الفصل الثامن : الهرب إلى الأمام ...

1.7K 79 3
                                    

في الأيام الأولى التي تلت الحادث، انشغلت ويلما بالعناية بروس الذي عليه أن يبقى هادئاً، و هذا أمر ثبت أنه تحدٍ كبير، و ما أدهشها حقاً، هو أن مارتن كان يتولى واجبات الرعاية مكانها عندما يعود من عمله .

لأول مرة استطاعت أن تراقبه عن قرب، و أدهشتها رقته و صبره، مع حزمه الذي كان يظهره كلما أبدى روس ضجره من الحجز الإجباري، فقد كان لديه براعة في تهدئة ابنه هي نفسها لم تتوصل إليها .

و لتزداد خيبة أملها يوم تأكدت أنها ليست حامل، و لكم كانت آمالها عميقة في أن تحصل على ولد من مارتن تحبه و ترعاه قدر ما حُرمت من حب والده ؟

ما عرفته من تجاربها الخاصة دفعها إلى تغيير الكثير من مواد كتابها الجديد، و عندما خرج زوجها في الصباح إلى عمله، اتصلت بالناشر لتتحدث إليه حول الأمر، و كان الحديث طويلاً، و لكن لحسن الحظ تفهم الناشر وضعها و حدد لها وقتاً مناسباً، فسيكون من المستحيل عليها العمل قبل انتهاء عطلة الصيف و عودة الولدين إلى مدرستهما .

ستفتقد بالتأكيد لرفقتهما عندما يعودان إلى المدرسة، و لكنهما بحاجة إلى رفقة الأصدقاء من عمرهما، و إلا سيكبران معزولان، و هذا ما لا تريده لهما .

و تلقت بعد الظهر مكالمة من شقيقتها تدعوها فيها إلى العشاء ليلة السبت القادم، و لكن ويلما علّقت موافقتها متعللة بأن مارتن قد لا يكون مستعداً، و أنها ستعلمها في الغد، و قررت أن لا تخبر زوجها بأمر الدعوة، ففي وضعها الحالي المعرض للخطر من المستحيل أن تخاطر بليلة كاملة برفقته دون أن تفضح نفسها، و المسافة ما بين منزلهم و منزل روزي جيئة و ذهاباً سيعطيه فرصة سانحة لأن يبحث معها موضوع الزواج، و احمرّ وجهها بشدة حينما فكرت بتجاوبها العاطفي معه .

في الصباح التالي تأخرت عن النزول إلى الطابق الأرضي أكثر من المعتاد، فقد كان جو مريضاً خلال الليل و عندما دخلت في الصباح لتوقظه وجدته شاحباً و تعباً، و ظنت أن السبب تناوله الكثير من الفاكهة غير الطازجة من الحديقة، و اقترحت عليه البقاء في السرير إلى أن يشعر بالتحسن .

و كان مارتن يقف في المطبخ يحضر إبريق قهوة، حين قالت لزوجها :
ـــ جو يبدو اليوم تعباً. لقد تناول الكثير من التفاح الأخضر، كما أشك .

ـــ آه ... سأصعد لألقي نظرة عليه ... بالمناسبة اتصلت شقيقتكِ و لقد أكدت لها أننا سنذهب إليها ليلة السبت ... ما بكِ ؟ ألا يمكنكِ احتمال رؤية روجر ديكس مع شقيقتكِ ... زوجته ؟

و استدار على عقبيه متجهاً نحو الردهة .

من سوء حظها أنها لم تكن موجودة باكراً عندما اتصلت روزي ... الآن لم يعد هناك مهرب من ليلة السبت ... أو من مارتن، و عاد إلى المطبخ بعد أن ألقى نظرة على جو :
ـــ الأفضل أن يبقى في الفراش هذا الصباح، و سيتحسن تدريجياً .

أرحل وحدي // روايات أحلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن