🌷الفصل الثاني🌷

31 4 0
                                    

طالعت هديل الثنائي بقلب خائف وأعين متوترة زائغة، استدرك ماجد الموقف العصيب الذي هو بصدده الآن، ابتلع ريقه بصعوبة، حاول استجماع شجاعته وبفطنة كاذب محترف صاح قائلا بثبات ظاهري:

- ألف مبروك يا عريس، مش هتقولي إتفضل ولا إيه؟ دا أنا حتى جاي بنفسي أباركلك!

تعرقت هديل وانسحبت الكلمات من فمها هاربة لتتركها في مواجهة ما يحدث وحدها، أجابه أكرم قائلًا بحدة:

- إنت بتعمل إيه هنا؟ إنت غير مرحب بيك بالمره يلا اتفضل من غير مطرود ومتفكرش تيجي هنا تاني.

كاد ماجد أن يقذفه بقذائف حارقة من مدفع لسانه الذي لا يرحم، أوقفته هديل بقولها المفاجئ:

- أنا اللي قولتله يجي وأنا اللي حابه وجوده لكن إنت اللي مش لازم تكون موجود جمبي يا أكرم!

إلتف أكرم إليها بذهول، راح يطالعها بغضب شديد، لم تكف هي عن التحدث بتلك الطريقة المهينة، إقتربت منه لتزيد إشعال نيران غضبه ليلقي عليها يمين الطلاق وهو في أوج غضبه منها، أرادت أن تكون تلك الفرصة طوق النجاة من زواجها منه ولم تكترث لمشاعره التي دهستها تحت أقدامها!

لم يتمالك أعصابه أمامها أكثر فأعطاها كفًا قويًا أدمى شفتيها ثم أمسكها من ذراعها بقوة وذهب بها إلى غرفتها مغلقْا بابها من الخارج عليها، عاد بسرعة إلى الشيطان الذي يشاهد ما يحدث بشماتة كبيرة!

صرخ أكرم بوجه ماجد محذرًا إياه بعدم الإقتراب من زوجته مرة أخرى وإلا قتله دون أن يرف له جفن، عانده الآخر ببرود أعصابه وكلماته المستفزة مما جعل أكرم يلكمه لكمات قوية متتابعة، فما كان من ماجد إلا أن يرد عليه بلكمات أشد، تيقنت هديل من صراخهمت وصوت تكسير الأشياء من حولهم أنهم يوسعون بعضهم ضربًا فراحت تضرب الباب بيديها وقدميها صارخة في محاولةٍ منها للخروج وفض النزاع!

تدخل بعض الجيران لفصلهما عن بعضهما ومحاولة تهدئة الأمر بعدما وصلت أصواتهما العالية لأكثر من شقة مجاورة، نجحوا بالفعل من إخراج ماجد من الشقة وتغيير الوضع السئ بينهما لكن لم تكف ألسنتهم عن التساؤلات والثرثرة حول أمر الثلاثي حينما تطايرت بعض الكلمات من افواههما وهما يتشاجران حول هديل العروس الجديدة لتصبح علكة بفم نساء البناية بسبب تلك الليلة التي لم ينتهي أثرها بين أكرم وهديل!

معاملة أكرم السيئة لها تزداد كل دقيقة حتى أنها استوعبت الفرق بينه الآن وبين نسخته القديمة الحنونة التي وبرغم معاملتها المهينة له ألا وأنه كان يحتويها ويحاول أن يكرمها ويطيب معشرها.

بعد مرور بضعة أيام على تلك الليلة، كانت تجلس في غرفتها كعادتها فوجدته يدخل إليها الغرفة وشظايا الغضب تتطاير من عينيه، خطف منها الهاتف عنوة، صرخ قائلًا بتهديد:
- هاتي تليفونك دا، خليني أشوف لسه بتكلميه ولا لا.

"لمن تدق القلوب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن