|0| مُدخل .

933 58 38
                                    


"هيا يا أطفال، لا أريدُ صوتاً. التزمو الهدوء." قالت تلك المعلمة لطلابها وهي تطرق بمسطرتها على الطاولة عدة طرقات فالتزم الأطفال ذوي الأحد عشرة سنة بكلامها، وهم يجلسون بترتيب منظم في مقاعدهم.

" حسناً. ما الذي لدينا اليوم؟ قصة من سنسمع يا أطفالي؟" سألت معلمتهم بأسلوبها اللطيف كأنها تخاطب أطفالاً في الروضة مما جعل بعضهم ممتعضين قليلاً من خلال تذمراتهم من كلمة ' أطفالي ' التي لا تنفك تقولها في كل جملة تخرج من فمها.

" إنه دور كايلر و كايلي." صرخ فتى طويلٌ قليلاً بأعين بنية وابتسامة لطيفة. كان يشير ليده نحو اتى وفتاة يجلسان في بداية الصف في المقعد الأول، كانا جميلين للغاية. عينان إحداها خضراء وأخرى بنية، وشعر أحمر اختلط به اللون العسلي بطريقة مذهلة فبدا واقعياً بشكل جنوني، وبشرة حليبية مع الكثير من النمش الذي يسلتقي على وجهيهما بأريحية.

كانا توأمين مختلفين في الجنس متشابهين في الشكل، رائعين إلى أبعد حد بغمازتيّ خديهما. فالفتى يملكها من اليسار والفتاة من اليمين. كانا مكمّلين لبعضهما بشكل لا يوصف. كانا مذهلين كما رآهما الجميع منذ اللحظة الأولى.

"امم. إذن سنسمع تلك القصة المذهلة. وأخيراً." قالتها المعلمة بعيون لامعة وهي تضحك. ليبتسما سوياً ويقف الاثنين متوجهان للمقدمة الصف بينما المعلمة قد عادت للخلف تستمعُ لقصتهما وبيدها مذكرة بغلاف أسود اللون تسجلُّ عليها ملاحظاتها.

" مرحباً. كما يعرف الجميع. نحن كايلر وكايلي كارلو. في الصف الخامس. والدنا مذهل للغاية ويربينا ويعتني بنا. ونحنُ هنا لنروي قصتنا لكم كما طلبت منا المعلمة في مشروع خارجي لجميع الطلاب على أن نقدمّ مشروعنا بالتدريج واليوم هو دورنا. أتمنى أن ينال مشروعنا إعجابكم. وشكراُ لكم. " قالت الفتاة التي لا تزال تمسكُ بيد أخيها بابتسامة واثقة وكلمات براقة.

"كما قالت كايلي. نحنُ سنعرضُ عليكم قصة والدينا. منذ التقائهم وحتى انجابهم لنا. وسنسرد التفاصيل من وجهة نظر والدي الذي ساعدنا كثيراً أثناء حديثه عن والدتي في كل لحظة من لحظات حياتنا الكثيرة. سيكون هذا المشروع مشروعاً مهماً جداً للجميع خصوصاً أن نهاية العام قد اقتربت لذا أرجو منكم الاستماع بهدوء وعدم المقاطعة رجاءً." أكمل كايلر بينما ضجّ الصف بنهاية كلامه بالتصفيق لهما.

"هل يمكننا البدء؟" سألا سوياً لتجيب المعلمة بهزةٍ من رأسها.

أفلتت كايلي يد أخيها بينما هو أحضر رزمة من الأوراق لم تكن كبيرة كثيراً ولكنها مليئة بالكلمات.

وضع كايلر الرزمة على الطاولة وكايلي تنحت جانباً لأخيها الذي سيبدأ بالحديث قبلها.

" كان والدي رجلاً بسيطاً. عامل بناء. يعملُ طوال النهار ليعود مساءً يملؤه الإنهاك فيرتمي على سريره وينام بإنهاك ليستقظ في اليوم التالي متعباً مجبراً ويذهب للعمل. أما والدتي فقد كاتت سيدة مجتمع رائعة. تعملُ مصممة أزياء محترفة للغاية. تصممُ أزياءً لا يسبقها أحد بمدى روعتها وتعملُ قليلاً لتجني الكثير بعرض أزياء واحد كل ستة أشهر." كان كايلر يقول الكلمات التي حفظها عن ظهر قلب وكايلي لا تزال تقف مكانها تراجعُ نصها وتستمعُ لأخيها في الوقت ذاته.

"كان اللقاء بينهما رائعاً، رقيقاً، وعادياً للغاية. ففي يوم الأحد وكعادة والدي خرج لحانة اعتاد أن يزورها بعد عمله لستة أيام طويلة، ليذهب للراحة من تعبه فيها، اليوم كان ماطراً لذلك لم يعمل. وهناك قابل والدتي." قالت كايلي دورها واقتربت من أخيها مستعدين لرواية القصة التي اعتادو سماعها من والدهم.

●●●●●

هالووووو؟؟

كيف الحال يا حلوين؟

أتمنى أن المقدمة أعجبتكم. هي ليست سوى مقدمة لوانشوت طويل للغاية ولكنه لطيف بنفس الوقت فلا داعي للحزن.

سأنشره قريباً جداّ فكونو بالقرب.

كل الحب لكم، هدوء. 🖤🌿

نسيان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن