الفصل الأول : رغماً عني ...!

3.1K 81 22
                                    

يا إلهي ! كيف لي أن أنهي البحث الجديد مع كل هذه المقاطعة ؟ إنها المرة الخامسة يرن فيها الهاتف هذا الصباح ... تساءلت ويلما بإحباط، و تذكرت و هي تمسك السماعة نصيحة أختها لها بضرورة استخدام سكرتيرة، فبعد نشر كتابين لها في حقل اختصاصها أصبحت تدعى بانتظام لتتحدث في الحلقات الدراسية و في الجامعات، عليها أن تخفض من هذه النشاطات، فلم يبقى أمامها سوى ثلاثة أشهر كحد أقصى لإنجاز كتابها الثالث و تقديمه إلى دار النشر .

و سمعت صوت أختها على الطرف الآخر من الهاتف :
ـــ ويلي ... أرجوكِ ... يجب أن تساعديني ... لم أعد أستطيع التحمل، روجر يتصرف بشكل غريب، أنا واثقة أن هناك امرأة غيري ... إنه غير مهتم بي ...

شعور غير عادي من الشفقة و الثورة راود ويلما ... فهي لم ترد أبداً أن تتزوج شقيقتها الكبرى من روجر ديكس، فقد عرفته منذ البداية ذلك الضعيف الفارغ الذي سوف يتعب بسرعة من حب شقيقتها و يبدأ بالزوغان !

و لكن ما لم تفكر به على الإطلاق أن يكون زوغانه باتجاهها !

كانت تستمع إلى شكوى شقيقتها بأذن واحدة فيما هي «تخربش» على ورقة أمامها و ازدادت تقطيبتها عمقاً عندما أدركت أنها ترسم شكلاً «كاريكاتوريا» لصهرها الوسيم اللعوب، و بغضب شطبت الرسم، إنها تكره هذا الرجل، و تجده فارغاً، إن غضبها منه يوشك أن ينفجر في يوم ما، و لكنها حتى الآن تمكنت من ضبط أعصابها لأجل شقيقتها فقط التي أحبت روجر بجنون خلال أيام دراستها الجامعية عندما كانت تلميذته، و عرفت ويلما يومذاك أن ما جذبه نحو شقيقتها ليس جمالها و رشاقتها و نعومتها فقط بل المبلغ المحترم الذي ورثتاه عن أبيهما، و لطالما كان لروجر احترام كبير للمال و لكل الراحة التي يمكن أن يوفرها .

اشترت روزي المنزل الكبير ذا الغرف الخمس الذي يعيشان فيه في المنطقة الأفضل من المدينة، و استثماراتها هي التي وفرت المال لشراء سيارة المرسيدس الفخمة منذ سنتين، و مصاريف المدرسة الخاصة لإبنهما جوزف، و لكن كان من الصعب على ويلما أن تكشف لشقيقتها حقيقة زوجها .

منذ اللحظة التي بدأ كتابها الأول يتبوأ مرتبة النجاح، بدأ روجر بإزعاجها، في البداية وجدت تصرفاته و تحرشاته غير المرحب بها كلما التقاها، مثيرة للقلق أكثر من كونها مصدر خطر .

و لكنها اكتشفت أن شقيقتها بدت عمياء تماماً عن حركات زوجها و طبيعته الحقيقية، فعندما دخلت غرفة المكتب لتشاهدها و هي تصارع زوجها كي تفلت من بين يديه استنتجت روزي فوراً بأن ويلما هي التي قامت بتشجيعه، تبع ذلك أسابيع ساد خلالها البرود بينهما و مع أن روزي هي الأكبر فلقد كانت ويلما الأقوى شخصية رغم فارق الثلاث سنوات بينهما .

و هكذا اكتشفت ويلما متأخرة أن النجاح يجلب معه المشاكل، فها هو صهرها قد حوّل عواطفه الفارغة نحوها، و لو كانت شخصية روزي أقوى لأخبرتها ويلما ببساطة بكل ما يحصل ... آه لو كانت شخصيتها أقوى لما تزوجت رجلاً مثل روجر !

أرحل وحدي // روايات أحلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن