الفصل السادس

31 1 0
                                    

لم يعطها فرصة للرد عليه، جذبها بقوة باتجاه باب الشقة، قذفها خارجه، قال بتهديد صريح:

-لو شوفتك هنا تاني هيكون آخر يوم في عمرك ومش هنا بس لو شوفتك في أي مكان ولو فكرتي تلاحقيني هيكون بيني وبينك نار مش هتطفى إلا بموت واحد فينا!

هاجت أمواج غضبها، شعرت بالدماء تغلي برأسها، على مدار عام كامل لم تستطع أن تلفت نظره بأية طريقة كانت، توعدته بداخلها بألا تتركه يذهب بعيداً عنها حتى لو كلفها ذلك ما تبقى لها من عمر على وجه الأرض!

دخلت هديل على صديقة طفولتها تجر حقيبتها بحزن شديد، استقبلتها الأخيرة بترحاب يشوبه القلق مما قد يكون قد حدث معها وجعلها تترك بيت زوجها رغم أن حديثها عنه في الفترة الماضية كان يحمل الكثير من الإطراء والمديح!

صاحت نور بتساؤل قلق:

-إيه اللي حصل يا هديل إنتي بخير أكرم عملك حاجه؟

أجابتها بانكسار يغلف صوتها وهيئتها:

-مفيش حاجه يا نور أنا محتاجه أرتاح شوية بعد إذنك!

=هسيبك ترتاحي دلوقتي بس لازم يكون لينا قعدة ونتكلم يا هديل لأني مش هسيبك كدا!

هزت هديل رأسها بموافقة انهزامية لكي تتخلص من عبء الحديث مؤقتاً، ولتختلي بنفسها بعيداً عن أي نوع من أنواع الضغط النفسي، كلما حاولت إخراجه من عقلها صرخ قلبها معارضاً، رغما عنها تتذكر بسمته الرقيقة في وجهها كل صباح، صوته الحاني الذي يطمئن عليها طيلة الوقت، اهتمامه الفائق بأدق تفاصيلها.

كيف له أن يكون بتلك الصفات التي تُظهره بمظهر العاشق المتيم، وأن يتضح بعد ذلك أنه متزوج بالأساس!

لم تستطع التوقف عن التفكير، كادت أن تصبح كمدمني الممنوعات من فرط تفكيرها وتحليلها لتصرفاته الصادقة تماماً واستحالة أن يكون كاذباً بالنهاية!

هنالك من يهوى الصيد في المياة العكرة ويعرف كيف يستغل الفرص جيداً، اتصل بها ماجد، شاهدت رقمه فرفضت المكالمة على الفور، ظلت تتقلب ذات اليمين وذات الشمال دون فائدة، خاصمها النوم ورفض عقلها أن يستسلم للإرهاق الذي يشعر به جسدها، رغماً عنها كانت تنتظر مكالمة من شخص آخر؛ شخص تود أن تسمع منه أي تبرير قد يجعلها تسامحه، لم تعلم سبب ذلك الشعور ولما تريد مسامحته وغفران ذلك الذنب!


لم يكف أكرم عن قذف كل شئ أمامه بعصبية ليسقط مهشماً، رن هاتفه لكنه تجاهله تماماً، لم يتوقع أن يكون المتصل شخص يريده بشدة ويشتاق إليه بجنون، لم يتوقع أن يكون المتصل ليس إلاّ هديل!

ببرود تام أمسك بهاتفه ليطلع على هوية المتصل بلامبالاة، دق قلبه بعنف واضطربت أنفاسه، راح يهاتفها مثل المجنون، أجابت بانكسار باكية بشدة:

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 08, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

"لمن تدق القلوب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن