الفصل التاسع و الأخير : هل تعودين إليّ ؟

2.4K 118 28
                                    

أحست بيد رقيقة على كتفها .

ـــ ويلما ... ألم تستيقظي بعد .

صوت جو الرقيق المتعجب، قطع تواصل نومها، و نظرت إلى ساعتها و ذعرت لمعرفتها أن الوقت تجاوز التاسعة، لا بد أنها نامت و كأنها جذع شجرة مرمي فوق الأرض، أحست بجسدها يؤلمها، و فمها جاف و متحمض قليلاً، و لكنها لم تكن تحس بألم في رأسها، و فجأة توتر جسدها بعد أن بدأت الذكرى تطفو و ترفض أن تتركها، فأغمضت عينيها، تحس بأن بشرتها قد أصبحت حارة .

يا إلهي !... ليلة الأمس أغوت مارتن فعلياً، و تكور جسدها تحت الغطاء من الخجل و الألم، لماذا لم يوقفها عند حدها ؟ و قلبت شفتها قليلاً، و لماذا تتوقع منه أن يكون أقل رغبة مما كانت هي عليه ؟ على كل من الطبيعي أن يكون حاضر الرغبة بعد تعرضه لعبث تلك الشقراء المتعمد، و ارتجفت لدى تفكيرها بأنه استخدمها كغطاء لرغبته في امرأة أخرى .

ـــ ويلما ...؟

جو كان يقف الآن قرب السرير ينظر إليها بتقطيبته الصغيرة :
ـــ قال لي أبي أن لا أزعجكِ، و لكنني و روس جائعان، و كان على أبي أن يخرج بعد مخابرة مستعجلة .

ـــ سأنهض حالاً .

لا فائدة من البقاء في السرير، على الأقل لن تضطر لمواجهة مارتن في الحال، مع أنها لا تعرف ماذا ستقول له لشرح تصرفها عندما تراه، و قررت، و لو بجبن، أن تترك له هو أن يثير الموضوع، على كل كان صريحاً و محدداً عندما وضع قوانين زواجهما، و في هذه المرة قامت هي بالتأكيد بتحطيم أهم القوانين .

دخل مارتن المطبخ عندما كانت تغسل الصحون بعد الإفطار و الولدان في الحديقة، و مع أنها سمعت سيارته، فقد أبقت ظهرها نحو الباب، فهي ليست واثقة كم ستكشف عما في نفسها إذا واجهته .

و ما أن فتح الباب، حتى أحست بجفاف حلقها، و فتحت الماء البارد لتملأ كوباً و تشربه .

ـــ عطشی ؟

و وقف خلفها تماماً، و أجفلت لإقتراب صوته الأجش منها، له الحق أن يبدو مديناً لها، و من السخف أن تتمنى أن يضمها بين ذراعيه و يقول لها أنه يحبها، أمر سخيف و مستحيل .

و دون أن تلتفت هزت رأسها، ثم تمتمت :
ـــ و لكنني أستحق كل هذا .

و احمر وجهها لما فعلت و لتذكرها أنه حاول إيقافها، و تبع الصمت ملاحظتها ... ثم تنهدت و قالت متلعثمة :
ـــ أخشى أنني نسيت الكثير مما حدث ليلة الأمس .

و أحست بالتوتر يغلف جسدها، و أسقمها علمها أنها لأول مرة قد كذبت متعمدة الكذب، أعطته الآن الفرصة المثالية ليقول لها دون شروط مسبقة ما حدث بالضبط ليلة أمس، و لكن، لدهشتها و عدم تصديقها، تحرك مبتعداً عنها قليلاً، و جذب كرسياً ليجلس عليها .

الصمت أجبرها على الإستدارة و النظر إليه، كان مقطباً، وجهه تعب، فتلوى ألم الذنب و الحب معاً في داخلها، أرادت أن تتقدم منه لتتوسل إليه أن يفهم لماذا تصرفت كما تصرفت، و لكن الخوف أوقفها، لقد عرفت الآن تماماً لماذا فضلت روزي التصديق بأن روجر كان على علاقة بها بدلاً من واحدة أخرى، و لماذا تمسكت شقيقتها بزواجها بالرغم معرفتها بأن زوجها غير مخلص لها، الآن، أخيراً، فهمت كم هي «شالّة» تلك الأحاسيس التي يسمونها «الحب» ! و لكنه قال لها بهدوء :
ـــ أنا أعرف أنكِ غير معتادة على الشرب، و هذا يجعلني أتعجب لفعلتكِ هذه .

أرحل وحدي // روايات أحلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن