الفصل السابع : لحظات خارج السيطرة

1.7K 77 2
                                    

و على عكسه تماماً، كان صوتها مليئاً بالمشاعر :
ـــ تنتظرني ؟ و لماذا ؟ كي تعتذر عن اتهاماتك التي لا أساس لها ؟

و تملكتها مشاعر الهستيريا و تقلصت معدتها عندما استدار، و شاهدت وجهه، صوته الهاديء خدعها ... بالكامل ... فقد استطاعت الآن أن ترى أنه مشتعل بغضب عنيف .

ـــ أعتذر ؟ عن ماذا ؟ ألمنعي إياكِ من اخماد شهوتكِ ؟ و إرضاء ذاتكِ ؟

صوته البشع الساخر هو الذي أثارها، و نظرة الإزدراء التي كانت تطل من عينيه، فطارت نحوه بوحشية رافعة يدها لتضرب وجهه، و عندما أمسكت أصابعه القاسية المؤذية لمعصمها لمنعها، استخدمت أظافرها .

و سمعت فحيح أنفاسه المسحوبة إلى الوراء و أحست به يتراجع و هي تشعر بالسرور، الرعد في الخارج بدا لها مجرد صدی لضربات الدم الذي يجري في كل جسدها، و كانت على شفير أن تصبح بدائية مثل العاصفة نفسها، و استمرت في السعي وراء الدم أكثر فأكثر دون وعي و دون التفكير بالعواقب إلى أن وجدت نفسها مرمية فوق سريرها، و مارتن فوقها و قد اختفى وجهه وراء قناع من الغضب .

إنها رغبته في معاقبتها المسؤولة تماماً عن حالتها الحاضرة، ممددة على فراشها، و ثقل جسده فوقها ليبقيها حيث هي، و أنفاسه خشنة غير منتظمة، أكان هذا من الغضب أم من التعب، و تلوت تحته غضباً، و للحظات حدقا إلى بعضهما، هناك شيء لا يعجبها يحدث أو سيحدث و أحست أنه هو أيضاً مصدوم بهذا الإحساس، و لكنه تغلب على صدمته و أمسكها بكتفيها .

و أحست بيديه تنزلقان و تتلمسانها، و أخذ جزء من عقلها يحارب بعيداً عن أي رغبة .

كان الظلام قد حل في الخارج، و البرق الذي كان يلمع فجأة فوق الرؤوس كان يضيء الغرفة، يحوّل لون بشرتها إلى اللون الذهبي، و سمعت صوت تنفسه المليء بالإثارة، و أخذت ترتجف، و هو يتلمسها و كأنما يتلمس مادة ثمينة .

و للغرابة لم تشعر بأي إحراج أو تراجع، بل إحساس متوتر بالقبول، و أحست أنها قادرة على هجران نفسها بالكامل للرغبة الجاذبة لها بقوة و التي تجعل شرايينها تشتعل، دونما إحساس بذنب أو ندم .

ـــ جميلة ... كم أنتِ جميلة !

صوته بطيء و مفكك، و الإحساس الذي أثاره فيها جديد عليها، و مع أنها قرأت و سمعت حول كل هذا، فلا شيء جعلها محضرة لمثل هذه المشاعر، و بدت خائفة أن يزول عنها مثل هذه الرقية السحرية، و يدرك مارتن فجأة ما هو فاعل و مع من، فهي مقتنعة تماماً أن زمام سيطرته أفلت من يده على حين غرّة منه حتى أنه لم يلحظ من هي، و لكنها أدركت كذلك أنه لن يتركها، فأخذت تسترخي أكثر فأكثر في قبضته، و أصابتها الصدمة فجأة عندما دفع يديه عنها و جلس في السرير و ظهره إليها .

أمر لا يصدق ... العاصفة الرعدية توقفت، و لكنها كانت غير واعية لتعرف هذا، و لكنها الآن انتهت، و بدا أن مارتن قد أدرك ماذا يفعل، و بدأت بدورها تجلس، إنها لحظة ثورية في حياتها، أثارت لها واجهة كانت تجهلها من وجوه الطبيعة، أن تطلب منه أن يعود، قد يكون إذلالاً لها و اعتراف بسلطته و تفوقه، و لكنها كانت تعرف أن الأمر ليس هكذا .

أرحل وحدي // روايات أحلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن