أنت

224 39 2
                                    


بسم الله

.

"الساعة الثالثة وخمسون دقيقة" خاطبت نفسها تنظر للساعة المعلقة على الحائط

لسبب لا تعرفه، هي متحمسة جدا اليوم، لأول مرة منذ فترة طويلة هي تشعر بأنها سعيدة لسبب ما، هي وجدت نفسها تهتم جدا بما سترتديه اليوم، تشعر بأنها تنتظر شيئا حلوا جدا ودافئا لكنها حقا لا تتذكر ما هيته،
هي تنتظر الساعة الرابعة بصبر يكاد ينفذ دون أن تعي ما تفعل،

مع اشارة العقارب للساعة الرابعة تماما سمعت صوت أجراس متجرها المحببة لقلبها، عيناها نظرت بلهفة للشخص الذي دخل لتوه، ولم يكن سواه، الشخص الذي يدخلها في حالة من الكمون لدقائق قصيرة حين تنظر إليه..
الشخص الذي يصيبها بوابل من المشاعر تعايشها كل يوم كأنها تفعل للمرة الأولى، وقد كانت مع حالتها تلك، هي كانت تعايش نفس الموقف كل يوم للمرة الأولى

"بومقيو، حبيبي" هي همست تبتسم بشدة حين نظر لعيناها

"إنه أنا، تماما في الموعد" مزح معهما بابتسامته المعتادة قبل أن يعي ما حدث لتوه

وكما لم تنتبه مادلين على فعلتها هو أيضا انتبه متأخرا..

"مادلين، أنت تذكرتني دون النظر لدفترك" همس يقترب حيث تقف فتاته واللتي بدورها توسعت عيناها بصدمة

"هل فعلت، حقا فعلت؟" هي سألت تتلقى منه ايمائة متحمسة وقهقهة تكاد الأرض تزهر من فرط السعادة التي تفيض بها

"أنا فعلت" وقبل أن يتمكن هو قامت هي بعناقه، تلف ذراعها حول رقبته تتشبث به،
بدوره هو أحاط خصرها يزيد من عناقها الدافئ قبل أن يشعر بسيل دموعها على رقبته..

"أنا حقا سعيدة، أشعر وكأن الكون يتراقص بداخلي لشدة فرحي" همست وصوتها كان واضحا له بسبب عناقهما الضيق.

"أنا أيضا، سعيد جدا كما لو أنني عصفور حصل على حريته بعد سنوات من البقاء في قفص مغلق"

"علمت هذا، علمت أنك ستكون نقطة قوتي وسط ضعفي، وستكون بداية تغلبي على مرضي"




ذاكرةْ |• تشوي بومقيوحيث تعيش القصص. اكتشف الآن