الفصل الثالث : لن أكون أماً !

1.7K 85 4
                                    

بحلول يوم الأربعاء من الأسبوع التالي، كانت ويلما قد أقنعت نفسها بأنها لن تسمع أي خبر من مارتن، و ما لم تفهمه لماذا عليها أن تتوقع هذا الإتصال، إنه رجل صعب المراس و الزواج منه أمر لا يؤسف عليه، لكنه اتصل بها مساء الخميس و شعرت بالإثارة و القشعريرة لسماعها صوته أقل خشونة مما تذكره مع قليل من التحفظ، ليقول لها أنه فكر بكل شيء و أنه يرغب في المضي قدماً بخطة زواجهما، شرط أن تكون لا زالت موافقة .

فكرت بأن تجعله ينتظر، و لكنها صباح ذلك اليوم بالذات، تلقت مكالمة هستيرية من روزي، فقالت له بدل التردد أنها مستعدة .

ـــ حسن جداً، بقي أمامنا فقط تحديد موعد الزواج، فيما يتعلق بي كلما كان ذلك أقرب فهو أفضل، فالعطلة المدرسية تبدأ الأسبوع القادم، و أحتاجكِ معي لتولي أمر الولدين .

و أطلقت ويلما ضحكة هستيرية، و وافقت بهدوء على السرعة فقال :
ـــ سأقوم بكل الترتيبات ثم اتصل بكِ، هل أنتِ مرتبطة بمواعيد ؟

راجعت ويلما مفكرتها و تأكدت من خلوها من المواعيد، ثم شكرته و كررت الموافقة و ودعته، بدا الأمر لها حلماً، إنه بالكاد يبدو حقيقياً، ففي مثل هذا الوقت من الأسبوع القادم قد تكون متزوجة بالفعل، و الآن عليها انجاز ترتيبات خاصة، كأن تجد مستأجراً لشقتها ثم هناك عملها ...

بحلول يوم الأحد، كانت قد أنجزت كل شيء، و في الصباح اتصل بها مارتن، صوته خالي من أي انفعال أو عاطفة و هو يقول لها أنه رتب أمر المراسم عند الثالثة من بعد ظهر يوم الإثنين، و هذا يعني أن عليها إخبار روزي اليوم، و لم تكن واثقة كيف ستتمكن من اقناع شقيقتها بدورها كعروس مستقبلية، و هكذا أخذت الخطوة الجبانة و اتصلت بها هاتفياً .

دفق الأسئلة التي تلت الإعلان تجمع أخيراً في دهشة و صدمة :
ـــ تتزوجين ؟ أنتِ ؟ لا أصدق ! ويلي ... أنتِ ؟ ... لماذا ؟

كان بإمكانها أن تقول لشقيقتها : «لأنكِ طلبتِ مني هذا و قلتِ بأنها الطريقة الوحيدة كي تقبلي واقع أن لا شيء بيني و بين زوجكِ» و لكن بطريقة ما استطاعت أن تكبح نفسها و تقول :
ـــ أوه ... للأسباب العادية المعروفة .

ـــ و لكن لم تذكري كلمة عن الموضوع ...

ـــ حسن لم يكن للأمر أهمية ... لقد قررنا هذا لتونا .

ـــ أعتقد أنكِ قابلته يوم إعداد البحث لكتابكِ، و لكن حقاً، كان عليكِ أن تقولي لي، فأنا شقيقتكِ أقرب الناس إليكِ منذ طلاق والدينا .

ـــ لم أستطع قول شيء لأنني لم أكن واثقة من جدية مارتن في الأمر، إن له ولدان من زواجه الأول ... و ...

ـــ كان قلقاً من أن لا يقبلاكِ كما أعتقد ... يا إلهي ويلي ! لا يمكنني تصوركِ مع ولديّ زوج، كم عمرهما ؟

و أخبرتها ويلما عن عمريهما و أنها قررت و مارتن أن يسرعا في الزواج قدر المستطاع لقرب حلول الإجازة المدرسية، فسألتها روزي :
ـــ و متى ؟

أرحل وحدي // روايات أحلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن