🔸الفصل الأول🔸

98 12 10
                                    

دلف إليها فوجدها مكومة حول نفسها بفستان الزفاف، صوت بكائها قطع نياط قلبه،  حاول أن يقترب ليلمسها ويبثها بعضًا من الطمأنينة لكنه تراجع عندما تذكر رفضها القاطع له، تنحنح قائلًا بصوت حنون:

- إنتي لسه بتعيطي؟

إعتدلت في نومتها سريعا قبل أن تهم بإجابته بحدة وهي تمسح عينها بقوة مستعارة:

- طبعا بعيط، إنت عايز تتجوزني غصب عني وإنت عارف كويس أوي إني بحب صاحبك ومش عايزني أعيط، غدرت بيا وبيه لأنك مش راجل!

أثارت غضبه بآخر ما خرج من فمها دون أن تشعر بمدى الخطأ الذي إرتكبته، رفع يده ليناولها كفًا يعيدها لمسارها ، لكنه تراجع عن ذلك الفعل الذي يعلم جيدا أن الندم سيعقبه، تركها مغادرًا دون أن يرد عليها إهانتها، لم تهدئ أو تصمت لكي يمر الموقف، فزت واقفة، صرخت بعنف هادر وهي تتبع خطاه لردهة الشقة:

- وكمان بتفكر تمد إيدك عليا، إنت شكلك إتجننت على الآخر! إيه إتضايقت أوي إن أنا بواجهك بالحقيقة؟ إنت فعلا مش راجل يا "أكرم" هو في راجل يتفق مع والد بنت غصب عنها ويكون عارف إنها مش طايقاه لا وبتحب صاحبه كمان وبردو يتجوزها غصب عنها!

إلتف بجسده ليكون بمواجهتها، إقترب منها وأمسك بكتفيها وهو غاضب بشدة، نظر مليًا بمقلتيها؛ معاتبا، حزينا، مجروح القلب، يجمع صدره العديد من المشاعر التي تخنقه وتحبس أنفاسه، هزها بعنف ثم صاح بصوتٍ عالٍ:

- أنا راجل غصب عنك، تحبي تشوفي؟

لوهلة؛ شعرت بالخوف يتسرب إليها، لكنها كعادتها وقفت شامخة أمامه تعانده بقوة واهية!

صرخ مردفًا حديثه بنبرة أهدئ من ذي قبل:

- واحدة زيك متعرفش يعني إيه حب وواحد زيي مش هيضيع دقيقة في إنه يشرحلك معناه، بس الرجولة اللي عمرك ما عرفتي أوصافها هتعرفيها معايا في كل لحظة وكل يوم يا "هديل" بس صدقيني وقتها هيكون فات الأوان إفتكري كلامي دا كويس أوي!

إنتهى من حديثه ثم تركها برفق، غادر الشقة لبضع ساعات كانت بهم " هديل" حرة طليقة ففكرت أن تهاتف حبيبها الذي تخلى عنها عندما علم أن والدها سيزوجها لصديقه رغما عنها لكن مرآة الحب دائما عمياء!

مازالت معلقة بحبال عشقة الذائبة، تتمنى أن تكون زوجته هو حتى آخر العمر لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي سُفن قلبها، ترددت كثيرا قبل أن تضغط على زر الإتصال به، حسمت قرارها فهمت بمحادثته لكن استوقفها صوت باب الشقة عندما علمت أن زوجها قد عاد، لم تغامر بفعل ذلك الأمر بوجوده فهي لا تضمن رد فعله فتراجعت عما تنتوي وتدثرت بغطائها بسرعة كي يظن أنها قد خلدت في النوم منذ وقت طويل فتتحاشي الحديث معه أو القرب منه!

"لمن تدق القلوب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن