفتقدي ناف يا توشكا ؟ " سالها وهو يعلم انها
تتعذب بسبب فقدانه .
" انا ....انا ..."
" لا بأس يا توشكا هيا قولي لي انا شقيقك واحب ان
اعلم ماذا تشعرين من الالم واحب ان اشاركك احزانك "
" انت عظيم يا آدم وتستطيع ان تزيل الالم عن قلبي
ولكن في بعض الاحيان وخاصة ..."
كانت تريد ان تقول له خاصة في الليل في الامسيات
الخاصة كانت تتذكر ناف كانت تتذكر لمساته وحبه وممارستهم
للحب معا كانت تتذكر رائحة عطره التي ما تزال تنبعث من
الخزانة كما انها كانت تحتفظ باشياء خاصة به لم يتذكرها
عندما عاد ناف ليأخذ حاجياته ، كانت تؤلمها وتسبب لها الشوق
والحنين ولكنها كانت بحاجة لاي شيء منه كي يذكرها بالحب
الذي كان والعاطفة القوية التي حضنتهما طيلة سنتين .
" لا ...انا اكاد انجح في نسيانه ّ"
" اتمنى هذا " قال لها آدم وهو ينظر اليها بنظرات
استغراب وهو يعلم انها تحاول نعم ....ولكن بشكل
جنوني كي تستعيد كل ما كان بينهما .
عادت توشكا الى غرفتها بعد ان انهت طعامها وكانت
بحاجة للراحة .
اعتذرت من آدم الذي ذهب هو ايضا الى غرفة الضيوف
ليرتاح قليلا .
قبل ان تنام كانت تحتفظ بصورة صغيرة لناف بين
ملابسها في الجارور تناولتها وقربتها من شفتيها وطبعت
قبلة صغيرة عليها ثم اندست في سريرها وراحت تتأملها .
" يا الهي كم انا مشتاقة اليك يا حبيبي ولكن ....يا
الهي كلما تذكرت ما فعلته بي كلما تألمت اكثر "ثم اجهشت
بالبكاء وهي تحاول ان تستدير الى الخلف كي تبعد نظرها عن الصورة .
وفجاة دخل آدم ليجدها تبكي بمرارة والصورة بين
يديها ، حاولت توشكا ان تخفيها تحت الشرشف ولكن آدم
عرف ماذا تخبئ فقال لها :
"اعطني الصورة يا توشكا ارجوك انها تسبب لك الالم
وكلما كانت معك كلما زاد الالم ارجوك اعطني الصورة "
" انها كل ما تبقى لي يا آدم ارجوك دعني احتفظ بها "
" لا ...انها تؤلمك وانا لا احب ان اراك تتعذبين هيا
والا فانت لن تنسيه ابدا "
" حسنا خذها ولكن ...دعني اقبلها لاخر مرة "
" لا ....لن تقبليها لأنه لا يستحق هذه الشفاه البريئة
يا صغيرتي هيا اعطني الصورة "
ولكنها لم تستطع ان تمنع نفسها من تقبيلها بالرغم من
امساك آدم بها بشكل قوي . استطاعت توشكا ان تقبلها
ولكن بشكل هوائي سريع .
" هيا يا حبيبتي انه لا يستحق دمعة من هذه العيون الجميلة "
" هل حقا انا جميلة يا آدم ؟"
" بالطبع يا صغيرتي انت اجمل فتاة راتها عيوني ، كما
انه لا يعرف معنى الجمال الذي تملكينه لأنه لا يشعر بك
يا صغيرتي ، هيا نامي واحلمي بفارس احلام تبنين حياتك
معه من جديد "
" ماذا فارس احلام جديد وهل تعتقدني طفلة مراهقة يا
آدم كي افكر هكذا ؟ لقد تجاوزت السادسة والعشرين
وانا امراة ناضجة ولن افكر بأحد بعد الان "
" بلى ستفعلين يا صغيرتي ولكن ليس الان ، عندما ترينه
سوف تفعلين لانه فارس الاحلام ، ياتي متى يشاء وليس له
عمر معين انه يعيش في عقلنا وينبع من كياننا وفي صورنا
نحن الذين نجعله يحيا في مخيلتنا ولهذا اجعليه في عقلك
يا توشكا وصوريه كما يحلو لك واحلمي قدر ما تشائين
فأن الحلم هو السلوى الحقيقية لتفادي الالم ، فكري بالايام
القادمة وكانك على صهوة فرس ابيض تنتظرين قدوم فارس
احلامك وانت بثيابك البيضاء الجميلة ، فكري بالسعادة
التي ستشعرين بها عندما يضمك بين يديه .
" ولكن فارس احلامي هو ناف يا آدم فكيف لي ان انساه
واخلق فارسا جديدا ؟"
" الالم يا حبيبتي قادر على فعل الاعاجيب تستطيعين
بواسطته ان تتخلصي من ناف هذا المزعج وخلق فتى
احلام جديد يبعدك عن عذاب الحب "
" ولكنني لا اريد ان احلم ولا اريد ان احب من جديد او
حتى ان اتكلم مع رجل آخر غير ناف وانا عندما افكر بهذا
اكاد اكره نفسي "
" لا لن تكرهي نفسك عندما تجدين الرجل الملائم لك
انت لم تحبي ناف ابدا يا توشكا كما انك كنت صغيرة جدا
عندما خطبت له وهو يكبرك بكثير وكنت تشعرين تجاهه
وكانه والدك لانك محرومة من عطف الاب وانا كنت بعيدا
عنك ولهذا كنت ترين فيه الاب العطوف والاخ الحنون
والحبيب المجنون ، نعم انت لم تحبيه يا صغيرتي هيا نامي
واحلمي من جديد .
" انت تبث في جسدي القوة يا آدم وانا اشعر بها عندما
تكون بقربي ، لا اعرف ماذا افعل بدونك لقد اقتنعت بما
قلته لي وسوف اعمل على تحقيقه صدقني سوف ابدأ باحلام
جديدة من هذه اللحظة وحياة جديدة مع سباستيان ."
" ومع فتى احلام ورجل حقيقي لا تنسي يا توشكا "
اكد لها آدم لانه كان يعلم ان توشكا لن تقدم على مثل
هذا العمل بعد الان لانها جرحت من الرجال ولن تقترب
منهم بعد الان وكان يحاول ان يمحي هذه النظرة من عقلها
وهذا يلزمه وقت طويل "

رواية شفاه ممزقة    لازو كاوود روايات عبيرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن