|2| كُتلة النَمش المُتحرك.

304 39 51
                                    

خرجتُ من المنزل صباحاً كالعادة توجهتُ للعمل. كان الجو ماطراً نوعاً ما. لا يمكن القول إنه ماطر ولكن بقايا مطر الليل لا تزال موجودة. وبالتأكيد الأخشاب مبتلة ولكن يجب أن نذهب.

"سيدي. لا نستطيعُ أن نعمل الأخشاب مبللة جداً. ولا يمكننا المُخاطرة بذلك لأن قد تضر تحداّ بسقوطه من عليها." كان دايلن يتحدث وبرفقته هنري وجوني وبقية العُمال للمدير الذي كان يقف أمامه واضعاً قبعة برتقالية اللون على رأسه.

" لا يهم يجب أن تعملو .." قاطع كلامه عندما رميتّ الأخشاب من الطابق الأعلى على الأرض أمامه. " لن يعملَ أحدٌ من عمالي بوجود هذه الأخشاب المهترئة والمبللة بالماء يا سيد." قلتُ لينظر نحوي باستغراب تحول لاستنكار في لحظات.

" ومن أنتَ؟" سألت لأقفز من موقعي لجانبه حيث لم تكن المسافة طويلة. " أنا رئيس العُمال والمُشرفُ عليهم يا سيد .." صمتُ استفسر عن اسمه. " فايو راين." اوه، هل يقرب تلك الحمراء؟ كتلة النمش المتحرك؟

" تشرفتُ بك سيد راين ولكن لا أستطيع أن أجعلهم يعملون. في النهاية هذه مسؤؤليتي. وإذا حدث أمر سيقع اللوم عليّ." أخبرته ليهز رأسه وأشرتُ للرجال بالانصراف.

" لقد أقنعتني أيها الشاب." قال يربتُ على كتفي بقسوة لابتسم له وأنا أراه يغادر بعد إلقاءه لكلمات المديح خاصته لي.

" هيا يا رجال عملنا اليوم مُقتصر على نقل المواد للطوابق. حتى تكون جاهزة عندما نريد العمل..." وزعتُ المهام وذهبتُ عندما أتاني اتصال بعد قليل من السيد فايو يسألني أن كنتُ أستطيع تثبيت بعض الرفوف في منزل قريب له فأخبرته بالموافقة ليرسل لي العنوان.

حملتُ حقيبة الأدوات وخرجت بها فقط بما أن المكان كان قريباً نسبياُ من هنا. لذا ذهبتُ لهناك وطرقتُ الباب عندما وصلت.

" مرحباً.." انقطع كلامي عند رؤيتي للفتاة التي فتحت الباب. لقد كانت فايلت براين! ومجدداً أريدُ تسميتها كتلة النمش المتحركة بشدة. " تفضل." أشارت تبتسم لي وحُفر خداها بشكل لطيفٍ جداً.

كان المنزلُ فارغاً ألا من القليل من الأثاث الجديد المنقول لهذا المكان. ويبدو مطلياً حديثاً بسبب الرائحة الرائعة التي تعبق في المكان. رائحة الطلاء.

أرشدتني للرفوف التي تريدُ تثبيتها في الحائط وكانت كارثية مع محاولاتها في ذلك. لذا سحبتها فوراً من مكانها بقوة أنزع المسامير منها لتصرخ نحوي. " لماذا أزلتها؟ كانت ثابتة!" قالت لابتسم لها.

" ليست كذلك." كانت ساخطة ولم أزدها بكلامي سوى سخطاً. فخرجت من الغرفة تدمدم بكلمات غير مفهومة. ضحكت بخفوت وانتهيتُ من عملي بعد مرور القليل من الوقت ما يقارب الخمسة عشر دقيقة. ولم تعد فايلت بعد خرجت غاضبة.

بحثتُ عنها قليلاً لأجدها تجلسُ على الأرض تخربشُ على الورقة بأصابع يدها النحيلة والمُحمرة الأطراف. وبجانبها الكثير من الأقلام الرصاصية. عشرة أو أكثر.

نسيان.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن